ملف الجمل حول القضايا التي ستشغل إسرائيل خلال عام 2008م

26-12-2007

ملف الجمل حول القضايا التي ستشغل إسرائيل خلال عام 2008م

الجمل: مع قدوم نهاية عام 2007م وتباشير مطلع عام 2008م تتزايد انهماكات وانشغالات السياسة الداخلية والخارجية الإسرائيلية على النحو الذي يهدد إسرائيل والنخبة السياسية والعسكرية والدينية الإسرائيلية بعام جديد حافل بالتجاذبات وعمليات شد الأطراف غير المسبوقة في تاريخ إسرائيل الذي لم يتجاوز عمره الستين عاماً إلا قليلا.
* السياسة الداخلية:
التطورات التي أعقبت صعود تيار الليكود وإضعاف تيار العمل، أدت لاحقاً إلى انقسام الليكود إلى جناحين الأول احتفظ باسم الليكود الأصلي بقيادة بنيامين نتينياهو ويغلب عليه الطابع الديني، أما الثاني فقد حمل اسم كاديما بقيادة إرييل شارون ويغلب عليه الطابع الديني – الذرائعي، وبعد تولي إيهود أولمرت زعامة كاديما بات الحزب معرضاً للانقسامات بعد هزيمة صيف 2006م في مواجهة حزب الله وصدور المؤشرات العامة لتقرير فينوغراد.
الصراع السياسي سوف يدور خلال العام القادم، كما تقول المؤشرات والتكهنات بين ثلاثة قوى رئيسية هي: كاديما، العمل، الليكود، وقوى صغيرة تتمثل في مجموعة من الأحزاب الدينية والسياسية الإسرائيلية الصغرى مثل حزب إسرائيل بيتنا وحزب شاس وغيرها.وبسبب تقارب موازين القوى بين الأحزاب الإسرائيلية الثلاثة الكبرى، فإن الأحزاب والجماعات الصغيرة سوف تجد فرصة كبيرة ي الحصول على المزيد من المزايا عن طريق القيام بالمناورة والالتفاف على خطوط الصراع بين القوى الكبرى. بكلمات أخرى، فإن الأحزاب الكبرى سوف تحصل على وزن أكبر إذا نجحت في ضم وتجميع القوى الصغيرة إلى جانبها، وبالطبع فهي لن تستطيع ذلك إلا بتقديم الكثير من التنازلات لإرضاء هذه القوى.
كذلك تقول التوقعات بأن حزب كاديما سوف يواجه الكثير من الخلافات والتصدعات بسبب صراع الأجنحة الذي بدأ وسوف يتصاعد بين رئيس الوزراء وزعيم الحزب الحالي إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني الطامحة إلى زعامة الحزب ورئاسة الوزارة.
وبالنسبة للرأي العام الإسرائيلي، فإن همومه كالعادة ترتبط بالحساسية الفائقة إزاء مهددات الأمن الإسرائيلي بسبب عقدة الخوف إزاء احتمالات انتهاء دولة إسرائيل والعودة إلى حالة الشتات اليهودي مرة أخرى. وأبرز القضايا التي يتوقع أن تشغل الرأي العام الإسرائيلي هي:
• الانتخابات الرئاسية الأمريكية: وذلك لأن مجيء رئيس أمريكي مؤيد وداعم لإسرائيل هو الضمانة الرئيسية لتعزيز شعور الإسرائيليين بالأمن إزاء البيئة الشرق أوسطية الحافلة بالتهديدات والخصوم. وحالياً يعتبر رود غولياني المرشح الجمهوري اليميني المتطرف (الذي طالب أمريكا بإشعال الحرب في الشرق الأوسط ضد سوريا ولبنان وإيران والأراضي الفلسطينية من أجل تأمين إسرائيل) هو المرشح الأفضل بالنسبة للإسرائيليين.
• تدهور كفاءة الجيش الإسرائيلي: ينظر الرأي العام الإسرائيلي إلى الجيش الإسرائيلي باعتباره الساعد القوي الذي تستخدمه وتعتمد عليه إسرائيل في ردع وتدمير كل القوى المهددة لها، ولكن هزيمة جنوب لبنان وما ترتب عليها من نتائج أدت إلى بروز الكثير من المخاوف إزاء قدرة وفعالية الجيش الإسرائيلي في المواجهات القادمة المحتملة. ويشير أحدث التقارير إلى انخفاض قدرات القوات البرية الإسرائيلية وتحديداً المشاة والقوات الخاصة التي انخفضت قدرتها القتالية كثيراً من جراء الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا وعدم خوض التجارب الحقيقية ونفور الشباب الإسرائيلي من العمل في هذه المجالات والاعتماد المتزايد على المجندين والذين لا يمكن الاعتماد عليهم كعسكريين محترفين.
