نادي الرسم المجاني يكسر عزلة الأطفال

25-12-2008

نادي الرسم المجاني يكسر عزلة الأطفال

يعد نادي الرسم المجاني للأطفال في اللاذقية أول ناد من نوعه في سورية منذ تأسيسه في آذار عام 2005 عندما ولدت الفكرة بين رسام الكاريكاتير الفنان عصام حسن وعدد من أصدقائه.

وانطلق النادي ومقره حي بسنادا في اللاذقية من فكرة وجوب الذهاب إلى الأطفال بدلاً من دعوتهم إلينا إذ عمل على توفير مستلزمات الرسم للأطفال من ورق و ألوان بأنواعها المختلفة، وممارسة النشاط في الشارع أي حيث يلعب الأطفال عادة.

ويقول الفنان عصام حسن ا..في يوم اللقاء توزع المواد على الأطفال بمرافقة صوت السيدة فيروز أو أنغام بعض المقطوعات الموسيقية المختارة تمنح لهم الحرية الكاملة في الرسم من حيث الموضوع أو المواد المستخدمة وفي التعبير عن أفكارهم وأحلامهم بعيداً عن الوصاية التي تمارس عليهم بالعادة سواء في البيت أو المدرسة وإنما بإشراف مجموعة من المتطوعين يقدمون للأطفال ما يحتاجون دون التدخل المباشر بعملهم.

وعندما ينتهي الأطفال من الرسم يقام معرض لكل الرسوم في الشارع وتؤخذ لهم الصور التذكارية مع لوحاتهم وفي الختام تقدم فقرة موسيقية أو غنائية ونشاطات فنية يقدمها أحد الأصدقاء أو الأطفال أنفسهم على أن لا تتجاوز مدتها ربع الساعة ثم يقوم الجميع في النهاية بتنظيف الشارع الذي تم فيه النشاط إذا كان بحاجة لتنظيف.

وللنادي أهداف اجتماعية تتمثل بخلق علاقة أفضل بين الأطفال أنفسهم من جهة وبينهم وبين الحي الذي يقيمون فيه من جهة أخرى وخلق وعي أكبر تجاه نظافة الحي وتكريس بعض القيم الحضارية كالوقوف بالدور و احترام الآخر وعدم الاعتداء على المرافق العامة وحمايتها ويعد الرصيف و الشارع أول مكان لاحتكاك الطفل مع وطنه فالنادي يهدف إلى خلق علاقة أكثر جمالاً بينه وبين شارعه وحيه و بالتالي وطنه.

كما يهدف النادي إلى خلق ذاكرة جديدة للطفل ترتبط بالمكان الذي يعيش فيه وتنمية روح المبادرة لدى الأطفال من خلال انخراطهم ببعض النشاطات التي يقوم بها النادي.

وعلى الصعيد الفني يهدف النادي إلى كسر حالة الغربة بين الطفل و أدوات الرسم الفرشاة و الألوان المائية وتطوير الحس الفني عند الطفل من خلال الرسم والمعارض التي يقيمها النادي في الشارع وكل النشاطات الأخرى مثل فقرة الحكاية واستضافة فنان أو مشاركات الأطفال أنفسهم بالإضافة إلى تطوير الحس الموسيقي عند الطفل من خلال استماعه إلى مقطوعات موسيقية منتقاة خلال النشاط.

ويأتي تمويل النادي من الفريق نفسه أو من جهات رسمية مثل البلدية أو جمعيات ترعى الطفولة ذات سمعة حسنة كجمعية قوس قزح لطفولة أفضل والتي بدأ التعاون معها في بداية هذا العام حيث يحتاج يوم عمل واحد لكل خمسين طفلاً إلى ألف ليرة سورية فقط.

