باراك يبحث مع مبارك العلاقات مع سورية ولبنان

27-12-2007

باراك يبحث مع مبارك العلاقات مع سورية ولبنان

انهت القاهرة وتل أبيب، خلال زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك الى شرم الشيخ امس ولقائه الرئيس المصري حسني مبارك وعددا من المسؤولين المصريين، خلافا حول وقف تهريب السلاح الى غزة من سيناء، فيما أثارتا خلافا حول المسؤولية الاسرائيلية عن قرار الكونغرس الاميركي بتعليق مئة مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر.
في غضون ذلك، نقلت «وكالة فرانس برس» عن مسؤول في وزارة الدفاع الاسرائيلية ان مبارك نقل الى
باراك رسالة من الرئيس السوري بشار الأسد. ورفضت وزارة الدفاع الاسرائيلية التعليق على النبأ. ونقلت الوكالة نفسها عن باراك ان محادثاته مع مبارك تطرقت ايضا الى لبنان وسوريا.
وكان التوتر بين مصر وإسرائيل قد ظهر الى العلن، الاثنين الماضي، عندما اعتبرت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني ان جهود مصر لمنع تهريب السلاح الى غزة «فظيعة» .
والتقى باراك مبارك، بعدما اجتمع الى نظيره المصري المشير محمد حسين طنطاوي ثم مدير المخابرات العامة اللواء عمر سليمان. وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير سليمان عواد ان مبارك وباراك بحثا العلاقات الثنائية والوضع على الحدود بين الدولتين. اضاف ان «الاتهامات الاسرائيلية لمصر هي سحابة دخان الغرض منها تحويل الانظار عن عمليات الاستيطان الجارية حاليا والفشل في متابعة ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر انابوليس». وردا على سؤال حول اشرطة الفيديو التي اعلنت اسرائيل انها سلمتها لمصر بشأن تهريب السلاح، قال عواد «ان هذه الاشرطة لا تعكس الواقع على الارض ونحن نقوم بمئة في المئة من الجهد، لكن احدا لا يستطيع ضمان النتائج مئة في المئة وليست هناك دولة يمكنها ان تحكم السيطرة كليا على حدودها».
وتابع ان مصر «تدين تدخل الحكومة الاسرائيلية في قرار الكونغرس الاميركي بتعليق مئة مليون دولار من المساعدات العسكرية لمصر». وكان الكونغرس الاميركي قد قرر، في 19 كانون الاول الحالي، تعليق مئة مليون دولار من المساعدات الاميركية السنوية لمصر، الى ان تقدم وزيرة الخارجية الاميركية كوندليسا رايس تقريرا يؤكد ان مصر تقوم بجهد كاف لوقف تهريب السلاح الى غزة.
ونقلت «جيروزاليم بوست» عن عمر سليمان ان مصر ستعزز جهودها لوقف تهريب السلاح عبر محور فيلادلفي. وقال بعد لقائه باراك «هذه مسألة مشتركة لاسرائيل ومصر وإننا نعمل لانهائها قريبا» مضيفا «اننا نقوم بأفضل ما يمكننا القيام به، ولن تسمعوا عن الموضوع مجددا».
وتزامنا مع زيارة باراك، اعلنت القاهرة امس انها اعتقلت في رفح المصرية «مهدي ابو فريج (21 عاما) احد اخطر مهربي الاسلحة الى غزة» حيث عثرت في منزله على 500 كيلوغرام من المتفجرات. وكانت مصر قد اعلنت، امس الاول، اكتشاف نفقين قرب رفح، لتهريب السلاح الى القطاع.
ونقلت «جيروزالم بوست» عن مسؤول مصري ان القاهرة طلبت، بأموال المساعدة الاميركية، نظاما متطورا لرصد أنفاق التهريب عبر الحدود مع غزة.
