دمشق تكذب مزاعم واشنطن وتتهمها بالمشاركة في العدوان عليها

26-04-2008

دمشق تكذب مزاعم واشنطن وتتهمها بالمشاركة في العدوان عليها

نفت دمشق بشدة، أمس، المزاعم الأميركية بأنها تعاونت مع كوريا الشمالية في بناء مفاعل نووي، واتهمت واشنطن بأنها كانت طرفاً في الغارة الجوية التي شنتها إسرائيل على موقع عسكري قديم في أيلول الماضي، في وقت أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي أن المعلومات الأميركية لا تدل على وجود مفاعل مكتمل البناء، منتقداً حجب هذه المعلومات عن الوكالة وإقدام إسرائيل على قصف الموقع قبل التحقق منه.
 وكانت الإدارة الأميركية حاولت، أمس الأول، تسويق فكرة أن الغارة الإسرائيلية في أيلول الماضي استهدفت مفاعلاً نووياً سورياً «غير سلمي» ساعدت كوريا الشمالية في بنائه، وكان على بعد أسابيع من بدء العمل قبل الإغارة عليه.
وتضاربت المعلومات التي صدرت عن واشنطن حول الموضوع. حيث أعلن كبير المفاوضين الأميركيين في الملف النووي الكوري الشمالي كريستوفر هيل أن التعاون النووي بين بيونغ يانغ ودمشق أصبح من الماضي، بعدما كان البيت الابيض قد أعلن امس الاول أن هذا التعاون ظل مستمرا بعد الغارة الاسرائيلية، فيما قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك إن واشنطن لا تثق بكوريا الشمالية، موضحاً أن «الثقة شيء يبنى مع الوقت ويستند إلى أعمال واحترام التعهدات، وسنرى» ما سيحدث، حول مطلب الإدارة الأميركية منها تقديم المعلومات التي وعدت بها عن حجم برنامجها.
وفي إسرائيل، مالت غالبية الصحف إلى التعامل مع الأمر وكأنه حدث أميركي سوري لا شأن للدولة العبرية به. واهتمت بتحليل العملية لجهة آثارها على العلاقة الأميركية الكورية الشمالية أو بوصفها رسالة إنذار لإيران.
وذكرت «معاريف» أن خلافات في الرأي نشبت بين وزير الدفاع إيهود باراك ورئيس الوزراء إيهود أولمرت بالنسبة لمسألة من أصدر التعليمات بنقل «مواد الإدانة» لسوريا الى الولايات المتحدة، حول بناء المفاعل النووي، وانه هناك تخوفاً من أن يدفع نشر المواد في الكونغرس السوريين للرد ضد اسرائيل، التي تواصل الالتزام بالصمت حول الموضوع، إذ رأى البعض أن المعلومات التي من الممكن أن تحرج الرئيس السوري بشار الاسد وتثير موجة انتقاد في سوريا، قد تدفعه الى الرد عسكرياً.
وفي دمشق، نفى مصدر مسؤول في بيان المزاعم الأميركية، متهماً واشنطن «بتضليل» الكونغرس الأميركي والرأي العام العالمي «بادعاءات» لتبرير الغارة الإسرائيلية، «التي هي طرف فيها». وجدد الرئيس السوري بشار الأسد أن الموقع المستهدف كان «مبنى قديما، كان يستخدم لأغراض عسكرية».
وسارع مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري إلى الإعلان عن استعداد بلاده للتعاون مع الوكالة، موضحاً «ليس لدى سوريا ما تخفيه». وقال «إن الهدف الرئيسي لاتهامات وكالة الاستخبارات الأميركية هو تبرير الهجوم الإسرائيلي ضد الموقع السوري» معتبراً أن الصور التي وزعتها الإدارة الأميركية للمنشأة السورية «مركبة وزائفة وغير ذات أهمية». وربط بين الإعلان عن التعاون النووي بين سوريا وكوريا الشمالية، بالخلافات داخل الإدارة الأميركية حول كيفية التعامل مع البرنامج النووي لبيونغ يانغ.

وهاجم البرادعي واشنطن لتأخرها لمدة ثمانية أشهر لإبلاغه بمزاعمها حول بناء سوريا للمفاعل النووي، موضحا أن «المفاعل، وبحسب هذه المعلومات، لم يكن قد بدأ العمل ولم يتلق أي مواد نووية بعد». وتعهد بالتحقيق الكامل بالموضوع. وانتقد واشنطن على تأخرها في تسليم الوكالة ما تملكه من معلومات وإسرائيل على تدميرها الموقع قبل التحقق منه.
وعبر دبلوماسي، مقرب من الوكالة الدولية في فيينا، عن غضبه من التأخر الأميركي في تقديم المعلومات الى الوكالة. وقال «هناك الكثير من الانزعاج هنا من التأخر في تسليم هذه المعلومات الى الوكالة. لو قدمت هذه المعلومات قبل هذه الغارة اللعينة، لكان العالم عرف الحقيقة». وأضاف «لكان الأمر أسهل حتى بعد الغارة، وقبل أن يتم تنظيف المكان».
وأشار الدبلوماسي الى أن ما كشفته واشنطن لا يرقى الى إثبات أن هناك برنامجا سريا للتسلح النووي، لأنه لم تبدر أي علامة على وجود محطة لإعادة المعالجة التي تستخدم لتحويل الوقود المستنفد الى يورانيوم مخصب يصلح لاستخدامه في صنع قنبلة. وأعلن أن الوكالة ستتصل بالمسؤولين السوريين قريبا من أجل الحصول على تفسيرات.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...