مشعل يرد على خطابي نتنياهو وأوباما:الحد الأدنى دولة على حدود الـ67

26-06-2009

مشعل يرد على خطابي نتنياهو وأوباما:الحد الأدنى دولة على حدود الـ67

رد رئس المكتب السياسي في حركة حماس خالد مشعل، أمس، على خطابي الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالتأكيد على أنّ الفلسطينيين لن يقبلوا بأقل من دولة ذات سيادة كاملة ضمن حدود الرابع من حزيران وعودة اللاجئين إلى ديارهم، داعياً العرب إلى بلورة إستراتيجية جديدة في ضوء المواقف الإسرائيلية الأخيرة من عملية التسوية.
وفي خطاب ألقاه في دمشق بحضور العديد من قياديي الفصائل، قال مشعل إن «البرنامج الذي يمثل الحد الأدنى لشعبنا وقبلناه في وثيقة الوفاق الوطني كبرنامج سياسي مشترك هو قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس ذات سيادة كاملة على خطوط الرابع من حزيران 1967 بعد إزالة جميع المستوطنات وإنجاز حق العودة».
واعتبر مشعل أنّ «قضية فلسطين ليست قضية حكم ذاتي وسلطة وعلم ونشيد وأجهزة أمنية وأموال من المانحين... قضية وطن وهوية وحرية وتاريخ وسيادة على الأرض وهي القدس وحق العودة»، مشدداً على أنّ «الأرض عندنا أهم من السلطة والتحرير قبل الدولة». وشدد مشعل على «الرفض القاطع للتوطين والوطن البديل خاصة في الأردن. وأضاف «الأردن هو الأردن وفلسطين هي فلسطين ولا بديل عن فلسطين إلا فلسطين».
وجدد مشعل موقف حركة حماس من التمسك بالمقاومة كخيار إستراتيجي، لافتاً إلى أنّ «المقاومة السلمية التي يبشروننا بها تصح للنضال من أجل الحقوق المدنية وليس من أجل تحرير الأوطان».
ودعا مشعل القادة العرب إلى اعتماد إستراتيجية عربية فلسطينية جديدة «تفتح الخيارات وتجمع بين المقاومة والسياسة وتستجمع أوراق القوى اللازمة»، لافتاً إلى أنّ «نتنياهو وأركان حكومته قلبوا الطاولة في وجوه الجميع، فلماذا تبقى عروضنا المستهلكة ومواقفنا المكررة على الطاولة، ولماذا تبقى خياراتنا مكشوفة من دون أي هامش للمناورة وأي رصيد من أرصدة القوة».
وحول خطاب الرئيس الأميركي قال مشعل «إذا رحبنا بالتغيير في لغة أوباما فلن نتجاوز هذا الحد طالما بقي التغيير في حدود اللغة»، مشيراً إلى أنه «حتى في إطار اللغة، فهناك مشكلة فهو تحدث باستفاضة عن معاناة اليهود بينما تجاوز مجزرة إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني والهولوكوست الحقيقي الذي ارتكبته ضد شعبنا في قطاع غزة».
لكن مشعل رأى في المقابل أنّ «لغة أوباما الجديدة تجاه حماس هي خطوة أولى في الاتجاه الصحيح نحو الحوار المباشر بلا شروط، ونحن نرحب بذلك»، مشدداً في الوقت ذاته على أنّ «التعامل مع حماس وقوى المقاومة يجب أن يكون على أساس احترام إرادة الشعب الفلسطيني واختياره الديموقراطي وليس من خلال فرض الشروط».
ووصف مشعل خطاب رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بأنه «شديد الوضوح وليس غامضا كما قال بعض الفلسطينيين». ورأى أنّ « نتنياهو سيعمل على إظهار الانسجام مع ما طرحه أوباما من خلال التلاعب في الألفاظ «، مشيراً إلى أنّ «الدولة التي تحدث عنها هي كيان مسخ وسجن كبير للاعتقال والمعاناة وليست وطنا يصلح لشعب عظيم».
وفي ما يتعلق بالحوار الوطني الفلسطيني، رأى مشعل أنّ «أهمية المصالحة ليست في كونها ضرورية لعملية التسوية وإطلاق المفاوضات من جديد كما يريدها البعض، بل هي أقدس وأغلى من أن تكون مجرد فتيل اشتعال لمفاوضات بلا طائل»، مشيراً إلى أنّ «وفداً من الحركة سيذهب إلى القاهرة بعد يومين وستكون هناك جلسة لاستئناف الحوار بهدف تذليل العقبات التي ما تزال تعترض طريق المصالحة».
وشدد على أن «ما يعرقل المصالحة ما يجري في الضفة الغربية منذ سنتين» في إشارة إلى عمليات الاعتقال التي تقوم بها السلطة، مشيراً إلى أنّ «هذا السلوك يستند إلى مراسيم صدرت في رام الله من قبل حكومة تعتبر كل تنظيم يقاوم الاحتلال تنظيما خارجا على القانون».
وأشار مشعل إلى أن الاعتقالات في الضفة تأتي في إطار «مراسيم صدرت في رام الله من قبل حكومة تعتبر كل تنظيم يقاوم الاحتلال تنظيما خارجاً على القانون». ودعا مشعل أوباما إلى «سحب الجنرال (كيث) دايتون من الضفة وإعادته إلى الولايات المتحدة انسجاما مع روح التغيير لأن بناء سلطة قمعية يتناقض مع مبادئ الديموقراطية».
يأتي ذلك في وقت حددت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية شروط نجاح الحوار الوطني بالاتفاق على حكومة توافق وطني وإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية. ورأى أمين سر اللجنة ياسر عبد ربه أنّ «أي اتفاق يخلو من هذه الأسس سيكون اتفاقاً عاجزاً عن استعادة الوحدة».
من جهة ثانية، قرر المجلس الثوري لحركة فتح عقد المؤتمر السادس للحركة في الرابع من آب المقبل في مدينة بيت لحم. وأعلن المجلس، في بيان عقب انتهاء اجتماعاته بعد منتصف ليل أمس الأول، «سيكون موعد المؤتمر في الرابع من آب، ويأتي في الذكرى العشرين لانعقاد المؤتمر العام الخامس للحركة»، مشيراً إلى أنّ عدد الأعضاء الذين سيشاركون في المؤتمر هو 1550 عضوا.
في المقابل، اعتبرت عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، النائب خالدة جرار أن استمرار عمليات الاعتقال السياسي في كل من الضفة الغربية والقطاع دليل على عدم جدية الأطراف بإنجاح الحوار والخروج من مأزق الانقسام.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر أمنية إسرائيلية وغربية أنّ الدولة العبرية تعتزم الحد من التوغلات في أربع مدن فلسطينية في الضفة الغربية، وذلك في محاولة لتعزيز حملة أمنية فلسطينية تدعمها واشنطن، موضحة أنّ جيش الاحتلال سيمتنع عن دخول بيت لحم ورام الله وأريحا وقلقيلية الا في الحالات التي يعتقد أن ناشطين فلسطينيين يستعدون لمهاجمة اسرائيليين. ووصف مسؤول أمني فلسطيني رفيع هذه الخطوة بأنها «خدعة» علاقات عامة، مشدداً على ضرورة فرض حظر تام على كل التوغلات الإسرائيلية.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...