روحاني يدعو المسلمين لمواجهة خطاب العنف وحسون: العالم اقتنع بأن الشعب السوري هو صاحب القرار في تقرير مستقبله

27-12-2015

روحاني يدعو المسلمين لمواجهة خطاب العنف وحسون: العالم اقتنع بأن الشعب السوري هو صاحب القرار في تقرير مستقبله

بدأ مؤتمر الوحدة الإسلامية التاسع والعشرون أعماله صباح اليوم في العاصمة الإيرانية طهران تحت عنوان “التحديات التي تواجه العالم الإسلامي” بمشاركة سماحة مفتي الجمهورية العربية السورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون وبحضور سفير سورية في طهران الدكتور عدنان محمود ووفود من 70 دولة.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني في كلمة له خلال افتتاح المؤتمر الذي عقد بالتزامن مع إحياء ذكرى عيد المولد النبوي الشريف “أن إضعاف سورية التي تقف في صف المقاومة وتصمد أمام الصهاينة لا يصب في مصلحة الإسلام ولا في مصلحة دول الجوار” مشيرا إلى أن البنى التحتية في سورية دمرت بسبب ممارسات التنظيمات الإرهابية.

وتساءل روحاني .. “لو قمنا بتدمير شوارع ومباني سورية وآثارها الحضارية وقمنا بسرقة نفطها وبيعها للآخرين وقمنا بإضعاف الدولة فيها التي وقفت وقاومت بوجه العدو الرئيسي في المنطقة اسرائيل على مدى أعوام طويلة فمن المستفيد من ذلك”.

وتابع روحاني “هل إضعاف سورية يخدم مصلحة العالم الإسلامي وهل يخدم مصلحة جيرانها المسلمين وهل يؤدي تدمير سورية إلى بناء تركيا والأردن والسعودية وقطر والإمارات او غيرها من الدول… من الذي يبتهج من دمار سورية سوى اسرائيل ومن الذي يبتهج من الحرب في العراق سوى اسرائيل وأولئك المعادين للمسلمين”.

وانتقد روحاني الدول الداعمة للإرهاب والتي تعمل على صرف اثمان النفط لشراء الأسلحة للإرهابيين من أجل ارتكاب الفظائع بحق المسلمين وقال “ربما لم نكن نتصور أبدا أن يتم في العالم الإسلامي نسيان المعتدي الرئيسي أي الكيان الصهيوني وأن يتنحى من ساحة أخبار الدول الإسلامية وما يطرح بدلا عنه هو قتل المسلمين بيد المسلمين أو أدعياء الإسلام”.

ودعا روحاني الجميع للتكاتف من أجل مكافحة التطرف والعنف والإرهاب مؤكدا أن الأمة الإسلامية بحاجة ماسة اليوم لإظهار حقيقة الوجه الناصع للرسول الأكرم في ظل الممارسات الإرهابية لتنظيم داعش وغيره من التنظيمات الإرهابية.

وشدد روحاني على وجوب التصدي للعنف الفكري والعقائدي الناتج عن عدم الاعتدال والاتزان والعدالة والذي يسبق العنف الجسدي مشيرا إلى أن التفسيرات المختلفة يجب أن تكون مقبولة ولكن هذا لا يعني الصراع وتكفير الآخر.

وقال روحاني “في مثل هذا العالم لا سبيل امامنا نحن المسلمين سوى أن نضع أيدينا بأيدي البعض ولذلك أنا ادعو جميع الدول الإسلامية في المنطقة وخارجها وحتى تلك التي تصب حتى اليوم حمم قنابلها وصواريخها على رؤوس جيرانها للإقلاع عن ذلك وانتهاج الطريق الصحيح”.

وأضاف روحاني “كم من القنابل والصواريخ اشتريتم من أميركا خلال العام الأخير ولو قمتم بتوزيع أموالها بين فقراء المسلمين لما بقي فقير ينام جائعا وإذا كان بإمكان جماعات مثل داعش استقطاب عناصر لها فذلك يعود للفقر المادي والفقر الثقافي ولذلك تعالوا لنعمل على مكافحة الفقر الثقافي والمادي في المجتمع الإسلامي”.

وتطرق روحاني إلى نتائج الاتفاق النووي مع الدول الغربية معتبرا أن الاتفاق كان لمصلحة جميع الدول وليس إيران فقط وقال “بعد 12عاما من المفاوضات والتهم المزعومة والحظر الاقتصادي المفروض ضد الشعب الإيراني تبين لهم أن إيران لم تكن عازمة على صناعة القنبلة النووية بل كانت صادقة معهم منذ البداية”.

