صدام للـFBI: بن لادن متعصب ولم أنف امتلاكي أسلحة خشية إيران

03-07-2009

صدام للـFBI: بن لادن متعصب ولم أنف امتلاكي أسلحة خشية إيران

كشفت وثائق الاستجوابات التي أجراها مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي FBI مع الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، أن الأخير لم يكن "معجباً" بزعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، الذي وصفه بأنه "متعصب،" مضيفاً أنه استنكر هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ أيلول 2001 برسائل خاصة للإدارة الأمريكية.

وأشارت وثائق الـFBI التي نشرها موقع مؤسسة "ناشيونال سكيورتي" غير الحكومية، التي دأبت على عرض الوثائق الرسمية الأمريكية المفرج عنها بموجب قانون حرية الوصول إلى المعلومات، إلى أن صدام لم يكن قادراً على نفي وجود أسلحة دمار شامل لديه، خشية انكشافه أمام إيران، كما نقلت "خيبة أمله" من مواقف العرب ضده بعد حربه مع طهران.

وجرت عمليات الاستجواب خلال شهر يونيو/ حزيران 2004، وشارك فيها عدد من عناصر FBI الذين يجيدون التحدث باللغة العربية، وقد أنكر خلالها صدام بشكل قاطع وجود صلات بينه وبين تنظيم القاعدة، وأشار إلى أنه بعث برسائل مستنكرة للهجمات إلى المدعي العام الأمريكي، رمزي كلارك، غير أنه لم يتمكن من استنكارها علناً لأنه كان رسمياً في حالة حرب مع أمريكا.

ولدى سؤاله عن الإنجازات التي قدمها للعراق، عدد صدام مجموعة من البرامج الاجتماعية، إلى جانب الهدنة المؤقتة مع الأكراد مطلع العقد السابع من القرن الماضي، إلى جانب تأميم النفط العراقي ودعم الدول العربية التي شاركت في حرب عام 1973 ضد إسرائيل.

واكتفى بالإشارة بعد ذلك إلى تمكنه من النجاح في البقاء على رأس السلطة، رغم الحرب المدمرة مع إيران والعقوبات التي استمرت 12 عاماً ضد بلاده بعد غزو الكويت، مقراً بوجود بعض "الأخطاء" وبينها تدمير بعض أسلحة الدمار الشامل خلال العقد الثامن من القرن الماضي دون إشراف الأمم المتحدة أو مصادقتها.

ونفى الرئيس العراقي الراحل صحة بعض ما وصفها بـ"الأساطير" التي رافقت مسيرته، ومنها استخدامه للبدلاء الذين يشبهونه من أجل تجنب الاغتيال، مؤكداً أنه تمكن من التملص من خصومه عبر تجنب استخدام الهاتف، والتنقل بشكل مستمر من مخبأ لآخر.

كما كشف أن المزرعة التي كان يختبأ في حفرة تحتها عند اعتقاله كانت الملجأ الذي استخدمه للاختباء بعد فشل الانقلاب الذي نفذه حزب البعث في العراق عام 1959.

وأعلن صدام أنه يتحمل شخصياً مسؤولية إطلاق صواريخ "سكود" على إسرائيل عام 1991، معيداً السبب في ذلك إلى ما قال إنه "نفوذ كبير تمارسه إسرائيل على أمريكا" محملاً إياها مسؤولية "كل مشاكل العرب."

وأعرب صدام في الاستجوابات أيضاً عن "خيبة أمله" من الدول العربية بسبب مواقفها بعد انتهاء حربه مع إيران، ورأى أنها كانت "قليلة الوفاء" حيال ما قدمه لها بـ"إنقاذ كل العالم العربي من الاحتلال الإيراني"، على حد تعبيره.

غير أن الوثائق خلت من مواضيع تهم الباحثين في العلاقات المعقدة بين واشنطن وبغداد، وبينها على سبيل المثال ما يروى عن دور لعبته المخابرات الأمريكية في وصول حزب البعث إلى السلطة، وطبيعة الموقف الأمريكي من بغداد خلال الحرب على إيران، إلى جانب السياسة المطبقة حيال حيازة العراق أسلحة كيماوية رغم استخدامها ضد الأكراد.

يشار إلى أن المحقق الأساسي الذي استجوب صدام يدعى جورج بيرو، وقد شدد صدام أمامه على أنه لا يمتلك قدرات دمار شامل، وأنه لم يرد بنفي الاتهامات التي وجهت إليه في هذا الصدد، بسبب رغبته بالحصول على الدعم الشعبي.

المصدر: CNN

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...