خطة واشنطن لإعاقة القدرات الروسية ومجالات تنفيذها

20-07-2009

خطة واشنطن لإعاقة القدرات الروسية ومجالات تنفيذها

الجمل: برغم زيارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأخيرة للعاصمة الروسية ولقاءه وتفاهماته مع القيادة الروسية وتحديداً الرئيس ميدفيديف ورئيس الوزراء بوتين فإن واشنطن ما تزال أكثر تمسكاً بضرورة تحديد الإجابة الواضحة للسؤال القائل: كيف يمكن القيام بإضعاف روسيا أو على الأقل الحد من نمو قدراتها؟
* مجالات الإعاقة:
يقول الخبراء الأمريكيون أن إعاقة القدرات الروسية هي عملية واسعة النطاق وتتضمن القيام بالكثير من المهام المعقدة ولا ينحصر مجالها ضمن نطاق الحيز الجغرافي الروسي، وإنما يمتد بما يشمل كامل المجال الجيو-سياسي الحيوي الخاص بالقدرات والمصالح الروسية، وفي هذا الخصوص يتم التمييز بين الآتي:
• الإعاقة الهيكلية: وتتضمن الحد من نمو القدرات الداخلية وعلى وجه الخصوص منع ارتقاء قدرات الشركات الروسية ومنشآت الأعمال العامة والخاصة وحرمان روسيا من الحصول على التكنولوجيا المتطورة.
• الإعاقة الوظيفية: وتتضمن الحد من علاقات روسيا النوعية الخارجية بما يقعد المنشآت والأجهزة الروسية عن القيام بدور فاعل في البنية الدولية والإقليمية بشكل يشمل كافة جوانب المعاملات السياسية والاقتصادية وغيرها.
تسعى الولايات المتحدة إلى تمهيد المسرح الإقليمي المحيط بروسيا لتعزيز قدرتها في إعاقة روسيا وعلى سبيل المثال تسعى واشنطن إلى بناء الروابط التجارية والعسكرية والتكنولوجية والسياسية مع كل جيران روسيا.
* الخطوة الأولى: إعاقة السياسة الخارجية الروسية:
عندما التقى الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش بالرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين طلب بوش ضرورة العمل من أجل تحسين العلاقات الروسية – الأمريكية ولكن ما كان لافتاً للنظر يتمثل في أن كلمة "تحسين" التي استخدمها بوش كانت تنطوي على مطالبة روسيا بأن تقبل الانخراط في علاقات غير متوازنة مع أمريكا. وبكلمات أخرى، فإن تحسين العلاقات الروسية – الأمريكية بحسب الطلب الأمريكي يتضمن قيام روسيا بالموافقة على مشروع نشر شبكة الدفاع الصاروخي وتمدد حلف الناتو شرقاً والقبول بتقليل الرؤوس الحربية غير التقليدية الروسية والتخلي عن دعم إيران وغيرها من حلفاء روسيا، إضافة إلى التخلي عن مشروع تمديد أنابيب النفط الروسي لأوروبا والقبول بنشر القواعد العسكرية الأمريكية في آسيا الوسطى والقوقاز إضافة إلى التخلي عن أوكرانيا وبيلاروسيا.
وتقول المعلومات أن واشنطن تسعى حالياً إلى الإكثار من استخدام الوسائل التدخلية غير المباشرة لإضعاف السياسة الخارجية الروسية ومن أبرز الوسائل التدخلية التي يتدارس الخبراء الأمريكيون أمر استخدامها نجد:
• الوسائل الاقتصادية: وتتضمن تقديم المساعدات والمعونات للدول ذات العلاقات والروابط الاقتصادية مع موسكو بما يدفع هذه الدول إلى الاستغناء عن روابطها مع موسكو، ويندرج ضمن هذا المجال حرمان موسكو من المواد الخام عن طريق قيام واشنطن أو أحد حلفائها بالدخول كمنافس لموسكو وشراء المواد الخام من بعض الدول وفق مزايا تفضيلية تدفع هذه الدول إلى عدم بيع المواد الخام لروسيا، أو على الأقل إلى إرغام روسيا على شراء الخامات وفق أغلى الأسعار بما يرفع التكاليف ويكبد الاقتصاد الروسي المزيد من الخسائر.
• الوسائل السياسية: وتتضمن دعم القوى السياسية المعارضة لموسكو، بما يؤدي إلى زعزعة الاستقرار السياسي الروسي. وفي هذا الخصوص تندرج محاولات استخدام ملفات حقوق الإنسان وملفات نشر الديمقراطية إضافة إلى استخدام المنظمات الدولية غير الحكومية في عمليات إعداد التقارير التي تضر بسمعة موسكو السياسية وتخلق المبررات والذرائع لجهة توجيه الانتقاد لموسكو بواسطة المجتمع الدولي.
• الوسائل المخابراتية: وتتضمن تنفيذ المزيد من العمليات السرية ضد موسكو بما يتيح إجهاد الأمن القومي الروسي وعلى سبيل المثال لا الحصر  يندرج ضمن هذه الوسائل تمويل ودعم الحركات الانفصالية الروسية الناشطة في منطقة القوقاز الشمالي: الشيشان – داغستان – أنفوشيا. إضافة لذلك يتضمن المخطط الأمريكي استهداف حلفاء روسيا عن طريق الوسائل نفسها بما يضع حلفاء موسكو أمام خيار التخلي عن موسكو أو خيار مواجهة المصاعب والضغوط.
يقول اليهودي الأمريكي الدكتور أرييل كوهين الخبير في الشؤون الروسية أن المواجهة الروسية – الأمريكية يجب أن تأخذ واشنطن في اعتبارها أنها مواجهة تتطلب أن يتم تفعيلها ضمن محورين هما:
• محور المواجهة المتماثلة: ويتضمن استخدام مبدأ الرد بالمثل إضافة إلى الاستباق بالمثل وعلى سبيل المثال لا الحصر فإن نشر شبكة الدفاع الصاروخي الأمريكية هو إجراء يجب على واشنطن القيام به لاستباق نشر روسيا لشبكة دفاعها الصاروخي الهجومية والدفاعية.
• محور المواجهة اللامتماثلة: يتضمن استخدام مبدأ الاستباق غير المباشر عن طريق حرمان روسيا من الموارد الاقتصادية بما يتيح لواشنطن القيام بعملية تجفيف واسعة النطاق للواردات الرأسمالية الروسية.
إضافة لذلك، يؤكد الدكتور أرييل كوهين على ضرورة بناء لسلة من التحالفات التي ليست بالضرورة أن تكون عسكرية مع دول العالم الرئيسية التي تزود موسكو باحتياجاتها أو حتى تلك التي تعتمد على الواردات الروسية مهما كان حجمها بما يؤدي لإضعاف قطاع الصادرات والواردات الروسية باعتبار أن هذا الإضعاف سيشكل رافعة ستعزز قدرة واشنطن وحلفائها في إجهاد عضلات الاقتصاد الروسي..


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...