ورقة بحثية حول احتمالات التدخل الدولي في الشأن السوري

13-09-2011

ورقة بحثية حول احتمالات التدخل الدولي في الشأن السوري

الجمل: نشر معهد الاستشارات الاستراتيجية والسياسية والأمنية والاقتصادية الألماني، ورقة بحثية تطرقت لمقاربة الحدث الاحتجاجي السياسي السوري، على ضوء الفرضية القائلة باحتمالات التدخل الدولي. وقد أعد الورقة الخبير يوسيف بودانيسكي: فما هي طبيعة مقاربة بودانيسكي الجديدة للحدث السوري، وما هي أبرز المعطيات التي استندت عليها الورقة لجهة ترجيح خيارات الحدث السوري القادمة المحتملة؟

* توصيف ورقة بودانيسكي: المعطيات الشكلية والتحليلية

تقع الورقة في 15 صفحة من القطع المتوسط، والجدير بالملاحظة أن الخبير بودانيسكي قد سعى لمقاربة الحدث الاحتجاجي السياسي السوري في شهره السادس، على أساس النقاط الآتية:يوسيف بودانيسكي
•    بعد انهيار نظام الرئيس المصري حسني مبارك، شهدت الساحة السياسية المصرية تدهوراً كبيراً وعلى وجه الخصوص على المستويين الداخلي والخارجي، الأمر الذي أدى إلى دفع الخبراء الأمريكيين والأوروبيين الغربيين إضافة إلى دوائر صنع واتخاذ القرار في أمريكا وبلدان الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في ملف حركة الاحتجاجات السياسية الشرق أوسطية، وبالذات في سوريا.
•    بدا الخبراء الأمريكيين والغربيين، والأجهزة الأمريكية والأوروبية الغربية، أكثر اهتماماً بوضع إجابة واضحة للسؤال القائل: بعد انهيار نظام حسني مبارك هل يتوجب المضي قدماً  في دعم زخم حركات الاحتجاج السياسي الشرق أوسطي، أم يتوجب العمل لجهة الحفاظ على الأوضاع القائمة، طالما أن الدفع باتجاه المزيد من التغييرات والانهيارات سوف يسفر عن أوضاع مضطربة يصعب السيطرة عليها على غرار ما حدث ويحدث حالياً في مصر.
•    معظم الإجابات التي سعى الخبراء إلى تقديمها لجهة وصف مستقبل خيار دعم زخم حركات الاحتجاجات السياسية الشرق أوسطية، كانت جميعها تنطوي على قدر كبير من السيناريوهات التي تتضمن قدراً كبيراً من الشكوك واللايقين، إضافة إلى انعدام المصداقية.
•    أبدى العديد من الخبراء الأمريكيين والأوروبيين الغربيين، إضافة إلى الأجهزة التي انخرطت في عمليات التخمين، قدراً كبيراً من الانزعاج، بسبب أن الفعاليات الناشطة عملياً في إدارة عمليات التعبئة وتحريك المظاهرات، هي فعاليات تتميز جميعها بالتوجهات الأصولية الإسلامية، ويسيطر عليها الإجماع بضرورة إسقاط الأنظمة وإقامة نظم الدولة الإسلامية الدينية ذات التوجهات السلفية.
على أساس هذه المعطيات الأربعة، ركزت ورقة الخبير بودانيسكي لجهة القيام بتحليل واقع مجريات شكل المشهد الشرق أوسطي على أساس اعتبارات أن حجم المخاطر التي يمكن أن تحملها رياح الاحتجاجات سوف يكون أكبر من حجم الفرص، وبالذات في الاعتبارات المتعلقة بعدم الاستقرار والأمن الداخلي والخارجي في المنطقة.