• صعود حركة حماس: اطمأن الرأي العام الإسرائيلي بعد اتفاقيات أوسلو إلى أن الخطر الفلسطيني لم يعد ذلك الخطر الرئيسي المهدد لأمن إسرائيل وأصبح يندرج ضم مخاطر التهديد الثانوية لإسرائيل، ولكن بعد صعود حركة حماس تزايد الخطر الفلسطيني من جديد وعاد ليندرج ضمن مخاطر التهديد الرئيسية.
• الملف النووي الإيراني: أصبحت تصريحات الزعيم الإيراني أحمدي نجاد المتعلقة بـ"إزالة إسرائيل من الخارطة" تشكل هاجساً ينذر بالخطر ومؤشراً لرفع المخاوف إزاء وجود إسرائيل، وعلى خلفية توظيف الإعلام الإسرائيلي والأمريكي لهذه العبارة، انتاب الشارع الإسرائيلي هوس عقدة الخطر الإيراني المحدق، وتشير المعلومات إلى أن الأغلبية العظمى في الشارع الإسرائيلي ترى ضرورة أن تتصرف إسرائيل بمفردها لدرء الخطر الإيراني إذا أصرت الولايات المتحدة على عدم التدخل، وحالياً، كما تقول المعلومات أيضاً، فإن هناك بعض الشركات الإسرائيلية التي تسعى لبناء ملاجئ لحماية الإسرائيليين وتحديداً القدس من الخطر النووي الإيراني في حال اندلاع المواجهة الإسرائيلية – الإيرانية أو الإسرائيلية، الأمريكية – الإيرانية. هذا وضمن استعدادات المواجهة مع إيران تنشط الوكالة اليهودية للهجرة حالياً في عملية إخراج اليهود الإيرانيين إلى خارج إيران.
• مشكلة الصواريخ الفلسطينية: يعود اهتمام الشارع الإسرائيلي بهذه المشكلة بسبب إدراكه التام لأبعادها العسكرية المستقبلية، فالصواريخ التي يطلقها الفلسطينيون حالياً تهدد المستوطنات الإسرائيلية المجاورة لقطاع غزة، ولكن المخاوف تتمثل في احتمالات أن تقوم الفصائل الفلسطينية بتطوير قدراتها الصاروخية، وتركيب الرؤوس الكيميائية عليها، على النحو الذي يجعل الساحة الفلسطينية مكشوفة إزاء صراع حرب كيميائية صاروخية فلسطينية – إسرائيلية، تلحق بإسرائيل خسائر بشرية لا يمكن تعويضها مهما فعلت، وحتى إن قضت على الفلسطينيين الموجودين في قطاع غزة والضفة، فإن هناك أضعاف الفلسطينيين موجودين في المناطق الأخرى، ويستطيعون بكل سهولة تعويض الخسائر البشرية الفلسطينية.
• مشكلة المستوطنات والاستيطان: تمثل المستوطنات وسياسية الاستيطان وتهجير اليهود إلى إسرائيل القوام الأساسي لبناء إسرائيل ديموغرافياً، وينظر الشارع الإسرائيلي إلى عملية بناء القوام الديمغرافي اليهودي باعتبارها أحد العوامل الرئيسية لقوة إسرائيل الإستراتيجية، ولما كانت عملية بناء المستوطنات تخضع لاعتبارات عسكرية وأمنية متعلقة بنشر المستوطنات في المواقع ذات القيمة الجيو-ستراتيجية العالية عند حدوث المواجهات العسكرية وللاعتبارات التلمودية المتعلقة بمدى القيمة المقدسة أو قداسة الموقع بالنسبة للتراث الأسطوري اليهودي المتعلق بخارطة مملكة الرب هرمجدون التي سيقوم المسيح اليهودي ببنائها على أرض الميعاد التوراتية المقدسة. لذا، فإن عدم بناء المزيد من المستوطنات القائمة هو أمر بالنسبة للرأي العام الإسرائيلي يندرج ضمن بنود المحرمات التلمودية والتوراتية.
