الأزمة السورية ترمّم العلاقات التركية ـ الإسرائيلية

28-06-2011

الأزمة السورية ترمّم العلاقات التركية ـ الإسرائيلية

حظي الحراك الكثيف في اتجاه تحسين العلاقات بين تركيا وإسرائيل باهتمام المحللين الأتراك. وربط معظم هؤلاء بين «الربيع العربي» وهذا التحسن في ظل المواقف التي تتخذها تركيا من «أعداء» إسرائيل، ولا سيما سوريا.
يقول الكاتب قدري غورسيل، في صحيفة «ميللييت»، إن سلسلة من الخطوات قد تتالت منذ انتهاء الانتخابات النيابية التركية في 12 حزيران الحالي، من برقية رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو التي هنأ فيها رئيس الحكومة التركية رجب طيب اردوغان بانتصاره الانتخابي، إلى الكلام المليء بالعسل الذي أدلى به مسؤولون إسرائيليون لوفد صحافي تركي، وصولاً إلى كشف الصحف الإسرائيلية عن وجود اتصالات سرية بين أنقرة وتل أبيب لتحسين العلاقات. بل إن الصحف الإسرائيلية تحدثت عن أن اعتذار إسرائيل لتركيا عن قتلى سفينة «مرمرة» هو لمصلحة الدولة العبرية.
ويقول غورسيل إن دولة مثل إسرائيل تتبع سياسات واقعية، بحيث إنها يمكن أن تقدم اعتذاراً وتعويضاً لتركيا، «لكن المهم هنا ليس الاعتذار بل الثمن الذي ستناله مقابل الاعتذار. لأن استمرار تركيا بعد الاعتذار بالسياسات نفسها ضد إسرائيل لن يفيد إسرائيل بشيء».
ويتساءل غورسيل عن سبب إقدام إسرائيل على هذه الخطوات الآن. ويجيب إن المحتمل أن نتنياهو شعر أن انتصار اردوغان سيحرره لفترة طويلة من ضغوط الناخب فيكون مستعداً لتقديم تنازلات، لذا لم تبادر إسرائيل إلى أي خطوة انتظاراً لإجراء الانتخابات في تركيا.
ويضيف «لكن التطور الذي قد يكون شجع إسرائيل على المبادرة تجاه تركيا هو الانسداد الذي تواجهه السياسة الخارجية التركية في الشرق الأوسط. فتركيا حزب العدالة والتنمية، لعبت سابقاً لعبة ملء الفراغ بوجود أنظمة عربية عليلة. وعندما أطاحت ثورة مصر بحسني مبارك تمكنت مصر من إجراء المصالحة الفلسطينية وضيّقت مجال المناورة أمام تركيا. ومصر نفسها هي التي فتحت معبر رفح ووجدت حركة حماس نفسها غير قادرة على القيام بأي سلوك مهم من دون أخذ الموافقة المصرية، لا التركية».
ويقول الكاتب إن «بحر الشرق الأوسط» في السياسة الخارجية التركية قد انتهى و«الربيع العربي» ربط سفينة «مرمرة» بالحديد. إن «الربيع العربي يسهّل تقديم إسرائيل اعتذاراً لتركيا، لأن تركيا بدورها لن تستطيع أن تستخدم إسرائيل كشماعة في المستقبل. الربيع العربي يقرّب بين تركيا وإسرائيل» ينهي غورسيل مقالته.
ويحذّر سميح ايديز في مقالة له في الصحيفة ذاتها من الكم الكبير من الشائعات والأخبار الواردة، والتي منها إشارات من سوريين حول إعادة تحريك قضية لواء الاسكندرون، حيث اعتبر البعض أن اللاجئين السوريين في اللواء ليسوا في أرض غريبة بل في جزء من الوطن السوري.
وتطرق ايديز إلى ما نقل عن غضب طهران من الكلام الذي اعتبر أن عدم إرسال سفينة «مرمرة» هو من أجل تطبيع العلاقات بين تركيا وإسرائيل. كما تنقل الأوساط الإيرانية انزعاج طهران من تنسيق المواقف بين أنقرة وواشنطن بشأن الوضع في سوريا.
ودعا ايديز إلى التيقظ، خاصة مع تهديد إيران باستهداف أي هدف لحلف شمال الأطلسي في تركيا يمكن أن يهدّد سوريا. وقال إن «التطورات في المنطقة تعكس أن صيفاً ساخناً جداً ينتظر السياسة الخارجية التركية».

محمد نور الدين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...