اللغة العربية في دائرة الاستهداف الأمريكي

01-09-2007

اللغة العربية في دائرة الاستهداف الأمريكي

الجمل:     يقول الأستاذ الجامعي الأمريكي انطوني دي ماجيو، أستاذ شؤون الشرق الأوسط بجامعة ألينوى الأمريكية، بأن اليمين المتطرف الأمريكي، لم يعد قانعاً بوصف الإسلام بالإرهاب، وبأن هذا اليمين أصبح يتحرك حالياً من أجل وسم اللغة العربية بالإرهاب، والدفع باتجاه إدراج اللغة العربية في مؤسسات التعليم الأمريكية والغربية باعتبارها (لغة إرهابية).

·       أصل (القصة):

يقول المحاضر أنطوني دي ماجيو بأن دانيال بيبيز، عضو جماعة المحافظين الجدد الشهير بعدائه للإسلام والعرب، قد بدأ تحركاته ضد اللغة العربية في بعض الصحف والمجلات التابعة لجماعة المحافظين الجدد، وقد بدأ حملته في صحيفة نيويورك صن الأمريكية، عندما نشر مقالاً زعم فيه بأن (الحقيقة الماثلة) تشير وتؤكد بأن المؤسسات الإسلامية، سواء كانت مدارس، او جوامع، فإنها تتميز بـ(نمط من النزعة التطرفية)، وقال زاعماً بأن تعلم اللغة العربية في حد ذاته أمر يقود إلى ترقية وتطوير النظرة الإسلامية في ذهن من يتعلم العربية. وذلك لأن اللغة العربية  في حد ذاتها هي مجرد وسيلة من وسائل الانخراط في (القومية العربية) و(تبني التوجهات الإسلامية) لكل من يتعلمها من غير العرب حتى لو كان غير مسلم.
ويقول دانيال بيبز بأنه يشعر ويحس بأن اللغة العربية هي أمر يقود إلى الانحلال والانحطاط الأخلاقي، وذلك لأن المسلمون ينظرون إلى من يتعلمون اللغة العربية من غير المسلمين باعتبارهم يتقدمون خطوة تقربهم من مرحلة القيام بترك معتقداتهم الدينية والتحول لاعتناق الإسلامي، وأضاف دانيال بيبيز زاعماً بأن هذا التوقع قد تملك إحساسه عندما كان يدرس اللغة العربية في القاهرة سابقاً خلال حقبة سبعينيات القرن الماضي.
التحرك الثاني المعادي للغة العربية، جاء بواسطة الكاتبة الأمريكية اليسيا كولون، التابعة لجماعة المحافظين الجدد، والتي سارت على نفس نسق دانيال بيبيز، عندما كتبت مقالاً في نفس الصحيفة، وصفت فيه إنشاء المدارس المختصة بتعليم اللغة العربية في أمريكا والغرب، بأنه يشكل نوعاً من الجنون، وذلك على أساس اعتبارات أن مضي خمسة أو ستة سنوات على هجمات الحادي عشر من أيلول، هي فترة غير كافية لكي تقوم مرة  أخرى بتشجيع ثقافة من يكرهون أمريكا ويحاولون تدميرها.
أما التحرك الثالث فجاء على لسان وقلم بعض محرري صحيفة نيويورك بوست، والذين كتبوا ونشروا المزيد من المقالات والمواد الصحفية التي تعبّر عن (القلق والمخاوف) إزاء إنشاء مدارس تعليم اللغة العربية في امريكا والغرب.

