لافروف في حوار شامل: مستقبل سورية بيد الشعب السوري وليس بيد أي قوة خارجية

24-12-2012

لافروف في حوار شامل: مستقبل سورية بيد الشعب السوري وليس بيد أي قوة خارجية

أكد سيرغي لافروف وزير الخارجية الروسي أن الأطراف التي تنتقد مجلس الأمن الدولي لجهة ادعاء عجزه عن التصدي للأزمة في سورية كانت راغبة بإصدار قرار وفق الفصل السابع الذي يخول فرض المزيد من العقوبات واستخدام القوة ضد سورية مبينا أن روسيا والصين ترفضان مثل هذا التوجه لأن لديهما قناعة كاملة بأن مثل هذا القرار لو صدر سيكون كارثياً وسيجر الجميع إلى منحدر خطير وسيضعنا أمام تكرار السيناريو الليبي وهو أمر لن يكون بمقدور أحد تحمله كما أن المنطقة نفسها لن تكون قادرة على تكرار مثل هذا السيناريو.

وقال لافروف في مقابلة مع قناة روسيا اليوم "إننا نؤكد أن ميثاق الأمم المتحدة الذي ينص بكل وضوح وبشكل لا يقبل التأويل على أن مهمة مجلس الأمن الدولي ترتبط بتحقيق الأمن والسلام الدوليين ولا ترتبط بدعم طرف على حساب طرف آخر في الصراعات الداخلية وهذا ما يحصل تماماً في سورية".

وأوضح الوزير لافروف في المقابلة التي بثت كاملة اليوم أن بعض الأطراف تسعى إلى تدويل وتوسيع العنف خارج الحدود السورية مبينا أن "المعارضة المسلحة" تعمل على استفزاز الحكومة السورية من خلال تنفيذ الهجمات الإرهابية وأخذ الرهائن وإعطاء الصراع بعداً طائفيا خطيراً جداً مبينا أنه في حال انتشار الفوضى في سورية فإن هذا من شأنه أن يقود لانتشارها في كامل الشرق الأوسط .

وأوضح لافروف أن روسيا ليست مهتمة بعملية تعديل وتغيير الأنظمة وأن الجهات التي ترفض الحوار مع الحكومة السورية وتعتبر رحيل النظام بأي طريقة أولوية من أولوياتها عليها أن تدرك أنها ستدفع ثمناً مقابل تحقيق أهدافها الجيوسياسية والذي سيكون حياة الشعب السوري .

وقال لافروف "بالنسبة لروسيا الأولوية هي ليست الإطاحة بشخص ما بل إيقاف العنف ومنع إراقة الدماء بشكل مباشر وإذا كانوا يقولون انهم يريدون إنقاذ سورية والسوريين فيجب عليهم الانضمام إلينا وأن يطلبوا من جميع الأطراف في سورية أن يتوقفوا عن القتال وأن يبدؤوا بالحوار دون أي شروط مسبقة وترك مصير النظام بيد الشعب السوري نفسه وليس بيد أي قوة خارجية".

ولفت لافروف إلى أن بيان مجموعة العمل الدولية في جنيف يحظى بدعم قوي من روسيا وهو يخلق الظروف الملائمة التي تمكن الأطراف السورية بعد وقف العنف من التفاوض حول مستقبل بلادهم دون تدخل خارجي والحيلولة دون تدمير مؤسسات الدولة السورية مشيرا إلى أن الدول الغربية لم تحترم هذا الاتفاق .

وقال لافروف "نعتقد أن اتفاق جنيف لا يزال هو الأمر الواقع لغاية الآن وقد أكد الأخضر الابراهيمي مبعوث الأمم المتحدة إلى سورية أن اتفاق جنيف يشكل الأساس لنشاطاته وتحركاته وقد تقدم بمبادرة دعا فيها روسيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى مناقشة السبل الكفيلة بتطبيقه".

وأوضح وزير الخارجية الروسي أن بيان جنيف ينص على "إيقاف القتال من قبل كل الأطراف وتعيين المفاوضين ومن ثم مساعدتهم في التفاوض على مسألة تشكيل الهيئة الحكومية الانتقالية وفي ذات الوقت العمل على الحفاظ على مؤسسات الدولة ومن ثم التحضير لانتخابات وكتابة دستور جديد للبلاد" مؤكدا أن شركاء روسيا الغربيين الذين وقعوا على البيان قالوا فيما بعد إن هذا الأمر لا يكفي ونحن بحاجة إلى قرار من مجلس الأمن وفق الفصل السابع مع إضافة فقرة إلى البيان تنص على ضرورة رحيل القيادة السورية وهذا ما لم يتم الاتفاق عليه في جنيف .

وقال لافروف "في تقاليدنا حين نتفاوض على شيء ونصل إلى اتفاق حوله فإننا نحترم هذا الاتفاق ولكن للأسف يبدو أن شركاءنا ممن تفاوضوا معنا في جنيف لهم تقاليد مختلفة".

وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أن الطرف الأمريكي يعلن بأنه يرغب بالتوصل إلى حل سلمي للأزمة في سورية لكنه لم يعلن الالتزام ببيان جنيف والعمل وفقا لما نص عليه وخاصة بدء المفاوضات والحوار اللازمين للتوصل إلى حل للأزمة موضحا أنه يتوجب على الغرب والعديد من البلدان الإقليمية وتركيا ودول الخليج الذين دعموا واعترفوا بائتلاف الدوحة التأثير عليه للعمل وفقا لمقررات بيان جنيف مبينا أن هذا الائتلاف تبنى إعلاناً ينص على أن الهدف الرئيسي له هو إسقاط النظام وكامل مؤسسات الدولة السورية وعدم الحوار مع القيادة السورية وهذا يتناقض بشكل صريح ومباشر مع نص بيان جنيف ومبادئه .

وأشار الوزير لافروف إلى أنه طلب من وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون خلال اجتماع منظمة الأمن والتعاون الأوروبي في دبلن تفسيرا للموقف الأمريكي المتمثل بدعم شيء مخالف تماماً ولا يتماشى مع مبادئ بيان جنيف إلا أنه لم يكن هناك رد حيث لم تقم أي جهة أو أي طرف بالتحدث للمعارضة والطلب منها العمل بواقعية أكبر وتجنب اتخاذ مواقف تتسبب بتدمير البلد.

وبشأن نشر منظومة صواريخ الباتريوت قرب الحدود التركية السورية أكد الوزير لافروف أن نشر هذه المنظومة هو متعدد الأهداف وربما يخلق إغراءات إضافية فكلما ازداد تراكم المعدات العسكرية في مكان ما ازدادت الخطورة التي قد تنشأ من احتمالية استخدامها في يوم من الأيام مبينا أن هناك من يقول إن هذه المنظومة مهمة جدا لحماية الرادار الأمريكي الذي يشكل جزءاً من منظومة الدرع الصاروخية الأمريكية.

وحول مسألة إصلاح عمل مجلس الأمن الدولي أكد الوزير لافروف أن روسيا تؤيد التحركات الرامية إلى توسيع العضوية في المجلس لتعكس تعددية المجتمع الدولي وقال "إننا نقف بقوة مع هذه التحركات لأننا مقتنعون تماماً بأن البلدان النامية والقوة الاقتصادية والمالية المتنامية في العالم الثالث على وجه التحديد كالهند والبرازيل يجب أن يكون لها تمثيل في مجلس الأمن وإننا نقف إلى جانب منح هذه الدول عضوية دائمة في المجلس".

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...