وقال باراك، من جهته، انه اعرب خلال محادثاته مع المسؤولين المصريين عن «التحفظات» الإسرائيلية حول قضية تهريب السلاح إلى غزة. وتابع «أعتقد أن الجانبين ملتزمان حيال الأهمية الاستراتيجية لعلاقاتنا السلمية، حيث ترى اسرائيل أهمية استراتيجية كبيرة لعلاقات السلام مع مصر. ونؤمن أن اسرائيل ومصر والقوى المعتدلة في المنطقة كلها ضد الإرهاب وتتطلع إلى سبل من أجل قمع الأنشطة الارهابية».
وقال باراك «بالنسبة لزيادة عدد القوة الموجودة على طول الحدود، هذا جزء من الاتفاق السابق واتفاقات كامب ديفيد، ونعتقد ان جوهر المسألة لا يتعلق بمستوى القوات هناك ولكن لأن المصريين أثاروا ذلك... وسوف نبحث كيف نرد على ذلك. ولكن حتى الآن فإننا نعتقد ان مستوى القوات يجب أن يبقى كما هو».
ورداً على سؤال عن الحديث عن وساطة مصرية لإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليت، اكتفى باراك بالقول «لقد تحدثنا مع المصريين عن شاليت». وعما اذا كانت مصر تسعى لعقد هدنة بين حماس وإسرائيل، قال باراك ان «المصريين بدأوا يدركون الآن فاعلية عملياتنا المضادة للإرهاب في غزة في الاسابيع الماضية والتي زادت من الضغوط (على الفلسطينيين)» مضيفا «لا ارغب في قول المزيد بالنيابة عنهم (المصريون)».
ودافع باراك عن توسيع الاستيطان، قائلا إن «سياسة إسرائيل واضحة ونحن لا نقوم ببناء مستوطنات جديدة أو مشاريع جديدة خارج جدار الفصل، لكن في الوقت نفسه هناك حاجة لبعض التوسعات، بسبب التوسع في أنشطة الشعب الإسرائيلي، وهي ليست مشاريع جديدة».
من جهتها، نقلت «اسوشييتد برس» عن مسؤول اسرائيلي رفيع المستوى في وزارة الدفاع ان الزيارة نجحت في تقليص الخلافات، بعد تصريحات ليفني. أضاف ان «باراك قال ان الموضوع انتهى».
وأشارت «جيروزاليم بوست» الى ان باراك استمع الى شكاوى المسؤولين المصريين حول تعليقات ليفني، التي اعتبروا انها «تسببت بإهانة عميقة لهم»، لكنهم لا يرغبون بإثارة ازمة بين الدولتين.
وكان نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شاؤول موفاز قد قال ان «زيادة القوات لن يمنع تهريب السلاح لان هذه المشكلة تتعلق (بالسيطرة على) كل مناطق شبه جزيرة سيناء وليس التدخل فقط في شريط حدودي» مضيفا ان واشنطن التي تمنح مصر معونات سنوية تقدر بحوالى ملياري دولار، يمكن أن تكون «رافعة» لدفع مصر إلى وقف عمليات التهريب.
وقال رئيس الطاقم السياسي الأمني في وزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد، من جهته، ان «مصر دولة تضم 72 مليون مواطن ويعرفون كيف يحافظون على الهدوء التام. نتوقع المثل على حدود غزة» مضيفا ان محادثات باراك في شرم الشيخ ستتناول ايضا «إيران وحزب الله».
قال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سيلتقيان اليوم. وأوضح عريقات ان مسألة توسيع الاستيطان في مستعمرة هار حوما المقامة على اراضي جبل ابو غنيم في القدس الشرقية المحتلة، ستكون على رأس جدول اعمال اللقاء.
وتلقى عباس اتصالا هاتفيا من رايس.

إقرأ أيضاً:

المحاورالأربعة التي تحرك الدبلوماسية الإسرائيلية  

وما هي تفاصيل المبادرة التي يحملها باراك إلى مبارك

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...