معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط وهندسة تركيب المزاعم

29-03-2008

معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط وهندسة تركيب المزاعم

الجمل: بشكل متزامن مع تقرير المحقق الدولي في اغتيال الحريري، نشر موقع معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط (MEMRI) الأمريكي التقرير الخاص رقم 1880 الذي حاول أن يربط بين سوريا وجماعة فتح الإسلام. وقد تضمن التقرير النقاط الآتية:
• جماعة فتح الإسلام ومعارضة الحكومة اللبنانية وقوى 14 آذار:
يقول التقرير بأن جماعة فتح الإسلام تم تأسيسها بواسطة زعيمها شاكر العبسي الذي كان معتقلاً في سوريا وصدر ضده حكم بالسجن لثلاثة أعوام، ولكن السلطات السورية أصدرت قراراً بالعفو عنه وتسلل بعد ذلك بشكل غير شرعي إلى لبنان وأسس جماعة فتح الإسلام التي تمركزت في مخيم نهر البارد من أجل:
* إثارة الاضطرابات والقلاقل في لبنان وخلق الصراعات بين الجماعات الإثنية والدينية.
*مهاجمة قوات الأمم المتحدة (يونيفيل) الموجودة في جنوب لبنان.
ويشير التقرير إلى أن لجماعة فتح الإسلام فرعين هما:
* الفرع الأول بقيادة السوري مجد الدين عبد الحي، وهو المسؤول عن التخطيط وتنفيذ العمليات الإرهابية.
* الفرع الثاني وهو فرع لا يعرف أعضاءه أي شيء عن العمليات الإرهابية التي يقوم بتنفيذها الفرع الأول.
• تقرير راشد ميرزا ومزاعم فتح الإسلام – سوريا:
تعرض تقرير معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط إلى تقرير القضاء العسكري الذي أعده راشد ميرزا، وأشار فيه إلى النقاط الآتية:
* اعتقلت السلطات السورية شاكر العبسي بتهمة محاولة القيام بعملية عسكرية ضد إسرائيل عبر مرتفعات الجولان، وحكم بالسجن ثلاث سنوات، وبعد قضاء عام واحد أصدرت سوريا عفواً عنه وتم إطلاق سراحه.
* أعلنت سوريا عدم وجود أي صلة لها بشاكر العبسي، ولم يشر وزير الداخلية السوري لا إلى العفو الذي حصل عليه العبسي ولا إلى العملية التي حاول أن ينفذها في الجولان.
* اتهمت سوريا جماعة فتح الإسلام وزعيمها شاكر العبسي بالعلاقة مع تنظيم القاعدة وأبو مصعب الزرقاوي زعيم القاعدة في العراق، وأيضاً بالجماعات المرتبطة بالقاعدة والتي حاولت القيام بعمليات إرهابية في سوريا.
* الإعلان بأن مذكرة اعتقال رقم 3308 بحق شاكر العبسي قد صدرت يوم 28 كانون الثاني 2007م وأن البحث عنه ما زال جارياً.
* لم تفسر سوريا سبب العفو عن العبسي وإطلاق سراحه.
* ثبت أن شاكر العبسي متورط في عمليات قتل الأبرياء في لبنان.
وأشار التقرير في نهاية هذه الفقرة بأن العديد من الوزراء اللبنانيين قد أكدوا بالاستناد إلى العميد جورج خوري رئيس المخابرات العسكرية اللبنانية بأن جماعة فتح الإسلام تتضمن مجموعتين:
* المجموعة الأولى ترتبط بتنظيم القاعدة (رئيسها سعودي وتجند السعوديين).
* المجموعة الثانية ترتبط بسوريا (رئيسها أبو يزن).
• سوريا – فتح الإسلام – المعارضة اللبنانية، وتقاسم الأهداف المشتركة:
أشار التقرير في هذه الفقرة إلى النقاط الآتية:
* الفرعان المكونان لجماعة فتح الإسلام ينفصلان عن بعضهما تماماً، فالفرع الأول (الخليجي الطابع) يفهم أن جماعة فتح الإسلام تعمل ضد سوريا، ولا يعرف شيئاً عن الفرع "السوري" –كما يزعم التقرير- الذي مهمته تنفيذ العمليات الإرهابية ضد لبنان.
* المعلومات المؤكدة تكشف الأهداف المشتركة التي تتقاسمها سوريا – قوى 8 آذار – جماعة فتح الإسلام.
* الأطراف اللبنانية التي تتقاسم الغايات والرأي مع توجهات جماعة فتح الإسلام، هي أطراف تتضمن شخصيات لبنانية منها وئام وهاب وناصر قنديل، فتحي يكن، طلال أرسلان.
