صحف أميركية وبريطانية: آن أوان تقاعد مبارك

28-01-2011

صحف أميركية وبريطانية: آن أوان تقاعد مبارك

أجمعت الصحف البريطانية والأميركية، أمس، على أن عنف الأجهزة الأمنية المصرية ازاء المتظاهرين مدّهم بالحماس والعزيمة لإكمال مسيرتهم، مؤكدة أنه آن الأوان للرئيس المصري حسني مبارك أن يدرك أن وقت التقاعد قد حان وأن الانتخابات الحرّة ستكون الحل الأول للمشاكل السياسية التي تعانيها البلاد. متظاهرون يتصدون لقوات الأمن في ميناء السويس أمس
وفي افتتاحيتها، أشارت صحيفة «الغارديان» البريطانية إلى أن «النداء الوحيد الذي بدأ يعلو في الدول العربية هو أن الديكتاتورية لن تمتلكنا بعد الآن»، مؤكدة أن «على مبارك أن يدرك أن وقت التقاعد قد لاح في الأفق»، مضيفة أن «الانتخابات الحرّة وحدها هي التي ستبدأ بمعالجة المشاكل السياسية في مصر».
وكتب مصطفى حسين، في الصحيفة، إن «وحشية الأجهزة الأمنية المصرية تجاه الشعب الذي نزل للشارع، ستمدّهم بالمزيد من الغضب والحماس للمطالبة بالإطاحة بمبارك».
من ناحيته، كشف المحرر التكنولوجي في الصحيفة تشارلز آرثر أن الحكومة المصرية قد منعت استخدام وسائل الإعلام الاجتماعية، كما عطّلت أبراج شبكات الهاتف الخلوي والثابت، مشيراً إلى أن «مجموعة من قراصنة المعلومات المسماة بالمجهولين قد ردّت بتعطيل المواقع الالكترونية الحكومية.
وفي افتتاحيتها، أشارت صحيفة «الاندبندنت» البريطانية إلى أن «رسالة تونس قد لقيت أصداءها بين طبقات المجتمع المصري، حيث نادى الشعب المصري بالمحظور، أي إسقاط نظام مبارك»، مشيرة إلى أنه «إذا كانت مصر تتّجه نحو التغيير، فإن هذا يعني أن الشرق الأوسط بأكمله بات على عتبة التغيير».
كما تحدّث المحرر في الصحيفة ذاتها أدريان هاميلتون عن أنه «كلما تفجّرت انتفاضة في بلد ما، يتأمل الغرب وأصحاب الرأي الليبرالي، في بديل معتدل يكون من القادة المعارضين الذين يعززون الحريّة في هذا البلد وينادون بالاقتصاد الحر، لكن في كل الأحوال تقريباً يفشل الأمر»، مشيراً إلى أن «الأمر قد لا يحدث في تونس أو مصر، لأنه في كلا البلدين استغل الرؤساء الحاليون وقتهم في إزاحة معظم معارضيهم، بمن فيهم القادة الأكثر مسؤولية في الحركات الإسلامية».
واعتبر محرر شؤون الشرق الأوسط في صحيفة «دايلي تلغراف» البريطانية ادريان بلومفيلد أن «تكرار تجربة ثورة الياسمين في تونس لن يكون سهلاً في مصر، ولكن هذا لا يعني أن على مبارك أن يشعر بالأمان»، مشيراً الى ان «مشكلات مبارك مع الشعب لن تنتهي، وإن تمّ قمع الاحتجاجات الحالية».
- وذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أن المحتجين قد أعطوا الحركات المعارضة في مصر خصائص تفتقدها منذ وقت طويل، ألا وهي العفوية والتجذر في كافة قطاعات المجتمع، مشيرة الى ان الإدارة الأميركية تراقب التطورات في مصر عن كثب.
ونقلت عن مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز «كارنيغي للسلام» مارينا أوتاواي قولها إن «إدارة (الرئيس الاميركي باراك) أوباما تسعى الى بناء بعض المصداقية في اعلانها عن دعمها للديموقراطية في مصر»، داعية الى الأخذ بالاعتبار أنه لا «يمكننا ان نرى بوضوح الى أي مدى يمكن أن تذهب الإدارة الأميركية بالنسبة لهذا الموضوع».
من جهتها، نقلت «كريستيان ساينس مونيتور» عن البروفسور في العلوم السياسية في الجامعة الأميركية في القاهرة مصطفى كامل السيّد قوله إن «المستفيد مما يحصل هي حركات المجتمع المدني التي أخذت المبادرة في تنظيم هذه الاحتجاجات».
كما نقلت عن عضو مجلس العلاقات الدولية ستيفن كوك قوله إن «السؤال هو عما سيحدث لاحقاً، لأنه إذا تحرك الشعب المصري بزخم اكبر فسيكون هناك ضغط سياسي على الحزب الحاكم لوأد التحرّك في مهده».
من ناحيتها، نقلت «لوس انجلس تايمز» عن عضو «الجبهة الوطنية من أجل التغيير» المعارضة، فتحي عبد اللطيف، قوله إن «الثورة تحتاج لمزيد من الوقت، لذلك فإن الناشطين والمنظمين يعيدون تجميع صفوفهم».
وفي افتتاحيتها، أشارت «نيويورك تايمز» إلى ان «مصر بحاجة الى التغيير، والانتقال السلمي للحكم يمكن أن يكون الحل الأفضل للجميع»، معتبرة أن «على الادارة إقناعه (مبارك) بقبول شرعية الاحتجاجات والبدء في التحدث مع مجموعات المعارضة»، واصفة «الاحتجاجات بأنها لحظات حرجة في العلاقات المصرية الاميركية».
ولفتت الصحيفة الى أن «ثورة الياسمين يجب أن تكون تحذيراً للحكام الذين يتشبّثون بالسلطة لوقت طويل ويتجاهلون مطالب شعبهم»، مشيرة الى ان «مبارك لم يفهم ذلك حتى الآن». ونقلت عن الاستاذ المصري في جامعة نوتردام عماد شاهين قوله إن «ما يحصل في مصر هي ثورة الشباب، الذي يعرف كيفية استخدام التكنولوجيا والإعلام لخدمة أهدافه»، فيما اعتبر الناشط حسام الحملاوي انه «من الجرم أن ينسب أي حزب سياسي الفضل له في الانتفاضة الصغيرة التي شهدتها مصر».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...