الأسـد: سـوريا في حـالة حـرب حقيقيـة وسـتنتصر فيها

27-06-2012

الأسـد: سـوريا في حـالة حـرب حقيقيـة وسـتنتصر فيها

اعتبر الرئيس  بشار الأسد أمس، في كلمته التوجيهية الاولى إلى الحكومة الجديدة، «أن سوريا تعيش حالة حرب حقيقية بكل جوانبها، بكل ما تعني هذه الكلمة من معنى، وعندما نكون في حالة حرب فكل سياساتنا وكل توجهاتنا وكل القطاعات تكون موجهة من أجل الانتصار في هذه الحرب». وقال الأسد «نريد علاقات جيدة مع كل دول العالم لكن يجب ان نعرف اين هي مصالحنا الدائمة وليس المرحلية، وقد لاحظنا في المفاوضات أن الغرب يأخذ ولا يعطي واتخذنا قرارا بالتوجه شرقا، وهناك بدائل حقيقية مع هذه الدول ويجب ان نساعد القطاع الخاص ليتمكن من بناء علاقة حقيقية مع تلك الدول».
في المقابل، اعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في خطوة تنذر بتصعيد التوتر مع دمشق، تغيير قواعد الاشتباك على الحدود السورية، بما يعني أن «أي عنصر عسكري سوري قد يشكل خطرا قرب الحدود سيعتبر هدفا» مشروعا للقوات التركية، وذلك ردا على اسقاط سوريا الطائرة الحربية التركية، وهو ما ادانه حلف شمالي الاطلسي.
اما سياسياً، فتوجهت الانظار إلى اجتماع «مجموعة الاتصال» الدولية حول سوريا الذي من المتوقع عقده السبت المقبل في جنيف. وبدت المؤشرات ايجابية في اتجاه التمكن من عقد المؤتمر بالرغم من معضلة المشاركة الايرانية، إذ أعلنت روسيا استعدادها للمشاركة في الاجتماع حتى إذا لم تشارك فيه طهران، بينما أشارت واشنطن إلى تزايد احتمالات مشاركتها في الاجتماع. الأسد متوسطاً الحكومة الجديدة في دمشق أمس (أ ب أ)
وتزامن ذلك، مع ابلاغ رئيس عمليات حفظ السلام في الامم المتحدة هيرفيه لادسو مجلس الامن في جلسة مناقشة مغلقة امس ان «الظروف ليست مناسبة لاستئناف» عمل بعثة المراقبين الدوليين في سوريا.

أما حلف شمال الأطلسي الذي عقد اجتماعا طارئا استجابة للدعوة التركية، فدان إسقاط سوريا للطائرة، الذي وصفه بانه «غير مقبول»، لكنه نأى بنفسه عن اتخاذ أي اجراءات عسكرية هجومية أو دفاعية للردّ.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان «نحن نعتقد ان من المهم الا ينظر الى ما حدث على انه استفزاز أو إجراء متعمد». وأضافت ان اي تصعيد سياسي سيكون «بالغ الخطورة» ويهدد خطة السلام التي وضعها مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي أنان. وتابعت قائلة «نحن نعتقد ان أفضل سبيل هو ضبط النفس والتفاعل الايحابي بين الجانبين التركي والسوري لتوضيح ملابسات الحادث».

وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أهمية مشاركة إيران في المؤتمر الدولي حول سوريا المتوقع عقده في 30 حزيران الحالي في جنيف. لكن حول ما إذا كان سيحضر المؤتمر في حال غياب إيران عنه، قال لافروف في تصريحات صحافية: «سأذهب، لكن في هذه الحالة سنتحدث فقط عن كيفية جمع كل الأطراف اللازمة لاستخدام هذه الفرصة. يجب انتهاز هذه الفرصة، لكن ذلك يتطلب جمع كل الجهات ذات التأثير في الأوضاع، ولا شك في أن إيران من بينها».
وأضاف لافروف «أما مضمون هذه المحادثات، فيجب أن تهدف إلى إحراز اتفاق حول ضرورة الضغط على جميع الأطراف السورية من أجل أن تجلس بنفسها إلى طاولة التفاوض لتبحث عن حلول وسط ستعطي لكل المكونات القومية والطائفية وغيرها بلا استثناء الإحساس بالأمان في بلادها». وتابع قائلا: «لكن لا يمكن لهذه الأطراف أن تتفق إلا بأنفسها، أما اللاعبون الخارجيون فدورهم يقتصر فقط على المساعدة في جمع هذه الأطراف وتشجيعها على تقديم تنازلات متبادلة».
وألح لافروف على ضرورة أن يناقش الوزراء بأنفسهم مشروع البيان الختامي للمؤتمر الدولي حول سوريا وقال: «إن القضية سياسية، ولا بد من مناقشتها على المستوى الوزاري على الأقل من أجل محاولة إحراز اتفاق حول تغيير التوجهات الحالية وتحويلها إلى المجرى السياسي، إلى مجرى الحوار بين السوريين أنفسهم، وهم الوحيدون الذين يمتلكون حق تقرير مصير بلادهم».
من جانبها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فكتوريا نولاند حول مسار التوصل إلى تأكيد عقد مؤتمر جنيف «نحن نقترب، لكننا لم نتخذ اي قرارات بعد». واضافت نولاند ان وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون اتصلت بانان واعربت عن املها بان يحقق الاجتماع اذا عقد «تقدما حقيقيا في دعم خطة انان، وبالتحديد في دعم الانتقال الديموقراطي السلمي في سوريا».
ورفضت نولاند مشاركة ايران وقالت «نظرا لدعمها (ايران) للنظام، وتصرفاتها المستمرة بشأن سوريا، فنحن لا نرى انها قادرة على تقديم مساهمة مفيدة في الوقت الحالي». واكدت ان الولايات المتحدة تريد ان تضمن ان «جميع الدول والمنظمات المشاركة في الاجتماع ملتزمة بخطة انان وملتزمة بانتقال سلمي وايجابي».
من جهة أخرى نقلت وكالة «اسوشيتد برس» عن مسؤولين أميركيين قولهم إن القوات العسكرية السورية «تبقى مستقرة ومخلصة» للأسد، بالرغم من الانشقاقات التي لم تؤد الى تماسك المعارضة، ما ينذر بصراع عسكري طويل المدى بين الجانبين.

ونقل دبلوماسيون عن هيرفيه لادسو قوله في اجتماع مغلق لمجلس الأمن ان المدنيين في سوريا «يتعرضون لخطر متزايد» وان «الظروف ليست مناسبة لاستئناف عمليات» المراقبة. واوقف المراقبون الذين يناهز عددهم 300 مراقب دورياتهم وعملياتهم الاخرى في 16 حزيران الماضي مع تصاعد العنف بين النظام السوري والمناهضين له.
وقال لادسو ان بعثة الامم المتحدة لا تزال تحاول مساعدة العاملين في المجال الانساني في سوريا. الا انه اضاف ان الحكومة السورية لا تزال تضع العراقيل امام المراقبين مثل رفضها السماح لهم بحيازة هواتف تعمل بالاقمار الصناعية التي وصفها لادسو بانها «ادوات مهمة». واضاف انه حتى قبل ان يعلق المراقبون دورياتهم، رفضت حكومة الاسد السماح لهم باستخدام مروحيات خاصة بهم تمكنهم من التنقل في ارجاء البلاد.

المصدر: السفير+ وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...