«موشحات»وثائقي عن الموسيقى السورية في بلباو الإسبانية

26-03-2009

«موشحات»وثائقي عن الموسيقى السورية في بلباو الإسبانية

تحت اسم «موشحات»، تأسّس تجمّع فني في المدينة الإسبانية «بلباو»، يهدف إلى إنجاز أكثر من مشروع موسيقي (فيلم وثائقي عن الموسيقى في سوريا، حفلات موسيقية في سوريا وإسبانيا، فرقة موسيقية مشتركة إسبانية سورية)، بإدارة الإسبانيين نورما بيلا وزوجها ميغيل أنخل غاسكو. لتنفيذ الفيلم، مكثت نورما وميغيل في سوريا سنة كاملة، إذ تطلّب مشروع تنفيذ الفيلم التنقّل والسفر بين محافظات سورية عدّة (حمص، دمشق، حلب، طرطوس والسويداء). عن سبب اختيارهما سوريا، قال ميغيل (عازف غيتار): «زرت سوريا منذ سنتين، ولمست الاهتمام الكبير بآلة العود، وقدرة بعض الفنانين السوريين على العزف عليه، فعشقت العود، وأحبّبت تعلّم العزف عليه. وتعرّفت إلى الفنان السوري عيسى فياض في إسبانيا. لهذا، قرّرنا تنفيذ الفيلم في سوريا». وعن أسباب تسمية المشروع بـ«الموشحات»، قالت نورما (عازفة آلات إيقاع): «كما تعرف، نشأ فن الموشحات في الأندلس، وهو يُغنّى في بعض البلدان العربية، وفي مقدمتها سوريا. إن أهداف تجمّعنا مشتركة بين إسبانيا وسوريا، لذا فضّلتُ أن يحمل اسماً يجمع بيننا، ويشير إلى رغبتنا في الحوار الثقافي الفني بين إسبانيا وسوريا». وعن الجهة التي تدعم هذا التجمّع، قالت: «عرضنا مشاريعنا على أكثر من جهة، فتبنّتها «الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي»(AECID) ، التابعة لوزارة الخارجية الإسبانية».
نشأت البذرة الأولى لتجمّع «موشحات» أثناء جولة الموسيقي السوري عازف العود عيسى فياض وفرقته «حمص لإحياء التراث» في مدن إسبانية عدّة، أوائل العام الفائت: «تمّت (الجولة) بدعوة من المترجم المعروف رفعت عطفة، مدير المركز الثقافي السوري في مدريد (حينها)، فأحييت أماسي عدّة عن نشوء الموشحات الأندلسية، وعن رحلتها من الأندلس إلى بلاد الشام، تحدثت فيها عن أهم الوشّاحين، مع نماذج غنائية بصوتي وعزفي على آلة العود. هناك، تعرّفت إلى ميغيل ونورما، فعزّزت رحلتي هذه أفكارهما، والتقينا فنياً، واتفقنا على التعاون»، كما قال فيّاض.
ينقسم الفيلم الوثائقي إلى ثلاثة أقسام: تناول الأول الموسيقى الفلكلورية السورية في أكثر من محافظة، مسلّطاً الضوء على الآلات الشرقية (عود وناي ورق وطبلة وقانون وربابة وبزق)، ومتوقّفاً عند ما يُنجز حالياً من موسيقى معاصرة. واهتمّ الثاني بالموسيقى الدينية، من خلال الإنشاد الديني ورقصة المولوية والموسيقى الكنسية الآرامية. ووثّق الثالث صناعة بعض الآلات الموسيقية التقليدية، في مقدمتها آلة العود وبعض الآلات الإيقاعية. أشار ميغيل إلى أن عشقه آلة العود، دفعه إلى تعلّم العزف عليها على أيدي الفنانين محمد قدري دلال وحسين سبسبي، بينما تعلّمت نورما العزف على بعض الآلات الإيقاعية على يدي الفنان جمال السقا. وعن الجزء الآخر المهم من مشاريع تجمّعهم، قالت نورما: «شكّلنا فرقة موسيقية سورية إسبانية باسم «أورنتيس بروجكت»، لديها برنامج مشترك من الموسيقى العربية والإسبانية. أقمنا آخر حفلة لنا في دار الأوبرا في دمشق، منذ أيام قليلة، وأحيينا ثلاث حفلات في مدن إسبانية. في هذه الفرقة، تعاون معنا الموسيقي الإسباني إيمانويل ايتوريغي، الاختصاصي بموسيقى الباسك التقليدية، والموسيقي السوري عيسى فياض وأربعة عناصر من فرقته». وعن مدى التعاون السوري لتنفيذ مشاريعهما، قالت: «مدّ لنا يد العون فنانون عديدون، في مقدمتهم صفوان بهلوان ومحمد قدري دلال وحسين سبسبي وطارق صالحية، وأساتذة آخرون غير موسيقيين». وعمّا إذا كان الجمهور السوري سيشاهد الفيلم، أشارت نورما إلى أنه سيُعرض في أكثر من مدينة إسبانية، مترجماً إلى الإسبانية والإنكليزية، في حزيران المقبل، وسيُعرض في دمشق في تشرين الأول، إلى جانب معرض للصوَر الفوتوغرافية، «سجّلَتها عدستي الخاصة، عن مراحل إنجاز الفيلم».

نضال بشارة

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...