4بدروه أكد المفتي حسون أن سورية استطاعت بعد خمس سنوات من الحرب الإرهابية الشرسة عليها أن تفرض سيادتها على الأعداء لافتا إلى ما أقره المجتمعون في مجلس الأمن قبل أيام بأن الشعب السوري هو صاحب القرار في تحديد مستقبله ومن يحكمه وليس أميركا أو بعض الأنظمة التابعة لها.

وقال المفتي حسون “لقد وقفت أمامكم منذ عام وقلت لكم لا تخافوا على سورية واليوم تشير الأحداث والتطورات إلى أن العالم اقتنع بما قلناه منذ سنوات بأن الشعب السوري هو صاحب القرار في تقرير مستقبله وليس أميركا وبعض الأنظمة العربية والإسلامية”.

وأوضح حسون أن سورية رفضت على الدوام الإملاءات الأميركية مشددا على أن سورية لن تكون جسرا لتنفيذ المشاريع الغربية والأميركية ولذلك يتم استهدافها من قبل الإرهابيين.

وأضاف مفتي الجمهورية “إن الإرهابيين وداعميهم الذين قتلوا المدنيين والأطفال والنساء والعلماء والمشايخ ودمروا البنى التحتية في سورية يعقدون الاجتماعات في الرياض وفي الخارج برعاية من الأنظمة والدول الداعمة وهدفهم واحد هو استسلام سورية” لافتا إلى أن سورية تدفع الاثمان لأنها وقفت إلى جانب الشعب الفلسطيني وقاومت الصهاينة ورفضت الإملاءات الأميركية.

ودعا المفتي حسون المشاركين في المؤتمر وجميع أصدقاء سورية إلى عقد الدورة القادمة من مؤتمر الوحدة الإسلامية في دمشق كما دعا المدارس الفقهية إلى العودة لدراسة القيم والأخلاق الإسلامية بدل التركيز على ما يفرق المسلمين.

وطالب حسون جميع الدول وخاصة الإسلامية التي تقيم علاقات مع كيان الاحتلال الإسرائيلي إلى إغلاق سفاراته في عواصمها مشيرا إلى أن سورية التي وقفت بوجه هذا الكيان أغلقت سفاراتها في العديد من الدول وأخرجت من الجامعة العربية ليكون البديل عنها هو من يتعامل مع الكيان الإسرائيلي.

وعبر حسون عن تقديره للمواقف الإيرانية المبدئية الرافضة للرضوخ للغرب والسير في مشاريعه التي تستهدف المنطقة.

وفي سياق متصل أم الدكتور حسون جميع المشاركين في أداء صلاة الظهر في أحد مساجد طهران.

من جهته أكد مستشار قائد الثورة الإسلامية علي أكبر ولايتي أن أنظمة الاستكبار والاستبداد العالمي وعلى رأسهم أميركا جلبوا المجاميع التكفيرية لكي تحارب العالم الإسلامي بالوكالة عنهم.

وأشار ولايتي إلى أن النظام السلطوي الأميركي والصهيونية الدولية من زرع الكيان الصهيوني ووجه ضربة للأمة الإسلامية باحتلاله فلسطين لافتا إلى أن الاستبداديين أتوا بجيوشهم إلى المنطقة من أجل أن تفكك بلدانها ولكنهم خسروا في أفغانستان والعراق.

وقال ولايتي إن مهمتنا الرئيسية هي التعرف على المؤامرات الشيطانية وأن نكون ذوي بصيرة تجاهها فالفتن والمؤامرات الحالية في الإسلام لا مثيل لها لأن الاستعمار استغل كل الفتن ضد المسلمين.

بينما رأى نائب الأمين العام لحزب الله في لبنان الشيخ نعيم قاسم أن العالم الإسلامي يواجه أزمات نابعة من الهيمنة الاستبكارية التي تتمظهر بمظهرين بمظهر الاحتلال ومظهر الأنظمة التابعة والمستبدة ونابعة من تشويه صورة الإسلام الذي يجري على أيدي التكفيريين ويعرض صورة سلبية عنه وهذا ما يجب معالجته.

