الأسد يراهن على «إيجابيّة الجوّ العام» في المنطقة

01-07-2008

الأسد يراهن على «إيجابيّة الجوّ العام» في المنطقة

دعا الرئيس بشار الأسد، أمس، إلى إعطاء المزيد من الدفع للتطورات الإيجابية الحالية في المنطقة، مطالباً بدور أوروبي أكثر فعالية في عملية السلام، في وقت نفى وزير الخارجية وليد المعلم الذي يلتقي الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزالأسد خلال لقائه غارستور في دمشق أمسي الجمعة المقبل، أي دور لسوريا في لبنان حالياً، لا في أحداث الشمال الاخيرة، ولا في تشكيل الحكومة العتيدة.
وذكرت وكالة «سانا» أن الأسد بحث مع وزير الخارجية النروجية يوناس غارستور في دمشق العلاقات بين سوريا ودول أوروبا. ودعا الرئيس الأسد إلى اتخاذ إجراءات عملية وملموسة لتعزيز هذه العلاقات على الصعد كافة. وأكد ان «الجو العام إيجابي في المنطقة، وأنه يجب الاستمرار في إعطاء الدفع للعمليات الإيجابية التي تجري حالياً»، داعياً إلى «تفعيل الدور الأوروبي، خصوصاً في ما يتعلق بعملية السلام».
وعن لبنان، أشار الأسد إلى «أهمية استكمال تنفيذ اتفاق الدوحة بين اللبنانيين، والإسراع بتشكيل حكومة وحدة وطنية». وعن الوضع الفلسطيني، قال «من الأهمية بمكان عودة اللحمة بين الفلسطينيين، حيث أنه من الصعب تحقيق أي تقدم إيجابي في الموضوع الفلسطيني، من دون عودة الوحدة الوطنية بين أبناء الشعب الواحد». وحول العراق، جدد دعم سوريا للعملية السياسية التي يجب ان تتزامن مع جدول زمني لانسحاب القوات الأجنبية».
وقد أشاد غارستور بـ«دور سوريا الإيجابي، والجهود التي تبذلها لإيجاد الحلول لمختلف القضايا في الشرق الأوسط»، معرباً عن دعم بلاده للمفاوضات غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل بوساطة تركية.
المعلم وغارستور
من جهته، وصف المعلم، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع غارستور، محادثات نظيره النروجي مع الأسد «بالمثمرة والبناءة، وشملت الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة والوضع بين الفصائل الفلسطينية وأهمية تحقيق وحدة وطنية فلسطينية، وأيضاً الوضع في لبنان وأهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية بأسرع ما يمكن تنفيذها لاتفاق الدوحة، وكذلك الوضع في العراق وضرورة تحقيق المصالحة الوطنية وضمان وحدة الأراضي العراقية».
واعتبر غارستور أن المنطقة تشهد تطورات إيجابية وإن «هشة»، مشيراً إلى اختلاف الأوضاع عما كانت عليه حين زارها منذ عامين. واستشهد بتأكيد الأسد أن «جميع القضايا لها ملامح متفائلة، ولكن يشوبها الحذر»، مشيراً إلى «اتفاق الدوحة»، وما وصفه بـ«قناة اتصال شجاعة بين سوريا وإسرائيل»، والهدنة «الهشة لكن الإيجابية» في غزة، واحتمال قيام مصالحة بين الفصائل الفلسطينية. ورأى أن «تحقيق النجاح في هذه المسائل يتطلب مشاركة فعالة من كافة الأطراف»، بما في ذلك المجتمع الدولي عبر «القيام بدور في الحديث مع الأطراف كافة ».
وقال المعلم، رداً على سؤال حول محادثات السلام غير المباشرة بين سوريا وإسرائيل، إن «هذه المفاوضات هي عملية تمهيدية لوضع أسس عناصر صالحة لإجراء محادثات مباشرة». أضاف «في أية عملية تفاوض هناك صعود وهبوط، ولكن المهم أن يبقى الطرفان في التفاوض حتى تحقيق نتيجة. والجولة الثالثة ستبدأ قريباً في تركيا، ونأمل تحقيق التقدم المطلوب».
