خفايا اتصالات كيري بشأن التسوية الفلسطينية: لقاء قريب في عمان بشروط مخففة

27-06-2013

خفايا اتصالات كيري بشأن التسوية الفلسطينية: لقاء قريب في عمان بشروط مخففة

تنافست الصحف ووسائل الإعلام الإسرائيلية في تناول ما اعتبرته خفايا الاتصالات التي يجريها وزير الخارجية الأميركي جون كيري بهدف استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وكثرت الأحاديث عن خطة، ومبادرة كاملة أو جزئية، وعن ترتيبات لعقد لقاء هو الأول من نوعه منذ سنوات بين وفدين إسرائيلي وفلسطيني في العاصمة الأردنية عمان.
وقد أشارت «يديعوت» إلى أن كيري يسعى لعقد لقاء إسرائيلي فلسطيني في العاصمة الأردنية الأسبوع المقبل. وبحسب المراسل العسكري للصحيفة أليكس فيشمان، فإن التحضيرات الأميركية لهذا الاجتماع بدأت، وأن الفلسطينيين والإسرائيليين تلقوا إشعاراً بذلك. ولكن اللقاء هذا لن يكون لقاء قمة، وإنما قد يقتصر على مسؤولة ملف المفاوضات من الجانب الإسرائيلي تسيبي ليفني ورئيس دائرة المفاوضات الفلسطينية صائب عريقات.
ويفترض في هذه الأثناء أن يرد الإسرائيليون والفلسطينيون على طلب كيري قبل اليوم الخميس بشكل يخلق أجواء إيجابية بين الطرفين تسهل عقد اللقاء. وتستغرب جهات إسرائيلية ما تعتبره تسرعاً من جانب كيري في السعي لعقد اللقاء.
ومن جهتها، لفتت صحيفة «هآرتس» إلى أن ضغوط وزير الخارجية الأميركي أفلحت في تلطيف شروط الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن مصدر إسرائيلي مطلع على تفاصيل المحاولات الأميركية لاستئناف المفاوضات قوله إن الرئيس عباس طلب الإفراج عن 120 معتقلاً فلسطينياً، فضلاً عن تعهد أميركي ـــ وليس إسرائيلي ــــ بأن تستند المفاوضات على حدود العام 1967 مع تبادل أراض.
وكان التلفزيون الإسرائيلي قد أعلن استعداد عباس لاستئناف المفاوضات من دون الإصرار على شروطه، وهو ما نفاه عريقات. وأوضح الأخير أن كل التقارير عن التخلي عن شرط حدود العام 1967 كأساس للمفاوضات ليست سوى «بالون اختبار»، وأن الفلسطينيين لن يتخلوا عن هذا الشرط.
ولكن التقارير الإسرائيلية حول هذا التوجه الموهوم نبعت، بحسب مسؤولين إسرائيليين، من واقع أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، مصر جداً على استئناف المفاوضات. وأنه أوضح لعباس عدم استعداده للتعامل مع شروطه المسبقة، وأنه حالياً يعتبره، وليس نتنياهو، العقبة أمام المساعي الأميركية. وشدد كيري أمام الرئيس الفلسطيني على أنه إذا فشلت مساعيه، فإنه لن يتردد في تحميله جزءاً كبيراً من مسؤولية ذلك.
وبينت «هآرتس» أنه إثر هذه الرسائل الواضحة من جانب كيري وبغية نقل الضغط على الجانب الإسرائيلي، قرر عباس تلطيف شروطه. وقد التقى عباس في الأسبوع الأخير مع جهات من مراكز أبحاث أميركية وصلت لزيارته في رام الله، وعرض عليهم شروطاً مخففة. ولاحظ مسؤول إسرائيلي أن عباس أشار في هذه اللقاءات إلى استعداده لمقابلة نتنياهو من دون شروط مسبقة لبحث سبل استئناف المفاوضات. وكان عباس يشترط في الماضي لعقد اجتماع كهذا بالإفراج عن أسرى فلسطينيين. وأبدى عباس أيضاً استعداده للعودة إلى المفاوضات لفترة محددة سلفاً لفحص مدى جدية نتنياهو.
وبحسب «هآرتس» فإن شروط عباس الملطفة باتت على النحو التالي: تجميد الاستيطان بحيث لم يعد يطالب بإعلان صــــريح من جـــانب نتنياهو حول تجـــميد الاستيطان ومستعد للاكتفاء بكبح البناء الهادئ الذي ينتهجه نتـــنياهو منذ ثلاثة أشهر. أما بخصوص المفاوضات حول الحدود، فقد تنازل عباس عن شرط إعلان نتنياهو مسبقاً قبوله بإدارة المفاوضات على أساس خطوط 1967 مع تبادل أراض. وقــــد رفـــض نتنياهو ذلــــك مطلـــــقاً، فأبــــدى عباس استعداده لقبول التــــزام أمــــيركي بأن حــــدود الدولـــــة الفلسطينية ستـــتأسس على خطــــوط 67 مع تبادل أراض.
وظل موضوع الإفراج عن 120 معتقلاً فلسطينياً، معظمهم منذ ما قبل إبرام اتفاقيات أوسلو، شرطاً مسبقاً لاستئناف المفاوضات. وقد رفض نتنياهو هذا الشرط، ولكنه بات مستعداً للإفراج عن أسرى فقط بعد استئناف المفاوضات، وبالتدريج على قاعدة عشرات كل بضعة شهور مع تقدم المفاوضات.
وخلال مؤتمر صحافي في الكويت أمس، قال كيري إن عباس ونتنياهو «أبديا جدية» تجاه المحادثات، مضيفاً أنه لا يريد أن يحدد مهلة لذلك، ولكنه أكد على ضرورة حدوث تقدم قبل اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول المقبل.
عموماً يصل كيري اليوم إلى القدس للاجتماع مع نتنياهو، ويعود غداً الجمعة إلى العاصمة الأردنية، التي وصل إليها أمس، للاجتماع بالرئيس عباس، ليتوجه من بعدها إلى القدس مجدداً. وينوي كيري بعد ذلك العودة سريعاً إلى المنطقة بعد أسابيع قليلة، نظراً لاعتقاده بأن الجولة الحالية لن تحقق الاختراق السياسي المطلوب. وبذلك فإن التاريخ المستهدف للفلسطينيين، الذي كان في السابع من حزيران، انتقل ليغدو في شهر أيلول المقبل، حيث تحل الذكرى العشرين لإبرام اتفاقيات أوسلو وبدء مداولات الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وبرغم تلطيف مواقف عباس، فإن التفكير بأنه انهار ووافق على استئناف المفاوضات خاطئ. فالأمر يرتبط بتكتيك يرمي إلى تحسين المواقع قبيل وصول كيري في جولة جديدة. وكل ما فعله عباس هو «مسايرة» كيري على أمل أن تضع مواقفه الملطفة نتنياهو في الزاوية، وينقل قسماً من الضغط إليه. ولدى نتنياهو تقدير بأن عباس معني باللقاء معه أو استئناف المفاوضات بغرض خلق أزمة وتحميل إسرائيل المسؤولية والعودة للخطوات في الأمم المتحدة.
وتجدر الإشارة إلى أن لجنة التخطيط التابعة لبلدية الاحتلال في القدس أصدرت موافقتها النهائية أمس، على بناء 69 وحدة استيطانية في مستوطنة «هار حوما» (جبل أبو غنيم) في المدينة المحتلة.

حلمي موسى

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...