مؤتمر «خريف السلام» لتجفيف منابع العداء للسامية في البلدان العربية

03-10-2007

مؤتمر «خريف السلام» لتجفيف منابع العداء للسامية في البلدان العربية

الجمل:     يعرف كل سكان العالم، بأن الإسرائيليين، ومن ورائهم الأمريكيين، هم أفضل من يجيدون التآمر ضد الجميع، بلا تمييز بين خصم أو صديق، فالخصم يمارسون ضده كل أنواع المكائد، أما الصديق والحليف، فيمارسون –بهدوء بارد- هواية الركوب على ظهره..
• اللوبي الإسرائيلي و(الركوب على ظهر) المعتدلين العرب:
تقول المعلومات الواردة من واشنطن، أن اللوبي الإسرائيلي، في نفس الوقت الذي يتابع فيه ملف حملة المؤامرة ضد سوريا، والسودان، وحركات المقاومة الوطنية مثل حزب الله اللبناني، وحركة حماس، والمقاومة العراقية، فإنه على الجانب الآخر يقوم بمتابعة ملف (الركوب على ظهر) المعتدلين العرب، وبالتحديد والتفصيل تقول المعلومات بأن منظمة الإيباك وأعوانها داخل الكونغرس الأمريكي، قد استطاعوا إعداد (عريضة) تطالب الحكومة الأمريكية بممارسة الضغط والتهديد على الدول العربية الصديقة والحليفة لأمريكا (دول المعتدلين العرب) وتحديداً: الأردن، مصر، السعودية، وبلدان الخليج، والمغرب، وتونس، لكي تقوم باتخاذ الخطوات اللازمة من أجل (مكافحة العداء للسامية).
• المعتدلين العرب.. المطلب الأمريكي القادم:
كلما نفد المعتدلون العرب مطلباً، ألقت أمريكا وإسرائيل على ظهورهم المزيد من المطالب الجديدة الأكبر حجماً والأثقل وزناً.. وحالياً تقول التوقعات بأن المطلب الأمريكي القادم سوف يتضمن جملة أشياء، منها:
- مطالبة دول المعتدلين العرب بضرورة بذل كافة الجهود من أجل دعم مشروع حليفتهم أمريكا الهادف لإحلال السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، أما ما هي تفاصيل هذا المشروع الأمريكي، وهل سيؤدي إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة، وغيرها، فهو أمر درجت إدارة بوش على عدم السماح لحلفائها المعتدلين العرب بالخوض وإبداء (الفضول) أو إبداء الملاحظات أو مجرد طرح الاستفسارات عنه.
- تقديم الدعم المالي والدبلوماسي والسياسي لرئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس.
- وقف كل أنواع التوجهات المعادية لإسرائيل.
- وقف كل أنواع التوجهات المحرضة للعداء.
- المشاركة في المؤتمر الدولي القادم، والوقوف بحزم إلى جانب الولايات المتحدة.
- اتخاذ الخطوات الملموسة التي تؤكد أنهم يقفون بحزم إلى جانب الولايات المتحدة.
وتقول المعلومات أيضاً، بأن الرئيس بوش، قد يتطرق في خطابه أمام المؤتمر إلى حث (العرب) من أجل إنهاء العداء للسامية بشكل نهائي، وعلى ما يبدو فإن إسرائيل سوف تحاول من جانبها إضافة بند إنهاء معاداة السامية ضمن شروطها لرد الحقوق العربية، وسوف تعمل الدبلوماسية الإسرائيلية، إن استجابت الدول العربية، إلى استخدام مفهوم معاداة السامية، مثل استخدام بوش لمفهوم الحرب ضد الإرهاب، أو مفهوم إسرائيل نفسها المتعلق بـ(التعاون من أجل تحقيق الأمن) الذي استخدمته مع ياسر عرفات.. واستمرت تعزف عليه على مدى أكثر من 10 سنوات.
• اللوبي الإسرائيلي.. استغلال الإدارة الأمريكية وابتزاز المعتدلين العرب:
من المعلوم أن اللوبي الإسرائيلي ظل يعتمد على استخدام آلية صنع واتخاذ القرار الأمريكي لمصلحة إسرائيل، وإضعاف الدول العربية، ولكن بفضل اتفاقيات كامب ديفيد، ووادي عربة، وأوسلو، وعملية (الشراكة) الأمريكية- العربية التي أدت إلى نجاح غزو واحتلال القوات الأمريكية للعراق، استطاع اللوبي الإسرائيلي أن يحقق المزيد من القفزات النوعية في أداء مهامه، بحيث أصبح يركز على الآتي:
- توظيف الأموال العربية من أجل تمويل مخططات إسرائيل واللوبي الإسرائيلي التي تستهدف البلدان العربية.