ويجري النشاط كل 15 يوماً مرة باستثناء أيام الامتحانات والأيام الماطرة أو شديدة البرودة أو العاصفة في حي لا يوجد فيه مراكز هوايات للأطفال أو نواد تهتم بتطوير مواهب الأطفال ويتم النشاط في الشارع حيث يلعب الأطفال عادة و يمضون معظم وقتهم الحر بعد المدرسة مع مراعاة أن يكون المكان آمناً من خطر السيارات كأن يكون شارعاً مغلقاً أو ساحة مغلقة حيث يجتمع مشرفو النادي قبل الموعد المفترض للنشاط بيومين أو ثلاثة أيام لتحديد موعد النشاط و ساعته والمشرف العام ومساعده وكذلك توزيع المهام على المشرفين ومناقشة أي رأي أو اقتراح.

وفي بداية النشاط يقوم المشرف العام بالتفقد الأخير للمواد ثم النزول إلى الشارع وبدء النشاط و يضع الموسيقا قبل خمس دقائق من بدء النشاط ويقوم كل مشرف بتحضير وإعداد المواد المسؤول عنها ومن ثم الإعلان عن بدء توزيع المواد والكرتون على الأطفال.

ويقف الأطفال في طابور لاستلام أدواتهم حيث يسجل الطفل اسمه ثم يأخذ كرتونة الرسم ويتوجه إلى مشرف الألوان حيث يختار الطفل الألوان التي يريدها وله حرية اختيار المكان الذي يريد الجلوس فيه وعندما ينتهي من الرسم يذهب الطفل ويسلم لوحته للمشرف المسؤول عن تعليق اللوحات في المعرض ويسلم أدواته دائمة الاستخدام الريشة والأقلام والممحاة والمبراة و أقلام التلوين والطبشور إلى المشرف المختص بالألوان ويقوم برمي باقي الأدوات بسلة القمامة والماء الوسخ في الوعاء المخصص له وبعد الانتهاء من الرسم بالألوان المختلفة على الكرتون تأتي فقرة الرسم بالطبشورعلى الأرض فيعود من انتهى من الرسم ليقف بالدور ويستلم أقلام الطبشور.

وفي فقرة الرسم بالطبشور يحق للأهالي مشاركة أطفالهم الرسم وكذلك بعض المشرفين بعد الرجوع للمشرف العام وعند الانتهاء يسلم الطفل بقايا الطبشور إلى المشرف المختص ويقوم الأطفال بالتعاون مع المشرفين ومن يحب من الموجودين من الأهالي بجمع الأوساخ من الشارع في حال وجدت ويجتمع الأطفال لأخذ صورة تذكارية مع لوحاتهم والمشرفين ومن يحب من الحضور لتأتي فقرة النشاطات الختامية قد تكون قصة يرويها أحد المشرفين للأطفال أو استضافة فنان موسيقي أو مشهد تمثيلي بسيط..أو توزيع أي من منشورات النادي على الأطفال و الحضور.

ويتضمن النادي مكتبة صغيرة في مقره ويتاح للأطفال من خلالها استعارة الكتب بشكل مجاني حيث يصدر النادي بطاقات لكل طفل يحب الاشتراك تمكنه من استعارة الكتب و القصص.

وأصدر النادي فيلماً قصيراً يصور مجمل مراحل العمل من البداية إلى النهاية مرفقاً بالموسيقا والأغاني التي ترافق النشاط عادة كما أصدر في الأعوام 2006 و2007 و 2008روزنامات تعتمد على رسوم الأطفال بالكامل وزعت مجاناً على الأطفال والأهالي وكذلك على المشرفين والداعمين للنادي كذلك أصدر فيلماً قصيراً بمناسبة مرور عام على إنشائه ووزع على أصدقاء النادي.

كما شارك النادي ضمن حملة توعية بيئية قامت بها منظمة جايكا اليابانية بالتعاون مع بلدية اللاذقية وقام البعض من أطفال النادي والمشرفين بالرسم على حاويات القمامة الجديدة بشكل أصبحت ذات مظهر جميل وأنيق ولافت للانتباه.

كما أصدر عام 2007 مجموعة من البطاقات البريدية تحمل رسوم أطفال النادي ممولة من قبل جمعية قوس قزح لطفولة أفضل.

