نيويورك تايمز: جسر جوي سري لنقل الأسلحة للمتمردين في سورية

25-03-2013

نيويورك تايمز: جسر جوي سري لنقل الأسلحة للمتمردين في سورية

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية أن دولا عربية وتركيا زادت بشكل كبير من مساعداتها العسكرية إلى من وصفتهم بـ"مقاتلي المعارضة" في سورية خلال الأشهر الأخيرة وذلك بمساعدة من وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية مشكلة جسرا جويا من العتاد العسكري إلى هذه المجموعات.

وقالت الصحيفة في مقال نشرته اليوم إن تقارير حول حركة الملاحة الجوية أظهرت أن الجسر الجوي الذي بدأ على نطاق ضيق في أوائل عام 2012 واستمر بشكل متقطع خلال الخريف الماضي توسع ليصبح تدفقا مستمرا للأسلحة وعلى نطاق أكبر بكثير في أواخر العام الماضي وأن هذا الجسر الجوي زاد ليشمل أكثر من 160 رحلة شحن عسكرية لطائرات تتبع رحلات النمط العسكري من الأردن والسعودية وقطر لتهبط في مطار ايسنبوجا بالقرب من أنقرة وتجري رحلات أقل إلى مطارات تركية وأردنية أخرى.

ولفتت الصحيفة إلى أنه على الرغم من الرفض العلني لإدارة باراك أوباما منح المجموعات المسلحة في سورية أمورا تتعدى ما وصفته هذه الإدارة بالمساعدات "غير القاتلة" إلا أن تورط وكالة المخابرات المركزية في شحنات الأسلحة أظهر أن الولايات المتحدة باتت راغبة بشكل اكبر في مساعدة حلفائها العرب لدعم الجانب القاتل من هذه الأزمة.

وقال مسؤولون أمريكيون "إن ضباطا في الاستخبارات الأمريكية ومن مكاتبهم التي أقيمت في أماكن سرية ساعدوا حكومات عربية على اختيار الأسلحة التي ينوون شراءها بما في ذلك شحنة كبيرة من الأسلحة من كرواتيا وحددوا أيا من المجموعات المسلحة ستتلقى هذه الأسلحة".

وبينما عمد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى التحريض أمس ضد سورية وإيران ومطالبة العراق بإغلاق أجوائه أمام الطائرات الإيرانية المتجهة إلى سورية بزعم أنها تحمل أسلحة هبطت طائرة شحن عسكرية من قطر لدعم المسلحين في مطار ايسنبوجا أمس بعلم ومباركة الولايات المتحدة.

وكشفت الصحيفة أن أغلبية رحلات الشحن الجوية جرت منذ تشرين الثاني الماضي أي بعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة حيث زاد إحباط الحكومات التركية والعربية بسبب عجز المسلحين عن تحقيق تقدم سريع.

وقال مسؤولون إن حكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان أشرفت على جزء كبير من البرنامج لدرجة أنها ألصقت أجهزة إرسال على الشاحنات التي تنقل الأسلحة لتتمكن من رصدها بما انها تنقل إلى الأراضي السورية برا فيما قال مسؤولون على اطلاع بالأمر جمعوا البيانات حول تطور هذه الشحنات أن حجم الشحنات كان كبيرا جدا.

وقال هيو غريفيث من معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام والذي يراقب عمليات نقل الأسلحة غير المشروعة إن التقديرات تشير إلى أن حجم مجموعة الحمولات من المعدات العسكرية على متن هذه الرحلات بلغ 3500 طن مضيفا أن كثافة وتكرار هذه الرحلات يوحي بمخطط صلب ومنسق وسري للعمليات اللوجستية العسكرية.

وقال مسؤولون إنه على الرغم من أن قادة المسلحين والبيانات يشيرون إلى أن قطر والسعودية كانتا تقومان بشحن مواد عسكرية عبر تركيا لـ"المعارضة" منذ أوائل عام 2012 إلا أن قيام حكومة أردوغان أواخر الخريف الماضي بتسريع وتيرة الشحنات الجوية أزال عقبة رئيسية.

وأشار مسؤولون إلى أن الأسلحة والمعدات يتم شراؤها من قبل السعودية في كرواتيا وتنقل جوا إلى الأردن على متن طائرات الشحن الأردنية من أجل المجموعات المسلحة الناشطة في جنوب سورية أو نقلها إلى تركيا من أجل المجموعات المسلحة التي تعمل انطلاقا من هناك.

وشكلت هذه الشحنات اللوجستية المتعددة طوال فصل الشتاء ما أكد مسؤول أمريكي سابق مطلع على البرنامج أنها فيضان من الأسلحة.

وأضافت الصحيفة أن مسؤولين أمريكيين وزعماء معارضة أتراكا وصفوا دور بعض الدول العربية بالسر المكشوف لافتين إلى أن هذا البرنامج محفوف بالمخاطر وقد يجر تركيا أو الأردن فعليا إلى الحرب.

وبدا الجسر الجوي لدعم المتمردين ببطء في الثالث من كانون الثاني العام الماضي عندما هبطت طائرتان تابعتان للخطوط الجوية الأميرية القطرية من طراز سي 130 في اسطنبول وذلك وفقا لبيانات الحركة الجوية.