* الحدث الاحتجاجي السياسي السوري: مقاربة بودانيسكي

وصفت ورقة الخبير بودانيسكي الحدث الاحتجاجي السياسي السوري بأنه يتميز بالأهمية المركزية الفائقة القصوى، وذلك للأسباب الآتية:
•    الإدراك الإقليمي والدولي المتزايد لجهة أن سوريا تمثل عاملاً حكماً فاعل التأثير في كل السيناريوهات الشرق أوسطية الحالية والمحتملة.
•    توجد إمكانية لجهة القيام باحتواء ومعالجة الاختلالات الناشئة بفعل الاضطرابات الجارية في مصر وغيرها، ولكن بالنسبة لسوريا، فإن احتواء ومعالجة الاختلالات هو أمر صعب. إن لم يكن مستحيلاً، وذلك لسهولة وسرعة انتقال عدوى الاضطرابات بين سوريا ودول جوارها الإقليمي. وذلك بعكس مصر، والتي يصعب انتقال العدوى منها بسبب محدودية جوارها الإقليمي إضافة إلى انفصالها عن جيرانها بالأراضي الصحراوية الشاسعة والبحر الأحمر.
•    القوى الاحتجاجية السياسية الناشطة حالياً في إدارة وإشعال فعاليات الاحتجاجات داخل سوريا هي قوى تتميز بالتوجهات الإسلامية السلفية، وبالتالي، وإن كانت على المستوى المعلن تطالب بتغيير النظام، فإنها على المستوى غير المعلن، تسعى بشكل جدي من أجل استهداف قوام الدولة الوطنية السورية.
•    توجد العديد من المؤشرات الداخلية في سوريا لجهة الإفادة بأن الأقليات الطائفية والإثنية السورية قد أدركت وبشكل واضح أن فعاليات الاحتجاجات السياسية السورية، سوف لن تؤدي سوى إلى تقويض هياكل القوام المجتمعي ـ السياسي، واستبدالها بهياكل سلفية سوف تؤدي بالضرورة إلى تهميش هذه الأقليات، وبالتالي، وبفعل تأثير مشاعر الشكوك واللايقين، فقد امتنعت هذه الأقليات عن المشاركة في الفعاليات الاحتجاجية.
هذا، وإضافة لهذه النقاط، أشارت ورقة بودانيسكي إلى أن مكانة سوريا المركزية الشرق أوسطية، قد أسفرت عن إفراز المزيد من الحسابات الجيوستراتيجية البالغة التعقيد، وعلى وجه الخصوص بالنسبة للأطراف الإقليمية الرئيسية الشرق أوسطية:
•    إسرائيل: ترغب في السيناريو الذي يؤدي إلى إضعاف سوريا، كمدخل لتصفية ملفات الصراع العربي ـ الإسرائيلي، إضافة إلى تعزيز صعود النفوذ الإقليمي الإسرائيلي.
•    تركيا: ترغب في تعزيز نفوذها الإقليمي الشرق أوسطي، وذلك من خلال دعم صعود حلفاءها التقليديين في سوريا، إضافة إلى أن انهيار دمشق الحالية، سوف يتيح لأنقرا إضعاف إيران، والقضاء على حلفائها في المنطقة.
•    إيران: اعتمدت منذ البداية موقفاً واضحاً لجهة دعم دمشق، وذلك لإدراك طهران بأن أي انهيار في دمشق سوف لن يترتب عليه سوى انهيار منظومة علاقات المصالح الاستراتيجية الإيرانية في الشرق الأوسط.
على خلفية النقاط السابقة، استنتج الخبيربودانيسكي بأنه يتوجب هلى دول الاتحاد الأوروبي عدم الاندفاع والإفراط في عملية دعم الاحتجاجات السياسية الشرق أوسطية، وذلك، لأنه إذا انهارت دمشق فإن الانهيار سوف تمتد تداعياته إلى مناطق الشرق الأوسط الأخرى، وذلك على النحو الذي سوف يؤدي إلى صعود أزمة الأقليات الدينية والطائفية والإثنية.
وإضافة لذلك، تحدث الخبيربودانيسكي قائلاً، بأن صعود الإسلام السياسي قد حدث في تركيا، ويحدث الآن في مصر، وقد حدث بالفعل في الأراضي الفلسطينية، وبالتالي، من الأفضل أن يبقى التحالف السوري ـ الإيراني، لجهة القيام بدور المنطقة العازلة، التي تفصل بين فعاليات الصعود التركي، وفعاليات الصعود المصري، وإضافة لذلك وصف الخبير بودانيسكي جهود حلف الناتو في ليبيا بأنها أسفرت عن وضع فاشل سوف لن يؤدي بالضرورة إلى قيام أي دولة مدنية في ليبيا ـ وفي هذا الخصوص أعلن رئيس المجلس الانتقالي الليبي مساء الأمس بأن الدستور الليبي الجديد سوف يكون دستوراً إسلامياً، وبأن التأكيد سوف يكون على خيار تطبيق قوانين الشريعة الإسلامية وليس القوانين المدنية العلمانية . وبالنسبة لمصر، فإن الاضطرابات وحالات اللايقين السائدة حالياً هي مجرد إشارات إنذار مبكر تفيد لجهة احتمالات أن الكارثة قد أصبحت وشيكة في مصر.

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

التعليقات

قراءة عقلانية , تحوي المزيد من الحقائق التي لطالما تحدثنا عنها .

فيما يخص سوريا يعتقد الخبراء الاستراتيجيون والمحللون السياسيون في مكاتبهم المتواضعة بأنه قد توجد إمكانية لجهة القيام باحتواء ومعالجة الاختلالات الناشئة بفعل الاضطرابات الجارية في مصر وغيرها، ولكن بالنسبة لسوريا، فإن احتواء ومعالجة الاختلالات هو أمر صعب. إن لم يكن مستحيلاً، وذلك لسهولة وسرعة انتقال عدوى الاضطرابات بين سوريا ودول جوارها الإقليمي .. وأن الهزة في سوريا تشبه هزة أرضية صغيرة ستسبب وقوع أبنية متهالكة وبنى ردئية وستظهر القلاع القوية المغبرة التي علاها الغبار والتي لن يسقط منها حجر واحد..هذه الهزة ستطلق عملية غلاسنوست و بيريسترويكا سورية أي "الثورة من فوق" ومن قصر الشعب حيث لا يكون بشار الأسد ميخائيل غورباتشوف الذي هوى في عملية الاصلاح . بل ربما يكون المنتصر بطرس الأكبر .

هذا لا ينفي ان القياده السوريه الحاليه قد اسائت للسوريين الان ويجب ان ترحل

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...