تركيا تناقش تداعيات عملية الرقة وانزعاج أميركي من تصريحات يلدريم

06-06-2017

تركيا تناقش تداعيات عملية الرقة وانزعاج أميركي من تصريحات يلدريم

بدت واشنطن منزعجة من كشف تركيا عن إطلاق التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الذي تقوده الولايات المتحدة لمعركة السيطرة على مدينة الرقة في شمال البلاد ودحر عناصر التنظيم عنها، وذلك بعد يوم من نفي متحدث باسم التحالف تصريحات تركية عن بدء العملية.
ورداً على سؤال بخصوص تصريحات رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم تحدث فيها عن إبلاغ واشنطن أنقرة بانطلاق عملية الرقة ليل الخميس الجمعة، قال متحدث باسم التحالف الدولي، في حديث لوكالة «نوفوستي» الروسية للأنباء: «لا، لا نستطيع تأكيد انطلاق العملية، ولا نبحث مستقبلها».
ويتناقض إعلان يلدريم مع تصريحات «قوات سورية الديمقراطية- قسد» التي أكدت، السبت، أنها ستبدأ «خلال أيام» معركة السيطرة على مدينة الرقة.
وفي معرض تعليقه على تصريحات يلدريم، قال المتحدث باسم القيادة المركزية للقوات المسلحة الأميركية الرائد جوش جاكس: «ندرك بأن هناك مشاكل أمنية لشريكنا في التحالف، تركيا، ونثمّن تضحيات وإسهام تركيا في مكافحة داعش».
وأكد جاكس في حديث لوكالة «تاس» الروسية للأنباء، أن «قوات سورية الديمقراطية- قسد» والتحالف العربي السوري قادرة على تحقيق النجاح في السيطرة على مدينة الرقة في القريب العاجل، لكنه رفض إعطاء المزيد من التفاصيل حول هذه العملية.
ويبدو التصريح وكأنه رد على دعوة تركيا الولايات المتحدة إلى وقف دعم ميليشيا «وحدات حماية الشعب» الكردية خوفاً من أن تشكل تهديداً على الداخل التركي، ومطالبتها عوضاً عن ذلك بتقديم الدعم لمجموعات محسوبة على مليشيا «الجيش الحر».
وأشار يلدريم إلى أن واشنطن أبلغت أنقرة بأن اعتمادها على مسلحي «وحدات حماية الشعب» الكردية العمود الفقري لـ«قوات سورية الديمقراطية– قسد»، للقيام بعملية الرقة لم يكن اختيارياً إنما ضرورة فرضتها الظروف.
في أنقرة، بحث مجلس الوزراء التركي أمس الحملة العسكرية التي أطلقها التحالف الدولي ضدّ تنظيم داعش الإرهابي في الرقة.
وحسب مصادر دبلوماسية في رئاسة الوزراء التركية، تحدثت إلى موقع «ترك برس»، فإن الاجتماع الذي ترأسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ناقش «تداعيات الحملة العسكرية على الرقة ومشاركة تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي (بيدا)، الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني «بي كي كي» المحظور في تركيا.
وخلال الاجتماع استعرض الوزراء المعنيون بمكافحة عناصر حزب العمال الكردستاني، آخر التطورات الحاصلة في الحملة العسكرية الموسعة التي أطلقتها القوات التركية داخل وخارج البلاد.
وتعتبر تركيا الوحدات الامتداد السوري لحزب العمال الكردستاني المحظور الذي يخوض تمردا في جنوب شرق تركيا منذ عام 1984 وتصنفه أميركا وتركيا وأوروبا منظمة إرهابية.
جاء الرد التركي على إطلاق الولايات المتحدة معركة الرقة بالاستناد إلى تحالف «قوات سورية الديمقراطية– قسد» الذي تقوده «وحدات حماية الشعب» الكردية، هادئاً على غير عادة الأتراك.
اكتفى الأتراك بعد إعلان «قسد» ذلك أول من أمس بالإشارة إلى إخطار واشنطن إياهم عن إطلاق المعركة من أجل الرقة مطلع هذا الأسبوع، معيدةً تقديم «الضمانات» لتركيا بخصوص أمنها القومي. وسجلوا مجرد احتجاج على ما وصفته واشنطن بـ«تعاون تكتيكي اضطراري» مع الوحدات «لن يدوم طويلاً». في الواقع، نجح الطرفان في المحافظة على شعرة معاوية فيما بينهما، وربما كانت العلاقة بين واشنطن وأنقرة أكثر دفئاً في عهد الرئيس دونالد ترامب، مما كانت عليه في عهد سلفه باراك أوباما.
مع ذلك، أبقت أنقرة اليد على الزناد، مصرةً على الحفاظ على حرية عملها في الشمال السوري، ووضع تهديد على تحركات الوحدات والأميركيين. وتحت وطأة الخلافات الأميركية التركية المريرة بشأن الرقة والوحدات، سيواصل أردوغان طريقه العنيد إلى موسكو وطهران عبر أستانا، وهذا سيوفر الوقود لتزخيم العملية الجارية في العاصمة الكازاخية.
والأسبوع الماضي، أعلنت واشنطن أنها بدأت إرسال أسلحة إلى الوحدات في إطار خطة أغضبت تركيا العضو في حلف «الناتو» والتي تخشى تنامي نفوذ الأكراد في شمال سورية.

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...