* الحركة الوطنية الحرة التي يتزعمها ميشيل عون وبقية قوى 8 آذار متورطة جميعها في عملية تضليل اللبنانيين والتغطية على المجرمين.
* معهد بحوث أعلام الشرق الأوسط وهندسة تركيب المزاعم:
تقول جماعة المحافظين الجدد بأن معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط، هو النافذة التي تتيح لأمريكا والغرب سماع صوت المعتدلين العرب وغيرهم من الأصوات الشرق أوسطية المعتدلة.
ولكن، يقول مركز دراسات رايت ويب الإلكتروني الأمريكي، بأن هذا المعهد يتضمن جانباً مظلماً يتمثل في تركيزه على القيام بمهمة "اقتطاف الثمرات" عن طريق القيام برصد الإعلام العربي والنقاط والمقالات والفقرات والمواد الإعلامية المرئية والمسموعة والمقروءة التي تنسجم مع المشروع الإسرائيلي، وترجمتها على الفور وإعادة بثها ونشرها وتوزيعها داخل وخارج الولايات المتحدة. وتعتمد الصحف الأمريكي وأجهزة الإعلام الأمريكي وكبريات المؤسسات الإعلامية الأمريكية والغربية على المواد الإعلامية التي يبثها معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط. وقد تم تأسيس معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط بواسطة:
• د. ميعراف فورمزر: يهودية أمريكية (إسرائيلية الأصل)، سبق أن عملت في الجيش الإسرائيلي ووصلت إلى رتبة عقيد، وتنتمي إلى حزب الليكود، ولاحقاً تزوجت من اليهودي الأمريكي ديفيد فورمزر مستشار ديك تشيني لشؤون الشرق الأوسط.
• إيفال كارمون: ضابط إسرائيلي يقيم حالياً في الولايات المتحدة ويتولى منصب رئيس المعهد.
• ستالينسكي: ضابط إسرائيلي سابق يتولى منصب المدير التنفيذي للمعهد.
• أوليفر ريفيل: ضابط إسرائيلي سابق ويعمل عضواً في مجلس إدارة المعهد.
يحصل معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط على الدعم المالي والسياسي الأمريكي، مثله مثل مركز دراسات المحافظين الجدد، وتقول المعلومات بأن ميزانية المعهد قد بلغت في عام 2001م حوالي 1.8 مليار دولار.
يقوم المعهد بتجميع المعلومات والتقارير الإخبارية الداعمة لإسرائيل وترجمتها وتوزيعها مجاناً للأطراف الأخرى، وتعتبر صحف: نيويورك تايمز، واشنطن بوست، مجلة ويكلي ستاندرد، شبكة أخبار فوكس نيوز، شبكة أخبار CNN، من أبرز "المشتركين" في البريد الذي يرسله المعهد مجاناً.
يعتبر معهد بحوث إعلام الشرق الأوسط من أهم مراكز الحرب النفسية الإسرائيلية، وحالياً يقوم هذا المعهد بدور "سرية المقدمة" في الهجوم الإعلامي الإسرائيلي. وما هو مثير للانتباه في عمل هذا المعهد يتمثل في أن تركيز العمليات النفسية التي يقوم المعهد بشنها يستهدف العقل الغربي والأمريكي عن طريق فبركة المعلومات وهندسة صياغة التقارير الإخبارية وبثها باللغات الإنجليزية والفرنسية والإسبانية وغيرها من اللغات الغربية الحية بما يدعم عملية تضليل الرأي العام الغربي.
وما هو مثير للانتباه أيضاً أن التقرير الذي أعده المعهد (والذي يشرف عليه ويديره من أمريكا ضباط سابقون في الجيش الإسرائيلي ويجيدون اللغة العربية بطلاقة) هو تقرير يهدف إلى تمهيد المسرح لعملية نفسية إسرائيلية قادمة ضد سوريا، خاصة إذا نظرنا إلى أن صدور هذا التقرير كان متزامناً مع صدور تقرير المحقق الدولي في عملية اغتيال الحريري الذي أشار فيه إلى أن الجريمة تم ارتكابها بواسطة شبكة إجرامية موجودة في لبنان، فهل تهدف العملية النفسية الإسرائيلية الجديدة إلى تهيئة الرأي العام الأمريكي لتلفيق مزاعم جديدة تحاول التسويق لفرضية زائفة جديدة تربط بين جماعة فتح الإسلام باعتباره الشبكة الإجرامية وبين سوريا.

 

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...