نتنياهو ينفي أي تعهّد بتمديد تجميد الاستيطان

31-08-2010

نتنياهو ينفي أي تعهّد بتمديد تجميد الاستيطان

استبقت إسرائيل انطلاق المفاوضات المباشرة، بعد غد في واشنطن، بخطوات استفزازية جديدة، تمثلت يوم أمس، بتوسيع مستوطنتين في الضفة الغربية، وحملة تنكيل جديدة في حي سلوان في القدس المحتلة الذي يتعرض لأشرس حملة تهويد، وأوامر طرد لمئات الفلسطينيين في الضفة، وسط معلومات عن أن أعمال البناء ستستأنف في 57 مستوطنة غداة انتهاء سريان فترة تجميد الاستيطان في السادس والعشرين من أيلول المقبل، في وأهالي شهداء تحتجز إسرائيل جثامينهم بعد تنفيذهم عمليات استشهادية خلال تظاهرة تطالب بالإفراج عنهم في نابلس أمس.قت نفى رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تقديم أي تعهد للإدارة الأميركية بشأن تمديد قرار التجميد.
وفي الوقت الذي بدأ فيه المشاركون في حفل إطلاق المفاوضات المباشرة بالتوجه إلى واشنطن، بدأت سلطات الاحتلال أعمال توسيع في مستوطنتني «ألون مويه» شرقي مدينة نابلس، و«حفات جلعاد» على طريق نابلس – قلقيلية في شمال الضفة الغربية. وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس إنه «تم إدخال خمسة بيوت متنقلة إلى مستوطنة الون موريه، في الوقت الذي تجري فيه أعمال توسيع لمستوطنة حفات جلعاد، تتمثل في إضافة بنية تحتية جديدة».
وفي موازاة ذلك، واصلت سلطات الاحتلال حملة التنكيل بحق المقدسيين في بلدة سلوان القريبة من المسجد الأقصى، حيث شنت، فجر أمس، حملة اعتقالات طالت ثمانية فلسطينيين بينهم ناشطة حقوقية وطفل ومؤذن مسجد، فيما أخطرت قرابة 230 بدوياً في منطقة عين الرشاش في شمالي الضفة الغربية بضرورة ترك منازلهم بحجة الإقامة من دون ترخيص

يأتي ذلك، في وقت ذكرت فيه إذاعة الجيش الإسرائيلي أنّ أعمال البناء في 57 مستوطنة في الضفة الغربية على الأقل ستستأنف غداة انتهاء فترة تجميد البناء الاستيطاني في 26 أيلول المقبل. وأوضحت الإذاعة أنّ المجالس الإقليمية في المستوطنات، في مناطق جنوب جبل الخليل و«غوش عتصيون» (بين القدس الشرقية والخليل وشمال مدينة رام الله)، ونابلس، وغور الأردن والبحر الميت، حصلت على الأراضي المخصصة لتنفيذ مشاريع البناء منذ سنوات، ولذلك فإنها ليست بحاجة إلى مصادقة حكومة إسرائيل لتباشر تنفيذ مخططات بناء واسعة النطاق فيها، وتشمل آلاف الوحدات السكنية الجديدة.
واعتبر الأمين العام لحركة «السلام الآن» المعارضة للاستيطان ياريف اوبنهايمر أن «لا نية حقيقية لدى الحكومة الإسرائيلية لإيجاد حل ينص على قيام دولتين لشعبين»، مشيراً إلى أنه «في حال لم تصدر الحكومة أمرا جديدا بالتجميد فسيبني المستوطنون في كافة المستوطنات، بما فيها تلك التي لن تبقى تحت سيطرة إسرائيل في حال التوصل إلى اتفاق».
وكان نتنياهو أعلن أنه لم يتعهد أبدا للرئيس الأميركي باراك أوباما، أو لأي جهة في الإدارة الأميركية، بتمديد تعليق البناء في المستوطنات، منتقداً الجانب الفلسطيني لأنه يطالب بتمديد تعليق الاستيطان لضمان سير المفاوضات المباشرة.
وذكرت صحيفة «هآرتس» أن تأكيد نتنياهو عدم التعهد بتمديد قرار التجميد، جاء خلال اجتماع عقده وزراء حزب الليكود أمس الأول. ونقلت الصحيفة عن نتنياهو قوله إن الفلسطينيين «يبنون مدينة كاملة بتشجيع منا، وفي المقابل نراهم يتعاركون معنا على كل بيت في يهودا والسامرة (الضفة الغربية)». وكان نتنياهو يشير بذلك إلى بناء الفلسطينيين لمدينة «الروابي» الجديدة بالقرب من رام الله.
وشدد نتنياهو على أن قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والأمنية بشأن تعليق البناء في المستوطنات محدد بفترة زمنية، لافتاً إلى أنه لم يبحث مع الإدارة الأميركية مسألة تمديد هذه الفترة.
وكانت «هآرتس» ذكرت أن نتنياهو ألغى اجتماعا لهيئة «السباعية» الوزارية كان مقررا عقده صباح أمس للبحث في الاستعدادات لمشاركته في حفل إطلاق المفاوضات المباشرة، وذلك بشكل مفاجئ، ومن دون الإفصاح عن الأسباب.
وفي باريس، قال الرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والمصري حسني مبارك إن «الاتحاد من اجل المتوسط» يمكن أن يصبح عنصرا مهما في التوصل إلى تسوية سلمية للصراع في الشرق الأوسط. وقال ساركوزي عقب اجتماعه مع مبارك، «اقترحنا، مع الرئيس مبارك، انه يمكن عقد قمة للاتحاد من اجل المتوسط منتصف شهر تشرين الثاني المقبل، تشارك فيها كل الأطراف المعنية بتحقيق السلام في الشرق الأوسط»، فيما اعتبر مبارك أنّ قمة كهذه من شأنها تعزيز استئناف عملية السلام، ومساعدة المفاوضين الأميركيين على تسوية القضايا المعقدة مثل عملية الاستيطان.
يذكر أن مصر وفرنسا ترأسان الاتحاد من اجل المتوسط الذي تأسس في العام 2008، لكنه لم يعقد قمة واحدة منذ ذلك الحين، بسبب تجميد عملية السلام .
وشدد ساركوزي على ضرورة الإسراع في التوصل إلى تسوية للصراع في الشرق الأوسط، معتبراً أنّ «محادثات جيدة تعني محادثات سريعة... أما المحادثات التي تستمر لأشهر وأشهر فلن تأتي بأي شيء إضافي إطلاقا»، فيما أعرب مبارك، الذي سيتوجه إلى الولايات المتحدة للمشاركة في إطلاق المفاوضات، عن أمله «لتحمل الإدارة الأميركية وبقية أطراف اللجنة الرباعية الدولية لدورهم ومسؤوليتهم لاغتنام هذه الفرصة في هذا المنعطف المهم، وأن يتحمل الجانبان الإسرائيلي والفلسطيني المسؤولية على نحو يرقى لمستوى آمال تطلعات شعبيهما وكافة شعوب المنطقة والعالم نحو سلام عادل طال انتظاره».
وفي طهران، قال رئيس مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) علي لاريجاني إن على الولايات المتحدة أن تدرك أن مصير مفاوضات التسوية، بين الفلسطينيين والإسرائيليين سيكون أسوأ من مصير مفاوضات أنابوليس عام 2007. ووصف لاريجاني مفاوضات واشنطن بأنها «خاوية وعبثية»، مشيراً إلى أن «الأمة الإسلامية لن تنخدع بهذه المناورات الصبيانية الدبلوماسية».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...