بعد تحذير بولتون، مسؤول روسي يحث على نشر أسلحة نووية تكتيكية في سورية

03-09-2018

بعد تحذير بولتون، مسؤول روسي يحث على نشر أسلحة نووية تكتيكية في سورية

ما لبثت الحرب الطويلة الدائرة بين وكلاء الولايات المتحدة وروسيا في سورية أن هدأت مؤخراً، حتى عادت مجدداً لتتصدر عناوين الأخبار الدولية مع تهديد بولتون لكل من [الرئيس] الأسد وروسيا هذا الأسبوع بأن واشنطن سترد "بقوة عسكرية أكبر" في حال ذهبت الحكومة السورية لاستخدام السلاح الكيميائي في إدلب.

بالتوازي ورداً على ذلك، صرّحت روسيا بأن تمثيلية "الاستفزاز الكيميائية" تلوح بالأفق، وما تزال تتصاعد هذه الحرب الكلامية حول سورية والتي تملك كل المقومات للتحول إلى حرب فعلية.

وهذا هو نموذج الحرب في سورية منذ تدخل روسيا بناء على طلب من الرئيس بشار الأسد عام 2015: فكلما أصبح الجهاديون على شفير هزيمتهم النهائية، وكلما بدأ الاستقرار بالعودة إلى سورية بعد سبع سنوات من الحروب الطاحنة، يحدث شيءٌ يعيد الأمور إلى حافة أزمة دولية ويعود التصعيد.والآن، دعا أحد كبار واضعي القوانين في التجمع الفيديرالي (الدوما)، حكومته لتقوم برسم "الخطوط الحمراء" الخاصة بها بنفسها، مقترِحاً استخدام الأسلحة النووية التكتيكية ضد قوات الولايات المتحدة في سورية.

وقالت وكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس) بأن كلمات فلاديمير غوتينيف –النائب الأول لرئيس لجنة السياسة الاقتصادية في مجلس الدوما– يوم الجمعة كانت صادمة.

وقال غوتينيف، «أعتقد بأنه على روسيا الآن رسم خطوطها الحمراء. لقد آن الأوان للتفكير بالرد على الولايات المتحدة بشكل غير مماثل، والذي يتم اقترحه من قبل الخبراء الآن، ليس كرد في مقابل العقوبات فقط ولكن لإصابتها بأضرار أيضاً».

ومن ضمن هذه الإجراءات، اقترح المسؤول نشر الأسلحة النووية التكتيكية، قائلاً بأنه على روسيا «اتباع المثال الأمريكي ولتبدأ بنشر الأسلحة النووية التكتيكية في البلاد الأجنبية».

في حين أنه من غير الواضح ما الذي كان يقصده غوتينيف باقتباسه "المثال الأمريكي" عدة مرات في اتهامات لم يتم التحقق منها، تزعم أن الولايات لمتحدة وحلفاءها مثل إسرائيل قاموا باستخدام أجهزة نووية صغيرة في أماكن مثل سورية واليمن، وترددت هذه المزاعم أيضاً بين المصادر [الصحافة] الموالية لروسيا.

إن التحذير النووي "الخط الأحمر" ذُكرَ في تصريح غوتينيف التالي وعبر (تاس):

«لا يخفى على أحد بأن ضغطاً كبيراً يُمارس على روسيا، والأمر سيزداد سوءاً، بهدف توجيه ضربة للتعاون الدفاعي، بما في ذلك الصادرات الدفاعية. نحن نسمع الأمريكيين يتحدثون الآن حول إمكانية تطبيق عقوبات على الدول التي تقوم باستيراد أسلحة روسية... وعلينا أن نستمع لنصيحة بعض الخبراء، الذين يقولون بأنه ربما على روسيا تعليق تنفيذ المعاهدات المتعلقة بعدم نشر تقنيات الصواريخ، وأيضاً اتباع مثال الولايات المتحدة والبدء في نشر أسلحتنا النووية التكتيكية في البلدان الأجنبية. من الممكن أن يكون ذلك في سورية، حيث لدينا قاعدة جوية محمية بشكل جيد»

وذكرَ أيضاً التركيز على عمليات العملات البديلة للتحايل على "محاولات الولايات المتحدة لإحباط الصفقات المتعلقة بالأسلحة والبضائع المدنية الروسية"، قائلاً إنه يتعين على موسكو «النظر في إمكانية إجراء معاملات بعملات بديلة مرتبطة بقيم الذهب».

وأضاف «وأنا متأكد بأن ذلك سيكون خياراً جيداً بالنسبة للصين والهند ودول أخرى كذلك»، فبالنسبة لغوتينيف، إذا أخذنا كل هذه الإجراءات مجتمعة يمكن أن تخلق قوةً جديةً لصالح روسيا عند التعامل مع الولايات المتحدة وحلفائها.

وقال غوتينيف موضحاً أكثر. "في الملاكمة، لا يمكن للمرء أن يتفادى الضربات فحسب، بل يجب أن يرد عليها أيضاً. وخصوصاً عندما يتم انتهاك جميع القواعد والأحكام –مثل منظمة التجارة العالمية والمؤسسات الدولية الأخرى– الذين يفضلون البقاء صامتين».

وبالحديث عن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة مؤخراً على صناعة الأسلحة الدفاعية، أضاف المسؤول الكبير في الدوما قائلاً، «لقد حقق برنامج الواردات البديلة نتائج جيدة للغاية، وتم العثور على مورّدين بديلين».وأضاف غوتينيف: «ومع ذلك، فإننا قلقون بشأن حقيقة أن العقوبات لا تزال تكتسب دفعاً وأصبحت وشيكة إلى حد ما».

مثل هذا الخطاب الذي ينطوي على نشر أسلحة نووية في مسرح كانت فيه القوات الأمريكية والروسية لديها بالفعل سلسلة من الأخطاء إلى حد الاقتراب من المواجهة العسكرية المباشرة هو أمر مثير للقلق للغاية، ويشير إلى العودة إلى أسلوب الحرب الباردة بتصاعد تكتيكات التخويف والتهديدات النووية.

تم الإعلان عن كلمات المسؤول الروسي بعد أن أكدت بلومبرغ في وقت متأخر من يوم الجمعة أن بولتون أخبر نظيره الروسي نيكولاي باتروشيف شخصياً أن أمريكا مستعدة للرد بـ "قوة عسكرية أكبر" مما استخدمتها ضد دمشق في الماضي، مستشهداً «بمعلومات أن [الرئيس] الأسد يمكن أن يخطط لهجوم كيماوي في محافظة إدلب الشمالية الغربية».

 الكاتب: تيلر ديردن (Tyler Durden)

المصدر: زيرو هدج

 

 

الجمل: بالإتفاق مع  مداد


إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...