آراء متباينة لقطاع الأعمال حول التوجه للروبل واليوان

25-10-2011

آراء متباينة لقطاع الأعمال حول التوجه للروبل واليوان

تحققت مخاوف التجار من احتمال توجه الحكومة السورية لوقف التعامل باليورو بعد أن اضطرت قبل ذلك لوقف التعامل بالدولار كرد على العقوبات الأميركية التي فرضت على سورية، حيث حذر حاكم مصرف سورية المركزي أديب ميالة من أن البنوك السورية قد توقف تعاملاتها باليورو إذا ما استمر الاتحاد الأوروبي بفرض عقوبات عليها وتلجأ للروبل الروسي.
 
وشجع رئيس غرفة صناعة حلب فارس الشهابي على الاستغناء نهائياً عن أي تعامل بالدولار مستقبلاً والاستعاضة عنه بسلة عملات مدروسة ومتوازنة قليلة المخاطر والتذبذبات والكلف شريطة أن تكون مرتكزة على عملات الدول الصديقة التي نشتري منها معظم موادنا الأولية كالصين والهند ودول شرق آسيا. داعياً الفعاليات الاقتصادية إلى اعتماد العملات البديلة في تعاملاتهم التجارية الخارجية وإلى البحث جدياً عن إمكانية الاستعانة بشركات تجارية في الدول المجاورة لتحويل الأموال منها. مشيراً إلى حلول أخرى يمكن الاعتماد عليها كاعتماد سورية لسلة عـملات جديدة تتألف من اليوان والروبية الهندية والليرة التركية والروبل الروسي وعملات الخليج العـربي لدى تعاملاتها الخارجية التي تشكل هذه الدول النسبة الأكبر منها.
بينما أبدى نائب رئيس غرفة صناعة دمشق عصام زمريق تخوفه من إلغاء التعامل باليورو أيضاً لأن هذا سيخلق إرباكات مضاعفة عند التاجر والذي يعاني من فروقات التحويل إلى اليورو حالياً، فكيف سيكون الحال بالتحويل إلى الروبل الروسي أو غيره من العملات.
ولفت عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق أبو الهدى اللحام إلى إرباكات عانى منها التجار بسبب التحول لليورو فالفرق بين العملتين اضطرهم للعودة إلى شركات مختصة تجري لهم أسعاراً معادلة لأن سعر اليورو متبدل باستمرار وينعكس على سعر الدولار يومياً، كما أن هذا التحول يزيد من تكاليف الاستيراد بنسبة 2% مشيراً إلى أن كل الطرق البديلة ترتب تكاليف أو مخاطر إضافية.
ويرى الباحث المالي د. نادر الغنيمي أن الروبل الروسي يتعرض بين الحين والآخر لهجوم المضاربين وهو ليس مستقراً ويتأرجح بين 68 إلى 58 لليرة السورية، والسبب الأساسي لاستقراره الحالي هو البترول الذي تصدره روسيا والاقتصاد الروسي صغير بالقياس لدول العملات الكبرى فناتجها المحلي لا يتجاوز التريليون ونصف التريليون دولار، وكذلك فإن الروبل الروسي يشكل تداوله أقل من 1% من حجم التداول اليومي في الأسواق العالمية، إضافة إلى أن سعر الروبل الروسي قد تذبذب مقارنة مع السعر الرسمي لليرة السورية بنسبة 20% خلال عام واحد.
وأضاف: وبالنسبة لليوان الصيني فهو عملة غير قابلة للتحويل كلياً، ووفقاً لبنك ستاندارد شارتريد فإن المستوردات في الصين باليوان الصيني لا تتجاوز حالياً إلا 1% من مجمل المستوردات وتحتاج إلى عدة سنوات لتصل إلى 20%، كما يبلغ التداول اليومي لليوان في العالم كله 400 مليون دولار أي نحو واحد من عشرة آلاف من حجم التداول اليومي للعملات البالغ 4 تريليونات دولار، ما يعني أن حاجة سورية اليومية من الدولارات اللازمة لعملية الاستيراد والتي تبلغ 40 مليون دولار يومياً حسب إحصائيات عام 2009 تساوي عشر حجم التداول باليوان، لكن الحركة المستمرة في اليوان نحو الأعلى يجعل التعامل فيه أقل خطورة على التاجر.
وتساءل: إذا كانت السوق السوداء تواجه مشكلة في تأمين اليورو لزبائنها، علماً أن اليورو في السوق السوداء أقل توفراً وأكثر كلفة من الدولار فكيف سيكون الحال مع اليوان الصيني أو الروبل الروسي؟
وكان حاكم مصرف سورية المركزي كشف أنه وجه جميع المصارف العاملة في سورية نحو التعامل مع المصارف الروسية، ولقد تم تمهيد الطريق لذلك، وأن الجانب الروسي رحب كثيراً بذلك وأعلن عن استعداده لفتح حسابات للمصارف السورية من أجل تسيير الأمور.
مشيراً إلى إدراج الروبل الروسي واليوان الصيني في قائمة تبادل العملات التي يصدرها المصرف.

رغد البني

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...