واشنطن وباريس ترحبان باجتماع المعارضة السـورية

29-06-2011

واشنطن وباريس ترحبان باجتماع المعارضة السـورية

في تطور لافت يعكس تغييرا في الموقف الأميركي والفرنسي  من  التطورات في سوريا، أعلنت واشنطن أمس إن اجتماع المعارضين الذي عقد في دمشق أمس الأول يمثل «خطوة في الاتجاه الصحيح» من جانب النظام السوري ولو أن «المطلوب القيام بالمزيد»، مشيرة إلى أن السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد تمكن في الأيام الأخيرة من إجراء مباحثات  مع بعض «المستشارين المقربين» من الرئيس السوري بشار الأسد، فيما وصفت باريس الاجتماع «بالايجابي» معربة عن أملها أن يشكل نقطة انطلاق لحوار وطني يفتح المجال أمام حل الأزمة السورية.
موسكو، من جهتها، أعلنت وقوفها «إلى جانب الشعب السوري»، مشيرة الى ان «الأنظمة تأتي وتذهب لكن الشعوب تبقى»، داعية «كل قوى ومكونات الشعب السوري للانضمام إلى الحوار الوطني».
في هذا الوقت، تسلم الأسد رسالة من الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، نقلها رئيس الحكومة الموريتانية مولاي ولد محمد لقظف، «تؤكد وقوف بلاده إلى جانب سوريا لتجاوز الظروف التي تمر بها». وتناول الحديث خلال اللقاء «التطورات في المنطقة وخاصة الأحداث في سوريا وخطوات الإصلاح التي تقوم بها الدولة».
الى ذلك، أكدت المستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان، في مقابلة مع شبكتي «سي ان ان» و«سكاي نيوز» الأميركيتين، أن «أعمال العنف التي تقع في سوريا تشكل مثار قلق كبير، وعلى الأطراف الأخرى إدانة عمليات القتل التي استهدفت قوات الجيش وعناصر الشرطة».
وأضافت ان «الجميع في سوريا الآن، سواء الحكومة أو المعارضة، يعلمون بأنه ليس هناك من حل سوى المضي قدما»، معبرة عن «الأمل في أن إطلاق الحوار الوطني وتسريع وتيرته سيؤديان إلى عزل أي مجموعات مسلحة». وأوضحت أن «إطلاق الحوار الوطني وتسريع وتيرته سيكونان لمصلحة سوريا، وسيفضيان إلى مسيرة نحو الديموقراطية، حيث تتنافس جميع الأحزاب السياسية، ويشارك أبناء الوطن في الحياة السياسية».
وتعليقا على تصريحات وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أوضحت شعبان أنه «ليس لأي وزير خارجية حق منح الشرعية لرئيس دولة أخرى»، مضيفة ان «الأزمة في سوريا ليست قضية أي دولة أخرى».
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند، في ما يبدو انه انعطاف مهم في الموقف الأميركي حيال النظام السوري، «إننا مرتاحون للسماح للمعارضة بالتنفس بعض الشيء».  واوضحت ان السماح بعقد الاجتماع في دمشق «خطوة في الاتجاه الصحيح، لكن المطلوب  القيام بالكثير أيضا». وأضافت «يجب أن يتوقف العنف في كل البلاد وتبدأ عملية عامة أكثر اتساعا». 
وردا على سؤال حول تأثير واشنطن في تطور موقف النظام السوري، قالت نولاند إن السفير فورد تمكن من إجراء مباحثات في الأيام الأخيرة مع بعض «المستشارين المقربين» من الأسد.
إلى ذلك، نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) عن النائب الأميركي دينس كوسينيتش دعوته، في مؤتمر صحافي بعد يوم من اجتماعه بالأسد، «وسائل الإعلام العالمية إلى عدم الاشتراك في تضخيم ما يجري من أحداث في سوريا والقفز إلى الاستنتاجات من دون التحدث إلى الناس والاستماع إلى مطالبهم».
وقال «هناك من يريد إعطاء صورة خاطئة عما يجري في سوريا»، مشيرا إلى «ضرورة ترك الأمور لشعب سوريا وحكومته وقيادته ليقرروا الاتجاه والسبيل إلى التغييرات الديموقراطية».
ووصف كوسينيتش «ما يجري من حراك واجتماعات للشخصيات المعارضة والمستقلة والتحدث عن آرائهم بحرية بأنه تطور إيجابي كبير». وقال إن «الأسد يهتم كثيرا بما يجري في سوريا، وواضح في سعيه إلى خلق سوريا جديدة، ويستطيع كل من قابله أن يؤكد ذلك». وأضاف إن «الأسد يحظى بكثير من المحبة والتقدير من السوريين»، معربا عن «اعتقاده أن الناس يسعون إلى تغيير حقيقي، وأن هذا التغيير يعود للشعب السوري».
