الدول الأوروبية المعنية باغتيال المبحوح تقاطع مؤتمراً إسرائيلياً

24-02-2010

الدول الأوروبية المعنية باغتيال المبحوح تقاطع مؤتمراً إسرائيلياً

رغم جدار الصمت الذي أقامته إسرائيل حول ضلوعها في اغتيال القيادي في حركة حماس الشهيد محمود المبحوح في دبي، فإن السجال إلاسرائيلي حول هذا التورط بلغ السماء. فقد أعلن أعضاء في الكنيست من الليكود، في نقاش جرى حول استخدام الموساد جوازات سفر إسرائيليين يملكون جنسيات مزدوجة، وقوفهم خلف الموساد واستعدادهم لتقديم هوياتهم له لاستخدامها في عملياته المقبلة. كما أن رئيس الأركان السابق الجنرال دان حلوتس شدّد على أن عملية الاغتيال في دبي تعزز قدرة إسرائيل الردعية. ورغم تجنّب دول الاتحاد الأوروبي اتهام إسرائيل علناً بسوء استخدام جوازات سفر مواطنيها، إلا أن الدول المعنية أظهرت، يوم أمس، بمقاطعة سفرائها لندوة في الكنيست، أنها لم تقفز عن المسألة بعد.
وشهدت «لجنة الكنيست» سجالاً صاخباً حول قضية اغتيال المبحوح بعدما طلب العضو العربي في الكنيست طلب الصانع إجراء نقاش في هذا الشأن خلال جلسة عامة للكنيست. وكانت الكنيست قد رفضت طلبه ما استدعى منع تقديم استئناف لـ«لجنة الكنيست» التي شهدت السجال الصاخب.
وقال الصانع إن «سلوك دولة إسرائيل هو سلوك عصابة مافيا»، وإنه «لو أثيرت المسألة في دولة محترمة لأقدم رئيس الحكومة على تقديم استقالته». وأضاف أنه «في أثناء النقاش تحوّلت لجنة الكنيست إلى لجنة قتلة، وليس إلى لجنة كنيست».
وتساءل الصانع عن سبب رفض الكنيست إجراء نقاش حول الاغتيال، معتبراً أنّ «من يحاول منع هذا النقاش لديه سبب لذلك... فهل (رئيس جهاز الموساد) مائير داغان هو من يقرر المواضيع على طاولة الكنيست؟». وشدد الصانع على أن هذه قضية تثير اهتمام الجمهور أيضاً «بسبب تزوير جوازات سفر إسرائيليين». وأضاف: «هل الاغتيال في دولة أخرى بأساليب المافيا انتصار؟ إنه عمل إرهابي. وعلى غرار محاولة اغتيال (رئيس المكتــب السياسي لحركة حماس) خالد مشعل (في عمــّان عام 1997)، تم أيضاً في دبي ضبطهم، في كل حــركة وكل نظــارة وكل شيء. وتابع إن «المســؤول عن ذلك تجــب محاكمته. لا تتفاجأوا إذا صدرت أوامر اعتقــال بحق مائــير داغان».
من جهته، اعتبر العضو العربي في الكنيست أحمد الطيبي، خلال الجلسة، أن «إسرائيل اقترفت جريمة وفق القانون الدولي». وتساءل: «لماذا يشعر أعضاء كنيست بالخطر إلى هذا الــحدّ من مجرد مناقشة المسألة. فالأمر كان على صفحــات كامــلة بالتفاصيل الدقيقة. وقد حفلت به وسائل الإعلام تقريباً بروحية فرح (عضو الكنيست عن حزب الليــكود) كرميل شامة».
ورد أعضاء كنيست يهود على أقوال أعضاء الكنيست العرب بحدة صارخين في وجههم: «إذهبوا إلى الجحيم». وقال شامة: «إنني على استعداد لأن أقدم للموساد جوازي سفري الدبلوماسي والعادي لتنفيذ اغتيالات في المستقبل. وخسارة أنهم لم يغتالوا المبحوح قبل يوم من ذلك». وأضاف: «سوف أندم جداً إذا لم تكن دولة إسرائيل هي التي أدّت هذه الفريضة»، معتبراً أنّ داغان «عمل بشكل جيد، وبصمت، وهو عزيز إسرائيل». فرد عليه الطيبي بأن البطل في القصة هو قائد شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان. فما كان من شامة إلا أن هزأ من هذا «المهرّج». فأجابه الطيبي: «هذا الرجل هو الذي ضبط إسرائيل وهي عارية من لباسها».