• مشكلة السلام مع سوريا: برغم تعمد الإدارة الأمريكية والحكومة الإسرائيلية عدم الاهتمام بالسلام مع سوريا، فإن الرأي العام الإسرائيلي يدرك حقيقة أن السلام مع سوريا معناه أن 75% من مخاطر التهديدات العربية للوجود الإسرائيلي قد انتهت وأن إسرائيل أصبحت لآمنة بنسبة 75%، ويتبقى أمامها فقط حل مشكلة الأراضي الفلسطينية. التمادي في تجاهل إقامة السلام مع سوريا، أدى إلى القضاء بشكل نهائي على نظرية التفوق الإسرائيلي في مواجهة سوريا لأن ميزان الردع السوري – الإسرائيلي وصل إلى نقطة التعادل. بكلمات أخرى، كانت إسرائيل في الماضي تتفوق على أساس قدرتها على استهداف أي نقطة داخل سوريا، وهي ميزة لم تكن متوافرة لسوريا، ولكن حالياً، أصبحت سوريا قادرة على ذلك ومن ثم لن تستطيع إسرائيل شن حرب وجود مع سوريا لأن معنى ذلك القضاء نهائياً على وجود إسرائيل وإزالتها من الخارطة. إن عدم الاهتمام بالسلام مع سوريا له أسبابه العميقة داخل الأحزاب والنخب الإسرائيلية، لأن من يستطيع صنع السلام مع سوريا يضمن بقاءه في السلطة في تل أبيب، ولذلك تحاول جميع الأطراف الإسرائيلية منع بعضها البعض من الفوز بصفقة السلام مع سوريا. وعلى سبيل المثال عندما سعى حزب العمل إلى السلام مع سوريا عرقل الليكود سبيل السلام وبالمقابل عندما سعى الليكود إلى السلام تمت عرقلته بواسطة حزب العمل، والآن لكي يستطيع كاديما الفوز بصفقة السلام مع سوريا فإن عليه أن يؤمن جانب حزبي العمل والليكود والأحزاب الإسرائيلية الأخرى، لأن زعمائها يفهمون جيداً أن السلام مع سوريا معناه أن كاديما حصل على "إكسير الحياة" في السياسة الإسرائيلية.
* السياسة الخارجية:
تعاني السياسة الخارجية الإسرائيلية من مشكلة "التمدد العابر للحدود" وقد أدى الإحساس الإسرائيلي بعدم الاعتراف بالآخر، إلى تهافت إسرائيل في إقامة علاقات دبلوماسية مع أي بلد في العالم مهما كانت المسافة الجغرافية بعيدة ومهما كانت المصالح غير موجودة أو غير ممكنة، والدافع هو مجرد الاحتفاء وتعزيز مشاعر "الاعتراف بالآخر" في إسرائيل.
الانتشار الدبلوماسي الإسرائيلي الواسع النطاق ترتب عليه الكثير من الالتزامات، وتحاول إسرائيل جاهدة إدارة شبكة علاقاتها الدبلوماسية الخارجية، بالتعاون مع الولايات المتحدة، تفادياً لوقوع كارثة دبلوماسية على غرار كارثة ما بعد حرب 1973م عندما قامت الدول الإفريقية بالإجماع بطرد الدبلوماسيين الإسرائيليين وإغلاق السفارات الإسرائيلية بما في ذلك نظام الرئيس موبوتو الذي تلقى تدريبه العسكري في إسرائيل، وقد نجحت إسرائيل في العودة إلى إفريقيا بمساعدة الدبلوماسية المصرية خلال فترة ما بعد التوقيع على اتفاقيات كامب ديفيد.
