ديفيد روس يفجر فضيحة أمريكية

04-03-2008

ديفيد روس يفجر فضيحة أمريكية

الجمل: انفجرت اليوم فضيحة كبرى في الولايات المتحدة عندما قام الأمريكي ديفيد روس بالكشف على صفحات مجلة فاينتي الأمريكية عن فحوى الوثائق السرية للخطة التي أعدتها الإدارة الأمريكية من أجل القضاء على حركة حماس الفلسطينية.
* من قام بإعداد الخطة؟
يقول ديفيد روس بأن الخطة قد أُعدّت بالتنسيق بين الرئيس بوش ووزيرة الخارجية رايس ونائب مستشار الأمن القومي إيليوت إبراهام. كما تقول المعلومات بأن محمد دحلان المسؤول الأمني السابق في حركة فتح والسلطة الفلسطينية كان مدرجاً ضمن عملية التنسيق بحيث يوكل له الدور الرئيسي المتمثل في القيام بقيادة عملية عسكرية دامية داخل قطاع غزة.
* تداعيات الخطة داخل الإدارة الأمريكية:
رفضت الإدارة الأمريكية التعليق على الاستفسارات الصحفية حول مدى صحة ومصداقية التسريبات الجديدة، ولكن (وكما أورد تقرير المجلة) دار خلاف كبير بين اليهودي الأمريكي إيليوت إبراهام واليهودي الأمريكي ديفيد فورمزر الذي كان يتولى منصب مستشار شؤون الشرق الأوسط لنائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني، حيث كان إبراهام يؤيد الخطة وفورمزر يرفضها تحت مزاعم أنها ستؤدي إلى بناء دكتاتورية جديدة لمحمود عباس. وكان فورمزر يرى بأن استيلاء حماس على قطاع غزة كان بسبب إدراكها أن حركة فتح قد أعدت العدة للقضاء عليها داخل القطاع. كما أكد فورمزر بأنه في تموز 2007م قد استقال من منصبه كمستشار لديك تشيني إضافة إلى أنه كان يعترض على توجهات إدارة بوش التي تطالب من جهة المضي قدماً في عملية سلام الشرق الأوسط ومن الجهة الأخرى تطبق مثل هذه الخطط.
* محمد دحلان وجهاز الأمن الوقائي الفلسطيني:
يقول تقرير المجلة بأن جورج بوش لم يكن أول رئيس أمريكي يقيم علاقات وثيقة مع محمد دحلان فقد أكدت المعلومات بأن دحلان كان وثيق الصلة بالرئيس بيل كلينتون وأنه سبق أن عقد معه سلسلة من اللقاءات التي لم يتم حتى الآن الإعلان عن فحواها وكل ما تسرب حولها هو أن دحلان كان يقومبدور المفاوض الأمني الفلسطيني مع الأمريكيين، كذلك أشار تقرير المجلة إلى أن دحلان ظل يرتبط بعلاقات وثيقة مع:
• وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وعلى وجه الخصوص جورج تينيت الذي كان يتولى منصب مديرها خلال إدارة كلينتون وعمل خلال إدارة بوش حتى عام 2004م.
• جهاز مكتب التحقيقات الفيدرالي.
وأكد التقرير أن محمد دحلان ما زال يرتبط بعلاقات مع جورج تينيت حتى الآن ولكن دون الإشارة إلى فحوى هذه العلاقات.
حاول محمد دحلان القيام بتحركات استباقية بالتنسيق مع الإدارة الأمريكية لعرقلة الانتخابات الفلسطينية، وأشارت المجلة إلى أن محمد دحلان قدم للإدارة الأمريكية والأجهزة الأمريكية تقريراً استخبارياً يؤكد بأن حركة فتح ليست جاهزة لخوض الانتخابات الفلسطينية التي ستجري في كانون الثاني 2006م.
* الخطة: فضيحة "إيران–كونترا-2":
يقول تقرير مجلة فايني بأن خطة استخدام فتح في القضاء على حماس أطلق عليها بعض الصحفيين خطة "إيران-كونترا-2" لأن فضيحة إيران-كونترا الأولى كان إيليوت إبراهام أكبر المتورطين فيها من خلال قيامه بحجب المعلومات عن الكونغرس الأمريكي والبيت الأبيض الأمريكي والرئيس رونالد ريغان، وقد أُدين وتم إبعاده عن منصبه ولكنه قدم اعتذاراً رسمياً قبله الرئيس بوش ووافق بموجبه على إعادته إلى العمل داخل الإدارة ولكن هذه المرة في منصب نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، ولكن إبراهام عاد مرة أخرى إلى دائرة الفضائح باعتباره أكبر المتورطين في خطة استخدام فتح في القضاء على حماس وإشعال الحرب الأهلية الفلسطينية. لذلك، فإن الاسم الأمثل لهذه الخطة هو "إيران-كونترا-2" ومن سخرية القدر أن يكون اليهودي الأمريكي المتشدد ديفيد فورمزر (أحد أبرز زعماء المحافظين الجدد وزوج اليهودية الأمريكية ميعراف فورمزر العقيد السابق في الجيش الإسرائيلي ومديرة مركز دراسات الشرق الأوسط بمعهد هدسون الأمريكي) شاهد الإثبات الأول ضد إيليوت إبراهام.