ويصدر النادي شهريا جريدة باسم شمس قمر نجوم من أربع صفحات توزع مجاناً على الأطفال وفي كل فترة يصدر أقراصاً مدمجة تضم صوراً لنشاطات النادي المختلفة ويوزع على المشرفين و الأصدقاء المقربين من النادي.

ويقوم النادي بنشاط جوال بدأ في الشهر السادس من العام 2007 كل شهر مرة في حي من أحياء اللاذقية.

ومن النشاطات الاجتماعية اللافتة للنادي نشاط كلنا حول مائدة واحدة حيث يفترش سكان الحي الشارع وتحضر كل أسرة طعامها الذي كان من المفترض أن تتناوله في بيتها لينتج في المحصلة مائدة واحدة كبيرة يجتمع حولها كل سكان الحي.

وللنادي فروع في عدد من أحياء مدينة اللاذقية ليصل إلى مدينة جبلة ومحافظة طرطوس فضلاً عن النشاطات المتنقلة التي يقوم بها النادي إلى مناطق بعيدة في المحافظة ويعتزم حالياً إقامة مقرات له في بقية المحافظات.

وتجدر الإشارة أن فنان الكاريكاتير عصام حسن من مواليد اللاذقية عام 1964 وبدأ النشر في عام 1985 حيث قدم مساهمات في عدد من الصحف والمجلات السورية والعربية مثل.. مجلة الحرية في دمشق وجريدة الوحدة في اللاذقية ومجلة ألف في قبرص و مجلة الناقد في لندن ومجلة تشرين الأسبوعي في دمشق ومجلة الشبكات في دمشق كما أقام معارض في المركز الثقافي السوري في اللاذقية والمركز الثقافي الفرنسي بدمشق والمركز الثقافي أبو رمانة في دمشق بعنوان تحية إلى بو علي ياسين 2000 والمركز الثقافي السوري في فرنسا ويعمل في مجلة صدى الإماراتية منذ عام 2000 كما نشر كتابه الأول بعنوان ما قل و دل عام 1997 احتوى الكتاب على 100 لوحة كاريكاتير منفذة بالأبيض والأسود أغلب مواضيعها تدور حول الثقافة وأهلها.

المصدر: سانا

التعليقات

ليس للموضوع علاقة بالبارانويا. ولكن ما يحدث في عالم الفن في سوريا هو نفس ما يحدث في عالم الاقتصاد و الحقوق. و هو عملية تتبيع-علاقة التابع - تتسابق عليها الدول الغربية لأن هذا يحقق لها سوقاً على المدى البعيد و جسراً تستطيع من خلاله اختطاف سلة من العلاقات المفيدة مع سوريا و غيرها من الدول الواقعة في النطاق الاستعماري للدول الغربية. إن فائدة المشاريع الوطنية التي تبدأ تماماً من صفر محلي و تصعد هو انها تمنح للهوية بنوع من الاستقلالية. و رغم أن الاختلاط يعد من أهم عوامل النمو و التطور إلا ان العلاقة الانتهازية التي تشهدها البئة المحلية مع الغرب تجعل استقلالية المؤسسات الداعمة للفن عن مرجعيات خارجية على درجة لا بأس من الأهمية في تحرير الفرن من الاعتراف به. هذا لن يلاحظه من هم ضمن العملية الفنية الآن و لكن سيتعرفون اليه بعد انقضاء وقت معين حيث ستساعد المسافة على رؤيةالمشهد الثقافي بهدوء و بحكمة. يكفي ان نقارن بين الفنون في الغرب و لافنون التي دخلت المنظومة السوفياتية أو الدول العربية أو الأسيوية. إذا يبدو و كأن الفن الوحيد المتاح هو فن سياسي و كأن الغرب ليس جزء من السياسة العالمية. إن التاكيد على نوع محدد من الفنون و ذهنيات محددة او مقاربات مووضوعة وفق نسق من المفردات سيخلق فناً تابعاً. و سيستهلك الطاقات التعبيرية و يشغلها في خلق جسور تحمله إلينا و لا تحملنا اليه. جسور باتجاه واحد. تحية لعصام

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...