ردود الفعل العربية والدولية والإسرائيلية تجاه عرض أولمرت على سورية

28-04-2008

ردود الفعل العربية والدولية والإسرائيلية تجاه عرض أولمرت على سورية

الجمل: أعلنت سوريا عن عرض الجولان مقابل السلام الذي قدمه رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت وحمله إلى سوريا رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الذي جاء أول أمس السبت قادماً من العاصمة التركية أنقرة إلى العاصمة السورية دمشق، وعلى خلفية هذه التطورات والوقائع الجديدة فقد غطت التحليلات الواردة في الصحف والإعلام العربي العرض من حيث المبدأ والموقف السوري ولكن حتى الآن لم تتم تغطية التطورات على الجانب الإسرائيلي.
* ما الذي يجري على الجانب الإسرائيلي؟
أصبح مؤكداً أن رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت قد تقدم فعلاً بهذا العرض ولكن ما هو غير مؤكد أن الإسرائيليين مختلفون حول فحوى ومضمون هذا العرض:
• بنيامين نتينياهو زعيم المعارضة الإسرائيلية في الكنيست وزعيم حزب الليكود المعارض الذي يسيطر على حوالي 25% من مقاعد الكنيست أعلن على خلفية عرض أولمرت عن اتهامه له ببيع الجولان!!
• المستوطنون اليهود المتواجدون في الجولان المحتل عبروا عن رفضهم ومعارضتهم الشديدة لعرض السلام الذي ينص على عودة الجولان لأصحابه السوريين، وتقول التسريبات الواردة في صحيفة تيركيش ويكلي بأن المستوطنين اليهود في الجولان بعثوا رسالة إلى رئيس الوزراء التركي أردوغان يطالبونه فيها بمراعاة وضع المستوطنات الإسرائيلية في الجولان وعلى ضرورة أن يلتزم بالتوصل إلى حل لمشكلة الجولان بحيث يكون وضعها المستقبلي يشبه وضع لواء اسكندرون السوري.
• صقور الإدارة الأمريكية وجماعة المحافظين الجدد –ذات النزعات الليكودية- المسيطرة على الإدارة الأمريكية ورموز اللوبي الإسرائيلي عبروا عن معارضتهم لعرض أولمرت بالصمت الغاضب وتعاملوا مع الحدث بسلبية شديدة، على غير العادة خاصة وأنهم ظلوا يتابعون الوقائع والتطورات الإسرائيلية أكثر من متابعتهم للوقائع والتطورات الجارية في الولايات المتحدة الأمريكية التي تستضيفهم ويحملون هوياتها.
* ما الذي يجري على الجانب الأوروبي؟
حكومات ساركوزي الفرنسية وميركل الألمانية وبيرلسكوني الإيطالية العائدة للمرة الثالثة جميعها برغم مواقفها السابقة الداعمة للحكومة الإسرائيلية الحالية والحكومات الإسرائيلية السابقة لم يتفوه ناطق رسمي واحد من بينها معبراً ولو عن اهتمام حكومة بلده بالسلام في الشرق الأوسط علماً بأنهم ظلوا طوال الفترات الماضية يتحدثون عن ضرورة السلام والأمن والاستقرار في المنطقة.
أما الاتحاد الأوروبي وتحديداً المفوضية الأوروبية التي ظلت تؤكد باستمرار على أهمية الأمن والاستقرار والسلام في الشرق الأوسط فإنها لم تتحرك بجدية. بل وحتى مبعوث اللجنة الرباعية الخاص بسلام الشرق الأوسط رئيس الوزراء البريطاني السابق طوني بلير لم يولي اعتباراً للأمر ولم يتحرك حاملاً أوراقه ويحضر إلى المنطقة بجهوده من أجل إظهار اهتمامه بأداء واجبه كمبعوث خاص مكلف بمتابعة تطورات السلام في المنطقة.
* ما الذي يجري على جانب المعتدلين العرب؟
حتى الآن لم نسمع من جانب المعتدلين العرب تصريحاً واحداً يبارك مساعي السلام التركية، ما عدا رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ولهذا الصمت والتباطؤ أكثر من دلالة لعدة أسباب:
• يعتقد المعتدلون العرب بأنهم يمثلون "أهل العقد والحل" الذين يستطيعون على خلفية تحالفهم مع أمريكا وعلاقاتهم المعلنة وغير المعلنة مع إسرائيل تقديم الحلول والقيام بأعمال الوساطة وفتح القنوات الخلفية لحل أزمات ومشاكل الصراع العربي – الإسرائيلي.
• قيام أنقرة بالوساطة معناه إضعاف نفوذ المعتدلين العرب ورهانهم على فعالية دورهم في تمرير الوساطة عبر قناة واشنطن.
* ما الذي حدث حتى الآن؟ أبرز النتائج:
عند تفسير الوضع الحالي للعبة، نجد أن المباراة قد أنجزت مجرياتها طابعاً دراماتيكياً، السباق النظري الافتراضي لنتائج المباريات يقول بـ: رابح – رابح، خاسر – رابح، رابح - خاسر، خاسر – خاسر. وذلك في حالة وجود طرفين هما "أ" و"ب"، وبالنسبة لموضوع قيام سوريا بالإعلان عن عرض أولمرت وكشفه للرأي العام فإن الافتراضي يتمثل في:
• نتيجة رابح – رابح: توجد فقط إذا أعلنت تل أبيب رسمياً التأكيد على عرضها الذي قدمته لدمشق بواسطة أنقرة.
• نتيجة رابح – خاسر: يكون الخاسر تل أبيب إذا أعلنت إسرائيل نفيها لصحة العرض أو إذا التزمت الصمت والرابح هو دمشق.
• نتيجة خاسر – رابح: يكون الرابح هو إسرائيل إذا أعلنت تل أبيب صحة عرضها والخاسر هو دمشق إذا نفت استلامها للعرض وهو احتمال لا يمكن حدوثه لأن دمشق بالأساس أعلنت رسمياً عن تلقيها للعرض.
• نتيجة خاسر – خاسر: أصبح من المستحيل حدوثها لأن وقائع المباراة تجاوزت احتمالات هذه النتيجة حيث كانت إسرائيل تمسك بزمام المبادرة عندما قدمت العرض وكانت تعلن دائماً بأن دمشق غير جادة ي موضوع السلام بدليل عدم ردها، ولكن حدثت نقطة التحول الحاسمة بإعلان دمشق استلامها العرض الأمر الذي حول زمام المبادرة في المواجهة الدبلوماسية ليد دمشق.

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...