ليبرمان: لا فائدة من مفاوضة دمشق ويجب «خنق» حماس

25-04-2009

ليبرمان: لا فائدة من مفاوضة دمشق ويجب «خنق» حماس

أفرغ وزير الخارجية الاسرائيلية افيغدور ليبرمان امس، بعض ما في حقيبته السياسية من تطرف، فحيد محادثات التسوية مع الفلسطينيين حتى التوصل الى حل للمسألة الايرانية، التي قال انها تتصل بلبنان وسوريا و«الارهاب الاسلامي» في مصر وغزة والعراق، ورفض عودة أي لاجئ فلسطيني الى أرضه، داعيا الى «خنق» حركة حماس، والتخلي عن المفاوضات غير المباشرة مع دمشق.
وقال ليبرمان لصحيفة «جيروزاليم بوست» في حديث ينشر كاملا الثلاثاء المقبل، ان الدبلوماسيين حول العالم «يتحدثون وكأنهم في حملة: احتلال، مستوطنات، مستوطنون»، لافتا الى أن هذه الشعارات وغيرها مثل «الأرض مقابل السلام» و»حل الدولتين» مفرطة في التبسيط وتتجاهل الأسباب الفعلية لاستمرار الصراع.
واعتبر ليبرمان، رئيس حزب «اسرائيل بيتنا» اليميني المتطرف، ان «العائق الأكبر امام الحل الشامل ليس الفلسطينيين ولا الإسرائيليين بل الايرانيين»، مضيفاً ان السبب الحقيقي لوصول المفاوضات الى طريق مسدود ليست «لا الاحتلال ولا المستوطنات والمستوطنين. فهذا الصراع هو في الحقيقة صراع عميق جدا، وبدأ كما غيره من النزاعات الوطنية. لكنه اليوم صار اقرب الى صراع ديني، وبات لدينا تأثير لاعبين غير منطقيين، على غرار تنظيم القاعدة».
الأولى لإحباط مشروع ايران النووية «تقع على عاتق المجتمع الدولي، وليس اسرائيل، وعلى عاتق الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن تحديدا». واضاف «لا يجب أن تكون هناك أوهام. فمستحيل التوصل إلى اتفاق لوضع حد للصراع ولسفك الدماء والإرهاب قبل (حل) قضية ايران.. لانها متصلة بلبنان وسوريا وبمشاكل مع الارهاب الاسلامي المتطرف في مصر وقطاع غزة والعراق».
ورفض ليبرمان بشكل قاطع تأكيد قيام دولة فلسطينية أو استبعاد ذلك، ولكنه جدد تأكيد رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على عدم رغبة الحكومة بالحكم «على فلسطيني واحد». واعتبر أن اي اقتراح للسلام يأتي على مجرد ذكر حق العودة للاجئين الفلسطينيين لا يمكن ان يشكل أساساً للتفاوض. وقال «لا يمكن ان يكون على الطاولة، فأنا لست مستعداً حتى أن أناقش بحق عودة لاجئ واحد».
وذكر ليبرمان ايضا ان اعتراف فلسطين بإسرائيل كدولة ليس شرطا مسبقا لإحراز تقدم في محادثات السلام. وقال «لا نريد نسف العملية. لكن اي شخص يريد فعلا اقامة السلام الحقيقي والتوصل الى اتفاق حقيقي، يجب أن يدرك أن ذلك سيكون مستحيلاً من دون الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية»، مشددا في موازاة ذلك على ان الحكومة الجديدة لن تتعامل مع حماس، التي يجب «خنقها»، داعياً المجتمع الدولي الى الالتزام بشروط اللجنة الرباعية للتعامل مع الحركة.
وحول سوريا، قال وزير الخارجية الاسرائيلي انه لا فائدة على الإطلاق من استئناف المحادثات غير المباشرة مع دمشق التي بدأتها الحكومة السابقة. وأضاف «لا نرى اي حسن نية من الجانب السوري، بل التهديدات فقط من نوع: اذا لم تكونوا مستعدين للحديث، فسنستعيد الجولان بعملية عسكرية».
ورغم رفضه لاستئناف محادثات السلام مع سوريا، وربطه مواصلة المفاوضات مع الفلسطينيين بالمسألة الايرانية، اعتبر ليبرمان ان «إسرائيل أثبتت حسن نيتها ورغبتها بالسلام». واعتبر ان المضي قدماً في عملية السلام يفرض ضمان الأمن لإسرائيل، وتحسين الاقتصاد للفلسطينيين والاستقرار على حد سواء، لافتاً الى استحالة «فرض اي حل مصطنع، لأنه سيفشل بالتأكيد. ولا يمكن أن نبدأ عملية سلام من لا شيء، بل علينا خلق الظرف والتركيز والشروط المثالية».
وأعلن ليبرمان ان الحكومة الاسرائيلية ستنتهي بعد أسبوعين من مراجعتها الشاملة للسياسة الخارجية، وستعلن نتائجها على الملأ للمرة الأولى في 18 ايار المقبل خلال المحادثات التي يجريها الرئيس الأميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في البيت الابيض.
في هذا الوقت، ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن إدارة اوباما تدرس احتمال اتخاذ بعض الإجراءات ضد إسرائيل بما فيها تجميد المساعدات العسكرية الأميركية لها حال إقدامها على مهاجمة إيران رغم معارضة واشنطن لذلك. واوضحت ان اوباما سيطالب نتنياهو بعدم مهاجمة إيران طالما استمر المجهود الأميركي لطي ملف البرنامج النووي الإيراني دبلوماسيا.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...