إيران تريد لجنة لمراجعة اتفاق فيينا: ضمانات تسليم الوقود أولاً

03-11-2009

إيران تريد لجنة لمراجعة اتفاق فيينا: ضمانات تسليم الوقود أولاً

ربطت طهران امس، طلبها إجراء مفاوضات اضافية حول اتفاق فيينا النووي، وفي «أول فرصة»، بسعيها للحصول على ضمانات غربية حول تسليمها الوقود العالي التخصيب بعد ان ترسل اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي تملكه الى الخارج، ملوحة في الوقت ذاته بقدرتها المحلية على إنتاج الوقود الذي تحتاجه لمفاعلها البحثي في طهران، فيما كانت الدول الكبرى تستعجلها من جديد في الرد من دون اضاعة المزيد من الوقت. متكي ونظيره التركي أحمد داود أوغلو في كوالالمبور أمس.
وقال مندوب ايران لدى الوكالة الذرية علي اصغر سلطانية، ان «طلب طهران عقد جولة ثانية من محادثات فيينا، وفي أول فرصة، يهدف الى تبديد ما يساورها من قلق حول مواقف بعض الدول الغربية بهذا الشأن، وأخذ هواجسنا الفنية بالاعتبار، لاسيما موضوع ضمان توفير الوقود»، داعيا «الغرب الى إثبات صحة مواقفه التي اعلن عنها قبل أسبوعين في فيينا، حيث تمت مناقشة العديد من القضايا البناءة».
وفيما أعرب سلطانية عن استعداد بلاده «لشراء الوقود النووي» لمفاعل طهران «من اي دولة كانت تحت إشراف الوكالة الذرية»، أوضح انه «في الواقع، لقد سلمنا الطلب الايراني في الثاني من حزيران (الماضي) الى المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي بشأن تزويدنا بالوقود النووي لمفاعل طهران»، مشددا في الوقت ذاته «على أهمية تعزيز الثقة بين كافة الأطراف».

واعتبر المسؤول الايراني ان «النقطة الأساسية هي ضمان توفير الوقود.. ونظرا الى ماضي انعدام الثقة لدينا، حيث دفعنا المال لكننا لم نتسلم الوقود، كما حدث مع فرنسا، فان الوقت الحاضر يشكل حقبة مهمة وفرصة تاريخية بان تعمل الوکالة بواجبها ودورها المنصوص عليه في النظام التأسيسي، وان يقوم منتجو الوقود بإثبات عزمهم السياسي وحسن نواياهم للتعاون الفني».
بدوره، قال وزير الخارجية الإيرانية منوشهر متكي إن ايران تريد أن تشكل الوكالة الذرية «لجنة» لمراجعة اتفاق فيينا. واوضح على هامش اجتماع لوزراء خارجية مجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية في ماليزيا «درسنا الأمر، ولدينا بعض الملاحظات الاقتصادية والفنية التي أبلغنا بها الوكالة الدولية، وأعتقد أنهم سيقررون عقد اجتماع للجنة الفنية التي عقدت بالفعل جولتين من الاجتماعات، وقد يعقدون اجتماعات أخرى لبحث ملاحظاتنا».
وعندما سئل متكي عن تصريحات وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون التي قالت فيها ان صبر واشنطن بدأ «ينفد»، أجاب «حقا؟». وشدد على ان بلاده «لم ترفض» اتفاق فيينا، لكننها تبحث في ثلاثة خيارات: شراء الوقود النووي من دول اخرى، تخصيب اليورانيوم اللازم محليا، او القبول بالاتفاق الدولي.
وقد أعلن نائب رئيس منظمة الطاقة الذرية الايرانية، محمد قنادي، ان بلاده تستطيع «تصنيع وقود نووي مخصب بدرجة 20 في المئة (التي يحتاجها المفاعل البحثي)، وقد بدأنا» ذلك، مشيرا الى ان انه لا يملك معلومات حول المدة التي يحتاجها هذا الامر. وشدد بحسب وكالة «اسنا»، على انه «ليس من المهم من سيكون الممول، اذ ان كل الدول تستطيع ان تمدنا بهذا الوقود».
ويقول دبلوماسيون غربيون إن ايران طلبت تسلم الوقود لمفاعل طهران، قبل إرسال اي جزء من اليورانيوم المنخفض التخصيب الذي تملكه الى الخارج. كما تريد ايران إرسال اليورانيوم المخصب على دفعات صغيرة وليس دفعة واحدة. ويلفت دبلوماسيون إن المطالب الايرانية غير مقبولة لأن الاتفاق بهذا الشكل لن يقلل من قدرة ايران على تحويل اليورانيوم المنخفض التخصيب الى وقود نووي من الدرجة المستخدمة في تصنيع القنابل اذا أرادت.
وقبيل التصريحات الايرانية، قال وزير خارجية المانيا الجديد جيدو فسترفيله ونظيره الفرنسي برنار كوشنير «نحن ننتظر ان تقبل ايران الاتفاق رسميا». واضاف الوزير الفرنسي «نحن في انتظار رد وإذا كان الرد يهدف الى تأخير الأمور كما نعتقد، فلن نقبله.» وتابع ان ايران تضيع الوقت فحسب اذا ما مددت في اجل المفاوضات.
وحثت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، من مراكش، طهران على قبول اقتراح القوى الست الخاص ببرنامجها النووي. وقالت «نحن نحث إيران على قبول الاتفاق كما اقترح. ولن نغيّره»، مضيفة أن هذه «لحظة حاسمة بالنسبة لإيران. إن القبول التام لمقترح الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيكون مؤشراً جيداً بأن إيران لا تريد أن تكون معزولة وهي تريد التعاون».
من جهته، اعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند في موسكو، ان بريطانيا وروسيا تطالبان ايران بـ«رد سريع»، بينما شدد نظيره الروسي سيرغي لافروف على ان موسكو تتوقع ردا ايجابيا من ايران على الاتفاق، موضحا «لقد انتهى اللقاء (في فيينا) باتفاق. ونحن نعول على جميع المشاركين بلا استثناء وبمن فيهم ايران، في المصادقة عليه». واعتبر ان الموقف الايراني انعكس في هذه الوثيقة، «أما بالنسبة للتفاصيل التقنية التي لا بد من ان تنشأ نتيجة تطبيق هذه الاتفاقات، فيمكن تسويتها».
من جهة اخرى، وفيما شدد رئيس مجلس الشورى الايراني علي لاريجاني على انه «ليس هناك من تباين في الإستراتيجية الاميركية رغم وعود (الرئيس الاميركي باراك (اوباما)»، اکد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد لدى استقباله السفير الألماني الجديد في طهران برند اريل، ان «العلاقات الأحادية الجانب السائدة في العالم تتغير بسرعة». ورأى ان السلطة الأحادية الجانب للقوى المتغطرسة بطبيعة الحال في طريقها الى الزوال».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...