·       التنميط الإرهابي للبروفيسور الأمريكي السابق:

يقول انطوني دي ماجيو بأن أحد أصدقائه كان بروفيسوراً يقوم بتدريس شؤون الشرق الأوسط، وكان دائماً يبدأ محاضراته لطلابه بمقدمة عن الفرق بين الإسلام واللغة العربية، وذلك حتى يقلل من حدة الاتهامات والمزاعم والإدراك السائد بأن اللغة العربية هي لغة تحمل في طياتها ومن بين ثناياها الإرهاب الديني..
ويضيف الكاتب الأمريكي انطوني دي ماجيو بأن هذا البروفيسور الأمريكي لم يسلم من اتهامات اليمين الأمريكي المتشدد في الجامعات والدوائر الأكاديمية الأمريكية بأنه يدعم الإرهاب، ويقول الكاتب دي ماجيو بأن مدرسة تعليم اللغة العربية التي أنشأها بعض العرب الأمريكيين من أصل لبناني، والتي تحمل اسم مدرسة جبران خليل جبران، تم تنميطها أيضاً بأنها تمثل أحد مؤسسات رعاية الإرهاب داخل الولايات المتحدة..
ويضيف الكاتب الأمريكي بأن جبران خليل جبران، برغم أنه مسيحي، فقد تعرض بعض المتطرفين من اليمين الأمريكي إلى وصف كتابه (النبي) بأنه كتاب يؤسس للأفكار الإسلامية المتطرفة.

·       تقييم حملة دانيال بيبيز- إليسيا كولون:

يصف المحاضر الأمريكي أنطوني دي ماجيو دانيال بيبيز واليسيا كولون بالغباء الشديد، وعدم القدرة على التخلص من (العقد النفسية)، ولكنه يحذر قائلاً بأن هذه الحملة يجب النظر إليها وأخذها على محمل الجد. وأضاف بأنه على الأوساط الثقافية الأمريكية المهتمة بشأن (التعددية الثقافية والديمقراطية) التصدي لهذه الحملة، وترتيب الأمور من أجل التصدي وخوض المواجهة، وذلك لأن تحركات جماعة المحافظين الجدد تبدأ أساساً بالمقالات والدراسات ثم تنتقل إلا مراكز الدراسات التابعة لهم، بحيث تأخذ طريقها لاحقاً إلى الكونغرس الأمريكي.

·       أبرز ملاحظات أنطوني دي ماجيو:

ويختتم دي ماجيو مقاله بالملاحظات الآتية:
-         ان مدرسة جبران خليل جبران لتعليم اللغة العربية في امريكا هي مدرسة تقوم بتدريس اللغة العربية فقط، وبواسطة أساتذة مسيحيين.
-         ان جبران خليل جبران الذي تحمل المدرسة اسمه، هو مواطن مسيحي عربي لبناني عاش جل عمره في أمريكا اللاتينية، ولم يحدث في يوم من الأيام أن كانت له علاقة بالإسلام.
-         ليست اللغة العربية هي لغة المسلمين وحدهم، فهناك الكثير من الناطقين باللغة العربية ليس لديهم علاقة بالإسلام.
-         ان عدد المسلمين الناطقين بغير اللغة العربية في العالم، هو أكبر من عدد المسلمين الناطقين باللغة العربية، ففي الصين يوجد 150 مليون مسلم غير ناطقين باللغة العربية، وفي أندونيسيا، وماليزيا حوالي 250 مليون مسلم لا يتحدثون العربية، وفي الهند يوجد 250 مليون مسلم لا يتحدثون اللغة العربية.. وحالياً في أفغانستان، البلد الإسلامي الأكثر تشدداً وعداء للغرب وأمريكا يوجد حوالي 50 مليون لا يتحدثون اللغة العربية.
-         الحركات الإسلامية المتشددة ضد أمريكا والغرب مثل حركة طالبان الأفغانية، وجماعة أبو سياف وجماعة عسكر طيبة، والجماعة الإسلامية الباكستانية، وأكثر من 200 حركة جهادية إسلامية متطرفة في مناطق آسيا الوسطى والقوقاز جميعها حركات لا يتحدث معظم قادتها ناهيك عن قواعدها باللغة العربية.. ونضيف إلى ذلك أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تتحدث الأغلبية العظمى من سكانها اللغة العربية.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...