أهمية الانتشار الدبلوماسي الإسرائيلي ترتبط باعتبارات "الأمن السياسي الوقائي" الإسرائيلي لأن هذا الانتشار يعزز قدرة إسرائيل في الالتفاف على الحكومات والدول والحيلولة دون قيامها بالضغط الجماعي على إسرائيل وعزلها دبلوماسياً بسبب جرائمها وانتهاكاتها للقانون الدولي. ولكي ترسخ الدبلوماسية الإسرائيلية أقدامها في البيئة الدولية فإنها تحاول بالتنسيق مع الولايات المتحدة القيام بدور الوسيط الداعم لدول وحكومات العالم في الحصول على المعونات الأمريكية والأوروبية الغربية، ومن أبرز الأمثلة على ذلك محاولة الإسرائيليين إفهام الأتراك أن طريق الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي يمر عبر تل أبيب، وأيضاً محاولة إفهام المصريين والأردنيين بأن تل أبيب تمثل المحطة الرئيسية في مشوار الحصول على المعونات والمساعدات الأمريكية، هذا ويمكن تقييم السياسة الخارجية الإسرائيلية على أساس المؤشرات الآتية:
• اختلال مؤشر توازن "الدور" والـ"مكانة" في النظام الدولي: حيث تتمتع إسرائيل بـ"مكانة" صغيرة في النظام الدولي، فهي لا تملك ثروات ولا تقدم القروض والمساعدات، ولا تمثل رقماً هاماً في موازين التجارة العالمية والاقتصاد العالمي، وبرغم ذلك فإن إسرائيل تحاول القيام بـ"دور" كبير في السياسة الدولية بسبب سيطرة اللوبي الإسرائيلي على كل من القوام المؤسسي للسياسة الخارجية الأمريكية وأداء الدبلوماسية الأمريكية السلوكي الوظيفي في بيئة العلاقات الدولية الراهنة. وإزاء هذا الاختلال، فإن مؤشر توازن الدور والمكانة في السياسة الخارجية الإسرائيلية معرض للانكشاف في أي لحظة خاصة وأنه مهدد بخطرين هما:
* خطر "فقدان المصداقية" لأن إسرائيل على سبيل المثال لن تستطيع أن تفرض على الأوروبيين قبول عضوية تركيا ولن تستطيع إجبار أمريكا على تقديم الأموال والمساعدات لدول العالم التي تؤيد إسرائيل خاصة إذا تزايد عدد هذه الدول على خلفية المزاعم والوعود الإسرائيلية بالدعم الأمريكي، وبالتالي فإن مضي السياسة الخارجية الإسرائيلية في التأثير على دول العالم الأخر عن طريق الوعود بالحوافز الأمريكية سوف يؤدي إلى انكشاف مصداقية المزاعم والوعود الإسرائيلية.
* خطر انهيار اللوبي الإسرائيلي: تزايدت الانتقادات داخل الولايات المتحدة الأمريكية ضد اللوبي الإسرائيلي باعتباره يمثل اليد الخفية التي ظلت تدير وتوجه السياسة الخارجية الأمريكية في الاتجاه الذي يضر بالمصالح الأمريكية، كذلك تزايد مؤشرات الكراهية لليهود الأمريكيين، وبدأت ترتفع بعض الأصوات التي تتهم هؤلاء اليهود الأمريكيين بـ"الولاء المزدوج" لإسرائيل أولاً وأمريكا ثانياً. التورط في حرب العراق والتورط في استهداف سوريا وإيران جميعها أدت إلى توفير الأدلة الكبيرة على دور اللوبي الإسرائيلي وعناصره في توجيه السياسة الخارجية الأمريكية. وقد بدأت الحملة ضد اللوبي الإسرائيلي داخل أمريكا قبل أكثر من عشرين عاماً بواسطة عضو الكونغرس السيناتور بول فندلي، ولكنها اتسعت حالياً، وأصبحت هناك العديد من الجماعات والمواقع الإلكترونية والأصوات والأكاديميين والآراء المطالبة بوضع حد ونهاية لدور اللوبي الإسرائيلي الخفي داخل الولايات المتحدة. وبالتالي فإن أي ضعف أو انهيار للوبي الإسرائيلي معناه انهيار الدعم الأمريكي لإسرائيل وهو الأمر الذي يمثل بالنسبة للإسرائيليين النذير بكابوس القيامة والفناء.
• مؤشر العنف السياسي: التوجهات السياسية الخارجية الإسرائيلية تقوم على مبدأ العنف السياسي، وذلك عن طريق استخدام آلية الترغيب والترهيب في إرغام الأطراف الأخرى وكسر إرادتها، ولا يفرق الإسرائيليون بين الأصدقاء والخصوم فهم جميعاً متساوون أمام ماكينة العنف السياسي الإسرائيلي، وإذا كان هذا العنف ضد خصوم إسرائيل مثل سوريا وحزب الله وحماس وإيران هو عنف معروف وظاهر فإننا نشير إلى العنف السياسي الإسرائيلي ضد أصدقاء وحلفاء إسرائيل وعلى وجه الخصوص مصر والأردن وقوى 14 آذار:
* العنف السياسي الإسرائيلي ضد  مصر: لجأت إسرائيل واللوبي الإسرائيلي  إلى حرمان حكومة حسني مبارك من الحصول على المعونات الأمريكية من أجل كسر إرادتها وإجبارها على القيام قسراً بتقديم طلب إلى إدارة بوش بإحضار بعض وحدات الجيش الأمريكي (التي سيكون عناصرها من اليهود الأمريكيين) للإشراف على محاصرة قطاع غزة من الجانب المصري، وإصدار الأوامر للقوات المصرية لكي تقوم بإحكام إغلاق المعابر المؤدية للقطاع وغيرها من المنافذ على الأراضي المصرية، بما يؤدي إلى تشديد الحصار الإسرائيلي على الفلسطينيين.