خلال فترة إدارة كلينتون كانت المساعدات الأمريكية الأمنية والعسكرية تتدفق بانتظام للسلطة الفلسطينية ولكن خلال إدارة بوش بدأت تبرز بعض الجوانب المختلفة ففي كانون الثاني 2007 خصصت إدارة بوش مبلغ 86.4 مليون دولار كمساعدات للسلطة الفلسطينية واشترطت أن تستخدم حصراً في مجالات تفكيك البنيات التحتية للإرهاب وفرض القانون والنظام في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتقول المعلومات بأن المبلغ لم يتم تحويله تحت مزاعم أن لجنة العلاقات الخارجية الفرعية التابعة للكونغرس قد جمدت المبلغ، وقد تبين لاحقاً أن عملية التجميد التي تمت بواسطة لجنة الكونغرس كانت تهدف إلى إفساح المجال لـ"الأيادي الخفية" التي يشرف عليها إيليوت إبرهام داخل الإدارة الأمريكية للقيام بتمرير المبلغ إلى الأيادي الخفية داخل السلطة الفلسطينية وليس إلى السلطة الفلسطينية الموجودة والتي كانت تمثل حركة حماس جزءاً منها.
إن مخطط فضيحة "إيران-كونترا-2" كما رسم له إيليوت إبراهام يهدف إلى أن تقوم إدارة بوش بالتحرك ضمن مسارين:
• المسار المعلن المتعلق بحجز لجنة الكونغرس للمبلغ.
• المسار غير المعلن المتعلق بتزويد عناصر فتح بالسلاح والمرتبات.
عقدت الإدارة الأمريكية اتفاقات مع حكومات مصر والأردن والسعودية والإمارات العربية المتحدة كلفت بموجبه الولايات المتحدة حكومات هذه الدول بالقيام بالآتي:
• دعم حركة فتح بالتدريب العسكري اللازم.
• تحويل الأموال لمقابلة مشتريات الأسلحة لصالح حركة فتح بحيث يتم تحويل الأموال إلى حسابات مصرفية خاصة بمحمود عباس.
ويرى بعض المحللين بأن بصمات أسلوب إيليوت إبراهام كانت أكثر وضوحاً لجهة التماثل والتشابه والتطابق الشديد بين فضيحة "إيران-كونترا الأولى التي هدفت إلى:
• القضاء على حركة «الساندنيستا» الثورية في نيكاراغوا عن طريق ميليشيات الكونترا النيكاراغوية اليمينية المعارضة لها والحليفة لأمريكا.
• اختراق الحظر المفروض بواسطة لجنة العلاقات الخارجية التابعة للكونغرس الأمريكي.
• قيام الإدارة الأمريكية بممارسة الضغوط على حلفائها لتقديم الأموال اللازمة لحركة الكونترا بدلاً من الأموال التي حجبها الكونغرس.
أما فضيحة "إيران-كونترا-2" الأخيرة، فهي تقوم على نفس الفكرة وهي القضاء على حركة حماس عن طريق ميليشيات فتح المعارضة لحماس والحليفة لأمريكا والضغوط على حلفاء أمريكا ليقوموا بدفع المبلغ المطلوب لفتح بدلاً عن المبلغ الذي احتجزته لجنة الكونغرس. ومن سخرية القدر ليس أن إبراهام هو الذي وضع مخطط الفضيحتين وحجب المعلومات عن الكونغرس في الحالتين بل أن التاريخ مد لسانه مرة أخرى للعرب الذين قاموا في فضيحة "إيران-كونترا الأولى بدفع المبلغ الذي طلبه اليهودي الأمريكي إيليوت إبراهام، وكان السفير السعودي بندر بن سلطان هو الذي قام بدور الجندي المجهول الذي أشرف على تحويل المبلغ، والآن في فضيحة "إيران-كونترا-2" فإن الأطراف العربية هي التي ستقوم بدفع المبلغ الذي احتجزته لجنة الكونغرس، فهل سيكون مستشار الأمن القومي السعودي الأمير بندر بن سلطان هو الذي قام بدور الجندي المجهول الأمريكي الذي حول المبلغ الذي طلبه اليهودي الأمريكي إيليوت إبراهام؟

 


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...