حصر بعض أضرار موجة الصقيع في طرطوس واللاذقية

19-01-2008

حصر بعض أضرار موجة الصقيع في طرطوس واللاذقية

سببت موجة الصقيع التي اجتاحت القطر خلال الأسبوع الماضي أضراراً كبيرة بالمزروعات في المنطقة الساحلية حيث انخفضت درجة الحرارة على شاطئ البحر في محافظة طرطوس إلى الصفر وأقل من الصفر في بعض الأحيان وسجلت في الوديان ناقص ست درجات .

وحسب الإحصائيات الأولية لمديرية زراعة طرطوس فقد كانت أكبر الأضرار في الزراعات المحمية «البيوت الزراعية البلاستيكية» والخضر الحقلية وحسب التقديرات الأولية لهذه المديرية فقد بلغت قيمة الأضرار في هذه الزراعات 379.346 مليون ليرة سورية . ‏

حيث بلغ عدد البيوت الزراعية المحمية المتضررة بهذه الموجة 12457 بيتاً مزروعة على الشكل التالي: 6154 بيتاً مزروعة بالبندورة و 912 بيتاً خيار و 4576 بيتاً فليفلة و 812 بيتاً فريز و 3 بيوت فاصولياء وقد تراوحت نسب الأضرار في هذه البيوت بين 10و 100% حيث سبب الصقيع موت النبات بالكامل في قسم من هذه البيوت وموت جزئي وتلف الثمار في القسم الآخر، أما في الزراعات الحقلية فقد تسبب الصقيع أيضاً بتلف 138 دونماً كانت مزروعة كوسا حقلية بلغت قيمتها 2.625 مليون ليرة سورية وهناك أضرار في كل المزروعات الحقلية وفي الأشجار المثمرة أيضاً وخاصة الحمضيات حيث سبب الصقيع احتراق الأوراق والنموات الحديثة في الحمضيات وتقوم مديرية زراعة طرطوس بحصر هذه الأضرار، وتحدث المزارعون عن معاناتهم مع هذه الموجة وخاصة في الزراعات المحمية حيث من المعروف أن هذه الزراعات تموت في درجة التجمد صفر ويفترض للحفاظ على النباتات داخل البيوت الزراعية البلاستيكية ألا تنخفض درجة الحرارة داخل هذه البيوت عن زائد درجتين اثنتين وكل مزارع يقتني ميزان حرارة لهذه الغاية ومن هنا تأتي معاناتهم حيث يسهرون معظم ساعات الليل في البرد القارس يراقبون درجة الحرارة وهم يستخدمون كل وسائل الوقاية المتاحة فهناك تدفئة هذه البيوت الزراعية بالحراقات التي تعمل على المازوت وهناك التدفئة بمدافئ المازوت العادية ويلجأ البعض إلى إشعال النار عند مدخل هذه البيوت مستخدمين الحطب أو إطارات السيارات التالفة وهناك الطريقة الحديثة وهي استخدام رشاشات المياه التي ترش هذه المياه فوق هذه البيوت وهي طريقة فعالة جداً لكنها مكلفة حيث يتطلب استعمالها وجود آبار مياه جوفية ومضخات تعمل على الكهرباء بالإضافة إلى رشاشات المياه التي ترش هذه المياه على شكل رذاذ. 
 والمشكلة الأكبر أن موجة الصقيع هذه جاءت في وقت تعاني فيه المحافظة من أزمة مازوت وغاز كبيرتين حيث تشهد محطات توزيع المحروقات اختناقات كبيرة في توزيع مادة المازوت ويقف المواطنون على شكل أرتال للحصول على غالون مازوت سعة عشرين ليتراً بينما تقف السيارات التي تعمل على هذه المادة أيضاً ضمن أرتال طويلة وربما ساعات حتى تملأ خزاناتها بالمازوت، ويستغل بعض أصحاب محطات الوقود هذه الأزمة في زيادة السعر غير المعلن حيث يباع الغالون سعة عشرين ليتراً بـ160 ل.س بدلاً من 140 ل.س سعره الرسمي وهذا ينسحب على السيارات والعبوات ذات السعات الأكبر مثل البرميل سعة مئتي ليتر، أما في الغاز المنزلي فقد وصل سعر إسطوانة الغاز إلى مئتي ليرة سورية بدلاً من سعرها الحقيقي الذي هو 145 ل.س وهناك أيضاً انقطاع التيار الكهربائي الذي يعطل عمل رشاشات المياه والمزارعون لا خيار أمامهم إطلاقاً في مثل هذه الحالات الصعبة حيث إما تأمين التدفئة لمزروعاتهم المحمية أو موتها وهم الذين يعلقون آمالاً كبيرة عليها حيث تعتبر إحدى أهم زراعات الساحل وهم مستعدون لتحمل هذه المشقة مقابل أن يحصلوا على سعر مقبول لمنتجاتهم الزراعية وهذا أهم مطلب لهم مع الإشارة إلى أن أسعار البندورة والخيار الحالية غير مشجعة في هذا الموسم حتى الآن، ودائماً يتطلع هؤلاء المزارعون إلى من ينقذهم وهل هنالك غير الدولة تستطيع إنقاذهم؟؟. ‏

