طهران تسلّم الدول الست مقترحاتها ونجاد يدعوها للاعتراف بالهزيمة

10-09-2009

طهران تسلّم الدول الست مقترحاتها ونجاد يدعوها للاعتراف بالهزيمة

أرادتها طهران مناسبة اعلامية بامتياز. وزعت بيان دعوة سفراء الدول الست لتسلم مقترحاتها حيال الأزمة النووية «والمشاكل العالمية». طلبت من المصورين الحضور. ركزت الكاميرات على الملف الابيض والرمادي الذي وزعه وزير الخارجية منوشهر متكي على ضيوفه في مقر وزارة الخارجية في طهران، في تحرك أملت واشنطن ان يكون «بناء»، فيما استبقه الرئيس محمود احمدي نجاد بدعوة الدول الكبرى الى التحلي بالشهامة والاعتراف بالهزيمة امام ايران. متكي يقدم مقترحات إيران النووية لسفراء فرنسا وروسيا وسويسرا في طهران أمس
خلال اللقاء «القصير»، أعرب متكي عن أمله بأن تتيح هذه الرزمة «التي تم تحديثها لتتعامل مع قضايا عالمية متنوعة»، فرصة لاستئناف المحادثات. وفي وقت سابق، لفت الوزير الإيراني الى «توفر فرصة جديدة للمفاوضات والمحادثات تتيح المجال لتعاون متبادل». وحضر المناسبة في مقر وزارة الخارجية، سفراء فرنسا والصين وروسيا وألمانيا وسويسرا بصفتها راعية للمصالح الأميركية في إيران والقائم بأعمال السفارة البريطانية.
وقد حددت وزارة الخارجية الإيرانية في بيان، موعد اللقاء بين متكي وممثلي الدول الست. ووجهت الدعوة الى مصورين لحضور المراسم، مشيرة الى ان وزير الخارجية هو الذي سيسلم المقترحات. وذكر تلفزيون «العالم» الإيراني

المتحدث بالعربية، انه بالتزامن مع اللقاء في طهران، سلمت سفارة ايران في بروكسل منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا، حزمة المقترحات حول «السلام والازدهار ومفاوضات شاملة وبناءة».
واستبق الرئيس الإيراني تسليم المقترحات، بالقول في حفل توديع وزير الداخلية السابق صادق محصولي وتقديم الوزير الجديد مصطفي محمد نجار، «اننا نفضل ان تكون أجواء العالم منطقية ومبنية على أساس السلام والعدالة والتعامل البناء، ولكن لو أراد البعض اختبارنا، فإن الشعب الإيراني لن يتضرر». وشدد على أن «إيران، حكومة وشعباً، أقوى اليوم مما كانت عليه، وهي تمضي قدماً في طريق تحقيق أهداف الثورة».
ونصح نجاد «بعض القوى الكبرى بأن تتسم بالشهامة وتعترف بالهزيمة» أمام ايران. ووصف «العهد الراهن بأنه عهد الشعوب»، قائلاً إن «الجمهورية المبنية على القيم المعنوية والأفكار الإلهية والدعوة للعدالة لها الكلمة الاولى اليوم». وخاطب «الأعداء والضامرين السوء للشعب الإيراني» بالقول «إن بعض الأحداث أثبتت ان الأعداء ضلوا الطريق في معرفتنا.. هم لم يعرفوا إيران بعد ولا زالوا في أحلام الأعوام الخمسين او الـ120 الماضية».
من جهته، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى علاء الدين بروجردي، إن إيران «مستعدة لإجراء مباحثات والتفاوض (مع المجموعة) في إطار قواعد الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومعاهدة حظر انتشار الاسلحة النووية». بينما رأى رئيس أركان الجيوش الإيرانية حسن فيروز أبادي، أن الرئيس الاميركي باراك اوباما «له نظرة اكثر واقعية» من سلفه جورج بوش بشأن ملف إيران النووي.
وفي أول رد فعل غربي على تسليم المقترحات، قالت المندوبة الأميركية لدى الأمم المتحدة، سوزان رايس، إن واشنطن تأمل أن تكون الرزمة الإيرانية «بناءة»، وأنها «ستدرس الورقة الإيرانية بتمعن». وأوضحت «نأمل ان يكون ما تحمله هذه الرزمة، بمثابة رد بناء وجوهري على عرض مجموعة الدول الست».
وأعربت رايس بعد اجتماع مغلق لمجلس الأمن بشأن متابعة تطبيق العقوبات المفروضة على إيران، «سنتشاور مع زملائنا وسنقدم رداً منسقاً في الوقت المناسب».
ومن المتوقع أن يتصدّر الملف النووي الإيراني قائمة القضايا التي سيطرحها الرئيس الأميركي باراك أوباما مع حلفائه أثناء حضورهم اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تبدأ في 23 من شهر أيلول الحالي. ولا تبدي المصادر الدبلوماسية في الأمم المتحدة أملاً في أن يكون الرد الإيراني إيجابياً بالدرجة التي قد تسمح باستئناف فوري للمفاوضات المباشرة. وهذا من شأنه زيادة الضغوط التي تقوم بها الدول الأوروبية وإسرائيل من أجل دفع الولايات المتحدة لفرض جولة جديدة مشددة من العقوبات على إيران.
وكان المتحدث باسم البيت الابيض روبرت غيبس، قال على متن الطائرة الرئاسية أثناء توجه الرئيس الأميركي باراك اوباما الى نيويورك «أعتقد أن على إيران تحمل مسؤولياتها وإنهاء برنامجها النووي غير المشروع». وأضاف «هذا ليس رأي بلد واحد فقط بل إنه رأي العالم. نأمل أن نراهم يحققون تقدماً في هذا الاتجاه». ومن المقرر ان تناقش الدول الست الرد الإيراني عبر الهاتف.
وفي فيينا، قال المبعوث الأميركي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية غلين ديفيز، امام اجتماع مجلس محافظي الوكالة، إن «لدينا مخاوف جادة من أن إيران تحاول عمداً وكحد أدنى الاحتفاظ بخيار السلاح النووي». وأضاف «إيران الآن اقتربت جداً أو تمتلك بالفعل يورانيوم منخفض التخصيب بقدر كاف لإنتاج سلاح نووي واحد، وإذا اتخذ القرار بتخصيبه أكثر للمستوى المستخدم في الأسلحة.. فهذا يقرب إيران من إمكانية امتلاك قدرات خطرة».
كما اعتبرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا أن «تحدي (طهران) المتواصل ورفضها السافر» لتعليق التخصيب وتفاديها التفاوض كما طالبت قرارات مجلس الامن الدولي، هو أمر «غير مقبول». وقال السفير الألماني روديغر لوديكينغ متحدثاً باسم فرنسا وبريطانيا ايضاً «رد إيران حتى الآن ليس إيجابياً ولا مرضياً.. ندعو إيران مجدداً للدخول في مفاوضات ذات معنى بهدف التوصل الى حل دبلومــــاسي شامــــل. يجب ان تنتهز إيران الفرصة المتاحة الآن».
وشدد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، على المسألة ذاتها، معتبراً أن إيران «لا يمكنها وعليها ألاّ ترفض» عرض الحوار الذي اقترحته الولايات المتحدة. وقال موجهاً كلامه الى الممثل الإيراني خلال جلسة مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية ان «العرض الأميركي يجب ألاّ يُرفض ولا يمكن أن يُرفض لأنه من دون شروط مسبقة. وآمل ان يكون ردكم إيجابياً».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...