وأضاف كوسينيتش إن «كل من تحدثت إليهم خلال الأيام القليلة الماضية تحدثوا عن أهمية وقف العنف، وهذه مسؤولية تعرفها الحكومة وتتعامل معها بجدية، وكان هذا العنف صدمة وغير مشجع، وفي الوقت ذاته يدرك الناس أن تطلعاتهم الشرعية لا يمكن تجاهلها»، موضحا «جئت إلى هنا لاستفيد وأفهم ما هي تطلعات الشعب السوري ولأقوم بإيصال ذلك إلى أعضاء الكونغرس الأميركي والإدارة الأميركية وأعضاء المجتمع الدولي».
وحول الموقف الأميركي مما يجري في سوريا، أشار إلى أن «الحكومة الأميركية قلقة إزاء ما يجري من أعمال عنف ويهمها أن تعرف أن هناك معارضة تطورت ونالت دعما كبيرا في سوريا وتعمل بطريقة سلمية للوصول إلى التغيير». وقال «قابلت أناسا في الحكومة والمعارضة، وفي حال توصل الجانبان إلى نقاط مشتركة في وقت لاحق يجب على المجتمع الدولي اخذ العلم بذلك لأن الأمور تتطور في سوريا». وتابع اإن «سوريا دولة مهمة، وما يجري فيها وتداعياته لن تؤثر فقط عليها وإنما على المنطقة والعالم أجمع»، معربا عن أمله في أن «تتجاوز سوريا وشعبها الصعوبات في سبيل التغيير الديموقراطي».
وفي باريس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو «إن عقد مثل هذا الاجتماع (المعارض في دمشق) أمر ايجابي، ونأمل أن يشكل نقطة انطلاق لحوار سياسي وطني حقيقي يتيح التوصل إلى مخرج للازمة في سوريا». وأضاف «إن العملية الانتقالية الديموقراطية تعني أولا أن يتوقف العنف». 
وتابع «ان الديموقراطية تعني أيضا الإفراج عن المعتقلين السياسيين وحق وسائل الإعلام الوطنية والدولية في التمكن من القيام بعملها وباحترام حقوق الإنسان، وبقضاء مستقل ويعمل. وتمر الديموقراطية بالحوار وليس بإطلاق النار على الناس الذين يشاركون في مسيرات في الشارع». وأكد أن «الإصلاح والقمع لا يتطابقان. لا نحتاج إلى انتظار خطاب رابع للأسد. إن ما تم إعلانه لجهة الإصلاحات من قبل الأسد لا يبدو انه وضع موضع التطبيق اليوم». 
إلى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية انه تم استدعاء السفير السوري في لندن سامي الخيمي إلى وزارة الخارجية لتوضيح «حالات ترهيب من جانب دبلوماسي لسوريين مقيمين في بريطانيا أوردتها الصحافة».
وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ انه التقى عضو البرلمان بروكس نيومارك قبل زيارته دمشق ولقائه الأسد. وأضاف هيغ، في بيان ردا على استفسار وزير الخارجية في حكومة الظل دوغلاس  الكسندر، أن «الحوار يجب أن يستمر مع الدول والحكومات حتى التي نختلف معها».
وفي موسكو، طلب معارضون سوريون من روسيا الضغط على دمشق لوقف أعمال القمع. وقال مؤسس مركز دمشق لدراسات حقوق الإنسان والمقيم في واشنطن المعارض رياض زيادة، خلال مؤتمر صحافي في موسكو، إن «روسيا يمكنها اللجوء إلى سبل ضغط على النظام السوري كي توصل إليه الرسالة بوضوح بان هذا النوع من السلوك (القمع) غير مقبول». 
ويرأس زيادة وفدا من المعارضين السوريين عقدوا لقاء مع ميخائيل مارغيلوف موفد الكرملين إلى أفريقيا وكذلك رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد.
وقال مارغيلوف ان «الأهم بالنسبة لروسيا هو المحافظة على علاقات وطيدة مع الشعب السوري الصديق، والأنظمة تأتي وتذهب لكن الشعوب تبقى». وشدد على أهمية المحافظة على العلاقات مع الشعب السوري في المستقبل. ومع دعوته إلى انضمام «كل قوى ومكونات الشعب السوري إلى الحوار الوطني»، أشار إلى أن «روسيا أصبحت أكثر قدرة على فهم ما يجري في سوريا وسوف نقيّم الموقف ونتخذ الخطوات اللازمة لاحقا».

المصدر: السفير+ وكالات

إقرأ أيضاً:

ما هي طبيعة زيارة المعارضة السورية الخارجية لموسكو

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...