ولفتت صحيفة نيويورك تايمز إلى أنه ومنذ اوسط الربيع الماضي بدا تدفق رحلات الطيران من دول الخليج حيث هبطت طائرة سي 17 وهي طائرة شحن ضخمة أمريكية الصنع تابعة لسلاح الجو القطري ست مرات في مطار ايسنبوجا بتركيا في الفترة الواقعة ما بين 26 نيسان والرابع من أيار مضيفة أنه وبحلول الثامن من آب كانت قطر أجرت أكثر من 14 رحلة شحن اسلحة انطلقت جميعها من قاعدة "العيديد" في قطر وهي قاعدة للخدمات اللوجستية العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول قطري طلب عدم ذكر اسمه أن قطر أرسلت شحنات ادعى أنها غير قاتلة.

وقال مسؤولون غربيون أمريكيون وقادة من المسلحين إن قطر شكلت مورد أسلحة نشطا بشكل كبير لدرجة أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق إزاء بعض الجماعات الإسلامية المسلحة التي سلحتها قطر.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي سابق قوله إن ديفيد بترايوس مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية حتى تشرين الثاني الماضي كان له دور فعال في المساعدة على تحريك شبكة الرحلات الجوية المذكورة ودعا بلدانا مختلفة وعديدة للمشاركة في هذه العملية.

وبرر المسؤول تورط الإدارة الأمريكية في هذه العمليات بالقول إنها شعرت بأن الدول الأخرى ستسلح المسلحين على أي حال مضيفا أن دور الاستخبارات المركزية الأمريكية في تيسير نقل الشحنات منح الولايات المتحدة قدرا من النفوذ في عملية إرسال شحنات الأسلحة.

وأكد مسؤولون أمريكيون أنه كان يجري اطلاع كبار المسؤولين في البيت الأبيض بانتظام على شحنات الأسلحة.

وتابعت الصحيفة أنه على الرغم من أن حركة اسطول طائرات الشحن في سلاح الجو القطري أصبحت خلال الخريف نشطة أكثر مع تنفيذ رحلات جوية كل يومين في تشرين الأول غير أن المجموعات المسلحة تواصل طلب الأسلحة والشكوى من قلتها.

ونقلت الصحيفة عن شخص عرف عن نفسه بأنه محمد أبو أحمد وأنه يقود مجموعة من المسلحين في محافظة إدلب قوله إن أمر التسليح وعدمه يتوقف على الولايات المتحدة.

وقالت الصحيفة إن لاعبين اخرين سرعان ما انضموا إلى العمل في الجسر الجوي حيث أن ثلاث طائرات من طراز سي 130 اس تابعة للقوات الجوية الملكية الأردنية هبطت في ايسنبوجا في إشارة إلى ما يمكن أن يصبح تصعيدا في الدور الأردني والسعودي.

وأردفت الصحيفة أنه وفي غضون ثلاثة أسابيع بدأت طائرتا شحن أردنيتان إجراء رحلات ذهاب واياب بين عمان وزغرب حيث يقول مسؤولون من عدة بلدان إن الطائرات تنقل كمية كبيرة من أسلحة المشاة اشترتها السعودية من مخزن تديره كرواتيا.

وتابعت الصحيفة أن أول رحلة عادت إلى عمان في 15 من كانون الأول وفقا لقراءة سجلتها طائرة استطلاع في قبرص وبيانات مراقبة الحركة الجوية من مسؤول الطيران في المنطقة.

وأردفت الصحيفة أن السجلات تظهر أن طائرتين أردنيتين تحملان شعار الشركة الأردنية الدولية للشحن الجوي أجرتا 36 رحلة ذهابا وإيابا بين عمان وكرواتيا في الفترة الواقعة ما بين كانون الأول وشباط وأن ذات الطائرتين أجرتا خمس رحلات بين عمان وتركيا في كانون الثاني الماضي.

وأضافت الصحيفة أنه وبينما كانت رحلات شحن الأسلحة الأردنية جارية تواصلت رحلات الشحن القطرية كما بدات القوات الجوية الملكية السعودية برنامج نقل حافلا أيضا حيث أجرت ما لا يقل عن 30 رحلة لطائرات سي130 في ايسنبوجا من منتصف شباط لبداية آذار الجاري لهذا العام وذلك وفقا لبيانات الرحلة المقدمة من جانب مسؤول عن التحكم بحركة المرور الجوية الإقليمية.

وتابعت الصحيفة أنه تم رصد عدد من الطلعات الجوية السعودية في رحلات ذهاب واياب في أنقرة ما لفت انتباه السياسيين المعارضين في تركيا حيث قال اتيلا كارت وهو عضو في البرلمان التركي من حزب الشعب الجمهوري المعارض "إن استخدام المجال الجوي التركي في مثل هذا الوقت الحرج ومع حدوث الأزمة في سورية بجانب حدودنا وعبور الطائرات الأجنبية القادمة من البلدان المعروف عنها أنها متورطة بشكل أساسي في هذه الأزمة يحدد وضع تركيا كطرف في الصراع".

وأكد كارت وجود تفاصيل حول شحنات سعودية متعددة وأن حكومة أردوغان تتحمل المسؤولية للرد على هذا الأمر.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...