استراتيجية وكالة المخابرات الأمريكية الجديدة:

01-05-2010

استراتيجية وكالة المخابرات الأمريكية الجديدة:

الجمل: نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا أكد بأن وكالة المخابرات المركزية الأميركية تسعى لتوسيع محطاتها الخارجية وتزويدها بالمزيد من المحللين وذلك كجزء من استراتيجية الوكالة المخابراتية في الخارج خلال الفترة القادمة: فما هي خلفيات استراتيجية الوكالة الجديدة وما هي تداعياتها على تطورات السياسة الداخلية والخارجية الأميركية؟

وكالة المخابرات المركزية الأميركية: خارطة الطريق الجديدة إلى أين؟
تقول المعلومات والتسريبات التي أوردها تقرير واشنطن بوست بأن عملية التوسيع الخارجي لأنشطة وكالة المخابرات المركزية الأميركية قد بدأت أكثر وضوحا خلال الفترة التي أعقبت أحداث الحادي عشر من أيلول "سبتمبر" 2001, وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بأنشطة العمليات الخارجية فقد شهدت الساحات الإقليمية والدولية, وتحديدا مسارح عمليات الوكالة في الخارج المزيد من الآتي:
- زيادة عدد الضباط والمحللين وعناصر جمع المعلومات في الخارج.
- تنفيذ المزيد من العمليات العسكرية السرية بما تضمن تنفيذ الضربات الجوية بواسطة الطائرات بدون طيار.
- إنفاق المزيد من الأموال السائلة والعينية.
وبرغم ذلك فقد وضعت مديرية التخطيط بوكالة المخابرات المركزية الأميركية خطة طموحة يتم تنفيذها خلال السنوات الخمس القادمة تتضمن قيام الوكالة بنشر نوعين من القدرات هما: نشر أعداد أكبر من المحللين في شتى مناطق العالم, ونشر المزيد من المحطات الرئيسية والفرعية الجديدة.

وكالة المخابرات المركزية الأميركية: إشكالية فجوة المعلومات الاستخباراتية
برغم القدرات الكبيرة غير المسبوقة التي ظلت تتمتع بها وكالة المخابرات المركزية الأميركية خلال الفترة من أيلول 2001 وحتى الآن, فإن أداء وكالة المخابرات المركزية الأميركية لجهة القيام بتقديم المعلومات الكافية التي تتمتع بالمصداقية في عملية دعم قرارات الإدارة الأميركية وتحديدا قرار مجلس الأمن القومي الأميركي وقرار الخارجية الأميركية, وقرار البنتاغون, إضافة إلى دعم تخمينات مجتمع المخابرات الأميركية, لم تكن جميعها بشكل فاعل يحقق النجاح وفي معظم الأحيان كانت النتائج مخيبة للآمال, وعلى سبيل المثال لا الحصر نشير إلى الآتي:
• أخطاء تخمينات وكالة المخابرات المركزية الأميركية إزاء أوضاع المسرح العراقي, والمسرح الأفغاني, والمسرح الباكستاني إضافة إلى المسرح الإيراني والكوري الشمالي.
• قابلية أنشطة وجهود الوكالة للاختراق بواسطة أجهزة المخابرات الأخرى الحليفة لأميركا وعلى وجه الخصوص أجهزة المخابرات الإسرائيلية, مثل الموساد والشين بيت وأمان واللذان ظلا أكثر نجاحا في تقديم وتمرير المعلومات التي مرارا وتكرارا ما أدت إلى تضليل المخابرات الأميركية ومراكز القرار السياسي الأميركي عن مجريات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
• حالات الفشل الذريعة التي منيت بها توقعات تخمينات وكالة المخابرات المركزية الأميركية لردود أفعال شعوب وحكومات البلدان الأخرى إزاء توجهات السياسة الخارجية الأميركية, بما أدى لاحقا إلى تزايد نزعة العداء لأميركا, وعدم جاهزية الإدارة الأميركية بمواجهة التحولات والتقلبات التي حدثت في مختلف بلدان العالم بما في ذلك البلدان الحليفة لأميركا مثل تركيا والتي أدت تحولات سياساتها الخارجية إلى إرباك كل حسابات السياسة الخارجية الأميركية المتعلقة بالشرق الأوسط والشرق الأدنى والبلقان والقوقازين الشمالي والجنوبي وآسيا الوسطى.

من الواضح أن مخطط وكالة المخابرات المركزية الأميركية التوسعي الجديد سوف يلقي بأعباء كبيرة على كاهل البعثات الدبلوماسية الأميركية وأيضا على كاهل ميزانية الدفاع والأمن الأميركية, وما هو أكثر خطورة سوف يتمثل في مدى جاهزية واستعداد عناصر جماعات اللوبي الإسرائيلي المنتشرين في أميركا لجهة الاستفادة من هذه الخطة التوسعية والقيام بعملية اختراق واسعة النطاق تتيح لهم التغلغل والتمركز في أروقة الوكالة ومنشآتها مما يعزز قدرتهم في إعداد التحليلات والتقارير المضللة والتي لن تؤدي سوى إلى المزيد من التضليل لمراكز صنع واتخاذ القرار الدبلوماسي والأمني والدفاعي والسياسي الأميركي.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...