ويتعامل كثيرون من الساسة الإسرائيليين مع حقيقة أن الموساد هو من اغتال المبحوح في دبي. ولا يغير من ذلك تنصل وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان العلني من الجريمة أمام وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي أمس الأول. وقد أشار رئيس الأركان الإسرائيلي السابق دان حلوتس، في ندوة عقدت يوم أمس في جامعة تل أبيب، إلى اغتيال المبحوح بالقول إن «كل شخص مثله، تنسب المصادر الأجنبية والإسرائيلية الثرثارة اغتياله لنا، ينبغي له أن يفكر قبل إقدامه على أي عمل، سفر، شراء تذكرة طيران أو استئجار غرفة في فندق. فهذه العمليات تردع منظمات الإرهاب، كما تردع الدول التي تفهم قدرات الاستخبارات الإسرائيلية».
وألمح حلوتس إلى أنه يتحدث أيضاً عن اغتيال القيادي في المقاومة اللبنانية الشهيد عماد مغنية الذي «ينسب اغتياله لإسرائيل وهذا يردع. وهكذا بقي نصر الله ثلاث سنوات ونصفاً في الملجأ. إنه يخشى أن يعيد روحه لبارئها. إنه فكر ويفكر في أننا في اللحظة التي نستطيع، سوف نصفيه. وهذا يمس بسلوكهم ويردعهم». واعتبر أنّ «لكل دولة، بما في ذلك إيران و(رئيسها محمود) أحمدي نجاد، ما تخسره، وهذا يشمل منظمات الإرهاب. وعلى كل واحد من قادتهم أن يعرف أن دمه على كفه». وقال إنه «عندما رحل مغنية وقع ضرر فوري لحزب الله. وعدا النتيجة المباشرة التي أخذت رجلاً كبير الأهمية وأخرجته من اللعبة، فإن التالي في الدور سيغدو قلقاً».
وفي هذه الأثناء تتبدى تفاصيل جديدة حول من نفذوا عملية الاغتيال، إذ كشف النقاب عن أنه، إضافة إلى أسماء المتهمين الـ11 الذين أعلنت شرطة دبي أنهم مطلوبون في القضية، هناك أربعة أسماء جديدة تحمل جوازات سفر بريطانية وإيرلندية. غير أن معطيات متنوعة من دبي وعواصم أوروبية تشير إلى أن المشبوهين بضلوعهم في هذه القضية باتوا 18 شخصاً. وقال الوزير البريطاني المسؤول عن العلاقة مع الاتحاد الأوروبي كريس براينت إنه اعتماداً على تقارير السلطات في دبي فإن عدد الضالعين في الاغتيال هو 18 شخصاً.
وقد أعربت الدول التي استخدم الموساد جوازات سفر مواطنيها عن موقف له دلالة، برفض رؤساء بعثاتها الدبلوماسية المعتمدة في إسرائيل تلبية دعوة رئيس الكنيست لحضور مؤتمر عن «دفاع الديموقراطية عن نفسها». وقاطعت تركيا وإيرلندا الدعوة تماماً، في حين أن بريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهي دول استخدمت جوازات سفرها في عملية الاغتيال، بعثت مندوبين على مستوى منخفض، وحضر باقي أعضاء السلك الدبلوماسي في إسرائيل على مستوى السفراء، عدا الأردن ومصر اللذين أرسلا السكرتير الثاني والثالث في سفارتيهما.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...