- توظيف حكومات البلدان العربية، الواقعة تحت الاحتلال والسيطرة الأمريكية غير المعلنة (والتي يصفها الأمريكيون بالدول العربية المعتدلة أو بحلفاء أمريكا في المنطقة) في إصدار القرار والقيام بدور بروكسي الحماية للأمن القومي الإسرائيلي في المنطقة.
- استخدام وتوظيف أجهزة الأمن العربية في عملية جمع المعلومات الاستخبارية لصالح أجهزة الأمن الإسرائيلية.
- استخدام وتوظيف الأنظمة العربية الحليفة لأمريكا لكي تقوم بدور (حصان طروادة) داخل بنيات وهياكل العمل العربي المشترك.
- استخدام الأنظمة العربية الحليفة لأمريكا في ممارسة الضغوط ضد الفلسطينيين للتنازل عن حقوقهم لصالح إسرائيل.
- استخدام الأنظمة العربية الحليفة لأمريكا في فرض العزلة والمقاطعة إزاء الدول العربية التي ترفض الخضوع للمشروع الإسرائيلي في المنطقة.
• القادم الجديد.. قانون العرب المعتدلين الخاص بـ(العداء للسامية):
بعد الحرب العالمية الثانية، استخدم اليهود والإسرائيليون سلاح (معاداة السامية)، ودفعوا حكومات ما بعد الحرب العالمية الثانية الأوربية الغربية والأمريكية إلى إصدار تشريعات حملت اسم (قانون معاداة السامية)، وقد أدرج اليهود والإسرائيليون، في هذه القوانين (ترسانة) من الامتيازات والحصانات الاستثنائية التي تعطي كل ما هو يهودي أو إسرائيلي، أو صهيوني، طابعاً استثنائياً خاصاً.. وعلى خلفية هذه الاستثناءات أصبح هامش الحركة المتاح واسعاً أمام اليهود، والإسرائيليين، والصهاينة، للقيام بكل ما هو محظور وممنوع، وغير أخلاقي، طالما أن قانون العداء للسامية سوف يلعب دور السيف المسلط على رقبة من يتجرأ على الكلام، كما قال بولي فندلي عضو الكونغرس الأمريكي الذي تحدث عما سماه بـ(الولايات المتحدة الإسرائيلية) وطالب بتحرير أمريكا من إسرائيل لكل تصبح بالفعل (الولايات المتحدة الأمريكية).
دول المعتدلين العرب، سوف يكون مطلوباً منها أن تثبت لأمريكا ولاءها وجديتها في العمل كشريك لأمريكا في المنطقة، وهذه المرة، عن طريق إصدار التشريعات التي تحمل اسم (قانون معاداة السامية).. وكما هو معلوم، فإن قوانين العداء للسامية المنتشرة في الدول الغربية الأوروبية وأمريكا، هو صورة لقانون واحد، ويؤكد هذه الخاصية مضمونها الواحد، وبنودها التي تبدو وكأنها مستنسخة من قانون واحد.
أبرز أشكال معاداة السامية التي سوف يكون مطلوباً من المعتدلين العرب، تغطيتها ضمن بنود القانون، هي:
- حظر وتجريم معاداة اليهودية.
- حظر وتجريم أن اليهود لهم صفة خاصة وأنهم ضعفاء.
- حظر ومعاداة الصهيونية والأنشطة اليهودية والإسرائيلية.
- تجفيف منابع العداء للسامية.
ونلاحظ أن دول المعتدلين العرب، سوف يترتب عليها الآتي:
- الاعتراف بالهولوكوست.
- مكافحة الأنشطة الإسلامية التي تنتقد إسرائيل واليهود والصهيونية.
- تجريم الأفكار التي تنتقد إسرائيل واليهود والصهيونية.
- توفير الحماية اللازمة لكل يهودي أو إسرائيلي أو صهيوني.
- حظر النصوص الدينية الإسلامية التي تنتقد اليهود أو إسرائيل أو الصهيونية.
- تنقيح كتب التاريخ والتربية الإسلامية وغيرها من المفردات المدرسية التي تنتقد اليهود أو إسرائيل أو الصهيونية.
- فرض الرقابة على الصحف والكتب والمجلات التي تتحدث عن جرائم اليهود أو إسرائيل أو الصهيونية حتى لو كان ذلك يتمثل في الجرائم والمذابح التي ارتكبتها إسرائيل ضد الفلسطينيين واللبنانيين وغيرهم من العرب.
وعموماً، الاعتقاد أكبر بأن الضغوط الأمريكية سوف تركز في أول الأمر على الأردن ومصر والمغرب وتونس لإصدار هذه القوانين، ثم بعد ذلك يأتي دول السعودية وبلدان الخليج، أما لبنان، فإن مصير إصدار قانون معاداة السامية اللبناني سوف يتوقف على مصير حكومة السنيورة واستمرارية الثلاثي: سمير جعجع، وليد جنبلاط، وسعد الحريري.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...