ودعا قاسم إلى ضرورة تحديد المشكلة الأساسية من أجل العمل على حلها وإلى ضرورة الوحدة وتعميم ثقافتها على مستوى العالم الإسلامي.
وقال قاسم “إن الإسلام الذي يجب أن نعمل على إبرازه واضح وهو الذي يحمل قيم الرحمة والتقدم والفضائل ويرفض الظلم والانحراف والتبعية ويدعو إلى الوحدة ويحمل قضية فلسطين كمسألة رئيسية ويحمل قضايا المظلومين ويدافع عنهم في مختلف أنحاء العالم”.

وأضاف قاسم “إن ما يجري في سورية هو اعتداء عليها لتدميرها وما يجري في العراق هو محاولة لسلب حق الشعب العراقي في تحديد مصيره و ما يجري في اليمن هو احتلال أرضه والعدوان على شعبه أما في لبنان فكانت هناك محاولات لجعل البلد تابعا إلا أننا انتصرنا عليها رغم الدعم الأميركي الكبير لها”.

من جانبه أكد وزير الخارجية العراقي ابراهيم الجعفري أن الإرهاب هو المستفيد الأول والأخير من الحرب التي تشن على الدولة السورية أو غيرها من الدول مشيرا إلى أن القوات المسلحة السورية لا تزال تدافع طيلة خمس سنوات عن الشعب السوري في وجه الحرب الإرهابية الشرسة في حين لا تزال بعض القوى تتمسك بخيار إسقاط الدولة السورية.

وشدد الجعفري على أن الوقت حان كي يقف العالم صفا واحدا ويلتزم خيار المواجهة ضد تنظيم داعش الإرهابي وكل أشكال الإرهاب أينما وجد منتقدا الإعلام الذي باع ضميره وعمد إلى قلب الحقائق لأجل إرضاء إرادات دولية موضحا أن ما يحصل في العراق مغاير لما تعكسه بعض وسائل الإعلام.

وقال الجعفري “كنا نتمنى أن نسمع صوت الأزهر في وجه تنظيم داعش الإرهابي في العراق ونحن بأمس الحاجة إلى ذلك” داعيا جميع الدول للوقوف إلى جانب العراق ودعمه بعيدا عن أي مراهنات لأن أبناء العراق يقفون موقفا موحدا مع وطنهم.

في حين دعا رئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق عمار الحكيم إلى طاولة حوار إسلامية تعيد للمسلمين المبادرة مشيرا إلى أنه لا بديل عن الحوار لمعالجة المشاكل ولمواجهة التكفير والتطرف.

وشدد الحكيم على ضرورة مواجهة العالم الإسلامي لخطابات الفتنة والتحريض والكراهية وأن يعترف ببعضه وأن يتحمل الاختلاف بالعقيدة وقال “لقد تركنا نار التطرف مستعرة والمعاهد التي تدرسه مفتوحة وعلينا التحرك بجدية وعدم الاكتفاء ببيانات الإدانة وعقد المؤتمرات والشباب يقتل”.

وأضاف الحكيم “إن الشرق الأوسط يمر بفترة يتم بها توزيع جديد للأدوار وتوازنات سياسية وتقسيم للنفوذ وعلينا ألا نترك للقوى الدولية العبث بمقدرات الشعوب فنحن في العراق استعدنا 23 بالمئة من الأراضي المغتصبة من قبل تنظيم داعش وامتزجت دماء العراقيين ببعضها”.

بدوره وصف معاون الرئيس الأفغاني محمد محقق تنظيم داعش بأنه غدة سرطانية تجمع الجماعات التكفيرية المشابهة لها و تعبث في سورية والعراق واليمن.

وقال محقق “إن البلدان الإسلامية اليوم عرضة للمؤامرات الخبيثة للاستعمار ومنها مؤامرة بث الفرقة بين شعوبنا وبلداننا ولكن إذا ما توحدنا بكل المذاهب فسنتخلص من الاستعمار”.

ودعا محقق الأمة الإسلامية إلى إجراء الحوار بين الدول الإسلامية مشيرا إلى أن من يرفض ذلك ويصر على التحدث بلغة العنف ليس مسلما بل زرعته الاستخبارات الصهيونية لبث الفرقة بين المسلمين.

يشارك في هذا المؤتمر نحو 400 مفكر إسلامي من 70 بلداً في إطار 14 لجنة عمل وسيبحث المؤتمر على مدى ثلاثة أيام الأخطار التي تحدق بالعالم الإسلامي في ظل الهجمة الشرسة التي يتعرض لها ولا سيما خطري الإرهاب والتطرف.

سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...