* العنف السياسي الإسرائيلي ضد الأردن: ويتمثل في حالة العنف الهيكلي البنائي التي تفرضها إسرائيل على الأداء المؤسسي لأجهزة دولة "الديوان الملكي الأردني". بكلمات أخرى، فقد نجحت إسرائيل في كسر إرادة السيادة الوطنية الأردنية على النحو الذي أدى إلى :
* قيام أجهزة المخابرات الإسرائيلية بعملية الجمع الاستخباري للمعلومات بالوكالة عن المخابرات الإسرائيلية في البلدان العربية.
 * قيام السلطات الإسرائيلية بالضغط على الفلسطينيين.
* التنسيق الإجباري بين الأجهزة الأردنية والأجهزة الإسرائيلية حول "ضبط" الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية.
* العنف السياسي الإسرائيلي ضد السلطة الفلسطينية وحركة فتح: استخدم الإسرائيليون كافة أشكال العنف السياسي ضد السلطة الفلسطينية وحركة فتح ومن أبرزها: قصف مقرات السلطة وحصار ياسر عرفات في رام الله واعتقال كوادر فتح ومسؤولي السلطة الفلسطينية ونشر نقاط التفتيش والحواجز في مناطق واقعة تحت سيطرة السلطة وإغلاق المعابر وفرض الحصار على السلطة الفلسطينية والفلسطينيين وتنفيذ عمليات الاغتيال وقصف المدنيين الفلسطينيين بالطائرات وغير ذلك.
* العنف السياسي الإسرائيلي ضد قوى 14 آذار اللبنانية: من المفهوم تماماً أن إسرائيل هي التي قامت من جهة بدعم صعود قوى 14 آذار في الساحة اللبنانية، ومن الجهة الأخرى القيام بـ"ذبح" زعماء 14 آذار وتقديمهم كقرابين برسم تعزيز حيوية قوى 14 آذار وتسويق العداء ضد سوريا، وفي نفس الوقت استطاعت إسرائيل وضع زعماء قوى 14 آذار تحت التهديد إن تجرأوا على كشف مخططات الاغتيالات الإسرائيلية في لبنان والتي أشرف بعضهم على تنفيذها، كذلك فالعدوان الإسرائيلي ضد لبنان في صيف العام 2006م، وإن كان يستهدف ممارسة العنف السياسي الإسرائيلي ضد حزب الله والشيعة في لبنان، فإنه كان عنفاً سياسياً ضد قوى 14 آذار أيضاً التي هرول زعماؤها إلى الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإسرائيل نفسها طلباً لوقف العدوان لأنه قضى على نفوذ قوى 14 آذار في الشارع اللبناني. وحالياً تخضع قوى 14 آذار لأسوأ عملية عنف سياسي إسرائيلي من النمط البنائي – الهيكلي، الذي يستخدم أسلوب الترغيب والترهيب على النحو الذي أصبح فيه زعماء قوى 14 آذار مرغمين للجوء حصراً إلى خيار المضي قدماً في المشروع الإسرائيلي. بكلمات أخرى، فإن المشروع الإسرائيلي أمامهم والحريق الإسرائيلي وراءهم.
عموماً، العام القادم بالنسبة لإسرائيل سيكون عاماً حاسماً لأنه يرتبط بجملة من القضايا الرئيسية والفرعية التي ينظر إليها الإسرائيليون باعتبارها ترتبط بوجود وأمن إسرائيل كقضية الرئاسة الأمريكية والملف النووي الإيراني والسلام مع سوريا ومستقبل ملف الأزمة اللبنانية وأزمة قطاع غزة والضفة الغربية وغيرها. وبالمقابل فإن إستراتيجية الأمن الإسرائيلي سوف تعاني الكثير من عمليات شد الأطراف ولن ينعم الأمن الإسرائيلي بحالة الهدوء النسبي التي كان يتمتع بها خلال الثلاثة أعوام الماضية.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...