-وفي اللاذقية فقد أدت موجة الصقيع الى ارتفاع كبير بنسبة الأضرار في المزروعات المحمية والخضروات الباكورية وأشجار الحمضيات في محافظة اللاذقية.

وأشار مدير الزراعة في اللاذقية المهندس حسان بدور إلى أن عدد البيوت البلاستيكية المتضررة وصل الى 1748 بيتاً منذ بداية الصقيع في العاشر من الشهر الجاري وحتى السادس عشر منه، البعض منها مزروع فليفلة وفاصولياء وخيار وورود بينما معظمها مزروع بالبندورة، ونسبة الضرر فيها تراوحت بين 20 ـ 100%، كما بلغت المساحة المتضررة من أنفاق الكوسا حوالي 146 دونماً نسبة الضرر فيها 100%، إضافة الى تلف أكثر من 77 ألفاً من شتول الخضر المتنوعة، كما طال الضرر اشجار الحمضيات وخاصة الافرع الغضة والنموات الخريفية وبعض الثمار الملاصقة للأرض وبالأخص في البيارات القريبة من جوانب الأنهار والسواقي والمناطق المنخفضة ذات الرطوبة العالية. ‏

وأشار إلى أنه تم توجيه الوحدات الإرشادية منذ بداية الشهر الجاري لحث لمزارعيين عند حدوث الصقيع والانخفاض الكبير في درجات الحرارة الى ضرورة تحريك الهواء وخلخلته باستخدام مراوح أو اشعّال سطول دخانية أو اطارات قديمة أو أكياس خيش مبللة بزيوت المحركات وتركها ترسل دخاناً ما يساعد على رفع درجة الحرارة وبالتالي تخفيض الأضرار المحتملة، مع ضرورة الإسراع بقطف ثمار الحمضيات الباكورية النضج وأكد بدور أن مديرية الزراعة ستقوم بتقدير اضرار الصقيع على الحمضيات بعد انحسار موجة الصقيع بحوالي 72 ساعة لكي تظهر علائم الضرر بشكل واضح. ‏

كما تم التوجيه الى مزارعي الحمضيات لضرورة عدم تقليم فروع اشجار الحمضيات المتضررة بالصقيع حتى نهاية شهر نيسان وأوائل شهر أيار، لكي لا ينعكس سلباً على الأشجار، مع ضرورة التأخير في إعطاء دفعة السماد الآزوتي الى شهر آذار. ‏

وأشار احمد فندة رئيس مصلحة الزراعة في جبلة انه لأول مرة ومنذ أكثر من 50 عاماً تضرب المنطقة موجة صقيع بهذه القوة من ناحية شدة انخفاض درجات الحرارة ومن ناحية طول المدة الزمنية حيث استمرت الموجة حوالي الاسبوع. ‏

ولقد انحصرت الاضرار بشكل رئيسي في منطقة جبلة بسبب الانتشار الواسع للزراعات المحمية وللخضر الباكورية. ‏

وفي لقاء مع بعض المزارعين المتضررين قال أحمد أبو عيسى من بساتين صالح في منطقة جبلة إنه قام بتشغيل عشر مدافئ في البيت البلاستيكي بدل خمس في السابق، ورغم ذلك لم أستطع رفع درجة الحرارة الى الحد المطلوب لإنقاذ الموسم، لقد خسرت موسم صالتين وثلاثة بيوت من البندورة أضف الى ذلك التكاليف الباهظة التي صرفتها على مدار السنة، ومع ذلك نرى كيف يترك الفلاح لوحده في الساحة يقلع شوكه بيده يصارع من أجل البقاء، لا أحد يقف الى جانبه، وهذا الفلاح الذي يؤمن أغلب حاجة القطر من المواد الغذائية. ‏