وأوضح المعلم أنه لو كانت إسرائيل «استجابت سابقاً لقراري مجلس الأمن 242 و338 في عامي 1967 و1974 لجنبت المنطقة الكثير من الاضطرابات التي تشهدها اليوم. الآن توجد فرصة لتحقيق السلام العادل والشامل، ونأمل ألا يضيعها الإسرائيليون في خلافاتهم الداخلية».
وعما إذا كانت أوسلو عرضت استضافة مفاوضات مباشرة بين سوريا وإسرائيل مستقبلاً، ابتسم الوزير النروجي، موضحا أنه عرض استضافة المعلم وعقيلته، ولكن لن يتحدث عما دار في الاجتماعات المغلقة للإعلام.
وسُئل حول ما تداولته وسائل الإعلام عن دور سوري في ضبط أحداث طرابلس في لبنان أو حتى في تشكيل الحكومة، فقال المعلم «هذه تكهنات وشائعات لبنانية»، مضيفاً «لا معلومات لدي حول أي دور سوري في لبنان، لا في أحداث طرابلس المؤسفة والتي نأمل أن يتم وضع حد لها، ولا في تشكيل الحكومة في لبنان، فهذا شأن لبناني داخلي لا علاقة لسوريا به». وهنأ «الأشقاء في لبنان» على صفقة تبادل الأسرى التي ستتم بين لبنان وإسرائيل.
وحول زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى دمشق، أوضح المعلم أنها تأتي «في إطار مساعي سوريا، التي بدأت منذ قمة دمشق، لتوحيد الصف الفلسطيني وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، لقناعتنا بأن هذه الوحدة هي لضمان الحقوق الوطنية الفلسطينية». وقال «كنا على تواصل مع مختلف الفصائل لاستطلاع آرائها لرؤية كيفية تحقيق هذه الوحدة، ويسعدنا أن نستقبل الرئيس عباس ونطلعه، ونطلع منه، على الوضع الراهن في المفاوضات، لأننا حريصون على التنسيق مع الجانب الفلسطيني في مفاوضات السلام، لأنه يجمعنا هدف واحد هو السلام العادل والشامل».
وحول قمة باريس في 13 تموز بين الأسد وساركوزي، قال المعلم إن الأسد سيبحث خلال لقائه بالرئيس الفرنسي المواضيع الثنائية والسياسية ذات الاهتمام المشترك، كما أن لقاء سيجري مع أمين عام الأمم المتحدة بان كي مون، موضحاً أن دمشق «لا تزال تنتظر خطوات عملية ملموسة من الأوروبيين تجاهها، خاصة بعدما برهنت سوريا على صدقية موقفها، وأنها جزء من الحل في المنطقة، وما تسعى إليه هو أمن واستقرار المنطقة».
واعتبر المعلم أن «سوريا بلد مهم في المنطقة، ومن هذا المنطلق نأمل أن تكون مشاركة الرئيس الأسد نقطة بارزة، سواء على صعيد علاقتنا مع الاتحاد الأوروبي أو العلاقة الثنائية مع فرنسا، وهو شيء ننتظر اختباره».
وفي هذا السياق، قالت مصادر أن المعلم سيلتقي ساركوزي الجمعة المقبل في باريس، وذلك بعد اجتماعه بأمين عام الرئاسة الفرنسية كلود غيان، ونظيره الفرنسي برنارد كوشنير، كما يلقي مداخلة حول السياسة السورية في المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية.
وحول زيارة وفد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى سوريا وفحصه موقع «الكبر» في دير الزور الذي أغار عليه الطيران الإسرائيلي، قال المعلم «هذا موقع تعاملت معه وزارة الدفاع باعتباره موقعا عسكريا، ولم تكن وزارة الخارجية أو هيئة الطاقة الذرية منشغلة بهذا الأمر، وأنا قرأت ما أدلى به كبير المبعوثين من الوكالة الدولية (أولي هاينونين) حين قال إنهم مرتاحون للتعاون السوري. وأنا أتحدث كمواطن سوري، لو كان لدى سوريا مثل هذه البرنامج السري لما سمحت لهم بزيارته، ولكن كمواطن أتمنى لو كان لدى سوريا مثل هذا البرنامج لأن إسرائيل ببساطة قطعت أشواطاً في صنع القنابل الذرية».

 زياد حيدر

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...