المزارع أبو جعفر من منطقة النقعة في جبلة يقول: إن موجة الصقيع هي سابقة في الساحل السوري لم نعهدها منذ عشرات السنين، انخفضت خلالها درجة الحرارة الى ـ 9 في بعض المناطق، ورغم محاولات تدفئة بيوت البندورة المحمية من الداخل والخارج لم يجدِ ذلك نفعاً وأدى الى تلف المحصول واذا ما استمرت الحالة لهذا المرتفع الجوي القاسي فإننا سنخسر تعب العام بكامله، وللأسف ما لم يأخذه الجفاف ايام الصيف اللاهب قضى عليه الصقيع. ‏

وما يزيد الطين بله أننا نسهر الليالي نصارع الصقيع لإنقاذ الموسم ثم نعود في الصباح لصراع آخر على محطات الوقود في البحث لتأمين المازوت، وننتظر الساعات تلو الساعات ريثما تأتي صهاريج المازوت. ‏

ويستغرب العديد من المزارعين لماذا زيادة التعقيدات في الحصول على المازوت فالشخص لا يستطيع تأمين سوى 200ل فقط بموجب قسيمة اسمية، ما يضطر البعض لجمع هويات زوجاتهم وأبنائهم أو جيرانهم للحصول على الكميات المطلوبة ألا تكفي قسوة العوامل الطبيعية لتضاف اليها قسوة المؤسسات التي تعادل قسوة الصقيع في تأمين المازوت اللازم لتدفئة البيوت البلاستيكية. ‏

وأثناء زيارتنا الى بعض محطات الوقود رأينا طوابير السيارات والجرارات والطريزينات المحملة بالبراميل والغالونات ينتظرون ساعات طويلة منذ الصباح لقدوم صهاريج المازوت من سادكوب. ‏

وأشارت بعض المصادر إلى أنه حصلت مشادات كلامية وانتهت بالضرب في بعض الأحيان بسبب خلافات على الدور على مضخات المازوت في محطات الوقود. ‏

كما طالبت الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب وزارة الزراعة بتأمين بذار شوندر شتوي لإعادة زراعة المساحات التي قضى عليها الصقيع والبالغة 117 هكتاراً في سهل الغاب وطار العلا العشارنة و 265 هكتاراً في مجال زراعة حماة.

وذكر المهندس صالح مصطفى مدير الثروة النباتية في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب أن الصقيع قضى حتى يوم الأحد الماضي على مساحة 117هكتار شوندر من إجمالي المساحات المزروعة بالشوندر الخريفي والبالغة 4966 هكتاراً وأن الصقيع تسبب بتلون أوراق محصول القمح كما تسبب بأضرار على محاصيل الفول والبصل المزروع حديثاً إلا أن المساحات المزروعة بهذه المحاصيل قليلة في مجال إشراف الهيئة حيث لا تزال موجة الصقيع مستمرة منذ 20 كانون الأول الماضي. ‏

المهندس محمد سعيد كنيفذ رئيس دائرة الشؤون الزراعية في زراعة حماة قال: لقد أثر الصقيع على كل محاصيل الخضر الورقية ولكن تأثيره البارز كان على محصول الشوندر السكري إذ تسبب بيباس 265 هكتارشوندر من إجمالي المساحات المزروعة بالشوندر الشتوي حيث طالبت مديرية الزراعة وزارة الزراعة بتأمين بذار الشوندر الشتوي اللازم لإعادة زراعة هذه المساحات المتضررة. ‏

السيد رياض دناور رئيس الرابطة الفلاحية في محردة قال: لم تشهد المنطقة موجة صقيع مثل هذه الموجة منذ خمسين سنة لقد قضى الصقيع على محاصيل الخس والفول وعلى الشوندر الصغير حتى الشوندر المبكر الذي نجا من الصقيع سينخفض إنتاجه بشكل كبير كما تسبب الصقيع بأضرار كبيرة على البطاطا الخريفية التي يجري قلعها في هذه الأيام حيث انخفض سعرها بالسوق المحلية حتى 10 ـ 12 ليرة للكيلو غرام كما تضررت البطاطا الربيعية التي تمت زراعتها خاصة حبات البذار القريبة من سطح التربة. ‏

يذكر أن موعد زراعة عروة الشوندر الشتوية تستمر من منتصف كانون الثاني الجاري و حتى منتصف شهر شباط القادم. ‏

 

سلمان إبراهيم - عاطف عفيف- علي شاهر أحمد

المصدر: تشرين


 


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...