خطة مركز بحوث أكسفورد لتحقيق السلام السوري-الإسرائيلي

02-03-2010

خطة مركز بحوث أكسفورد لتحقيق السلام السوري-الإسرائيلي

الجمل: تقول المعلومات والتقارير التي أوردتها صحيفة الغارديان البريطانية, وصحيفة هاآرتس الإسرائيلية, بأن غابرييلا ريفكند مديرة برنامج الشرق الأوسط في مركز دراسات مجموعة بحوث أكسفورد البريطانية, قد زارت العاصمة السورية دمشق, وعقدت لقاء مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم, وتضمن اللقاء المزيد من النقاش والحوار حول ملف السلام مع إسرائيل.
استعادة الجولان: الخيار الاستراتيجي
أشارت التقارير إلى أن لقاء الوزير المعلم-الخبيرة ريفكند, قد تضمن حوارا حول مدى إمكانية النظر في سياقات تحقيق السلام السوري-الإسرائيلي, وفقا لآلية تتزامن ضمنها عملية تقليل وخفض التوتر مقابل الانسحاب الإسرائيلي المتدرج من مرتفعات الجولان السورية, وذلك وفقا للخطوات الآتية:
• المرحلة الأولى: الانسحاب الإسرائيلي من 50% (أي النصف) من مرتفعات الجولان السورية تقابله من الناحية الأخرى إنهاء حالة العداوة.
• المرحلة الثانية: الانسحاب الإسرائيلي من 75% (أي الثلاثة أرباع) من مرتفعات الجولان السورية, تقابله من الناحية الأخرى, السماح بإقامة قسم خاص بالشؤون الإسرائيلية داخل السفارة الأميركية في دمشق.
• المرحلة الثالثة: الانسحاب الإسرائيلي من 100% (أي كامل المساحة) من مرتفعات الجولان السورية, تقابله من الناحية الأخرى, إمكانية إقامة سفارة سورية في إسرائيل.
إضافة لذلك, فقد سعت الخبيرة غابرييلا ريفكند من خلال مقالها الذي نشرته صحيفة الغارديانز البريطانية لجهة توضيح النقاط التي وردت في حديثها مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال لقاء دمشق, ويمكن الإشارة إلى هذه النقاط على النحو الآتي:
• تشديد دمشق على ضرورة إبقاء تركيا لجهة القيام بدور الطرف الثالث الذي يقوم بدور الوسيط على خط دمشق-تل أبيب.
• تشديد دمشق على التزامها الجاد نحو تحقيق السلام مقابل استعادة الجولان.
• تأكيد دمشق, بأن عملية صنع السلام تتطلب من إسرائيل الاعتراف الواضح بأن لسوريا الحق في كل وكامل أرض الجولان.
هذا وقد تطرق لقاء الوزير المعلم-الخبيرة ريفكند إلى العديد من المسائل والنقاط
 الأخرى المتعلقة بملف الجولان, مثل خط الحدود وخط تقسيم المياه, وما شابه ذلك.
مجموعة بحوث أكسفورد: إعادة إنتاج الإدراك البريطاني الجديد؟
تعتبر مجموعة بحوث أكسفورد من المنظمات أو بالأحرى مراكز الدراسات البريطانية الجديدة, والتي ظلت تسعى لتقديم فهم جديد, للصراعات والنزاعات, بشكل يتضمن المزيد من إلقاء الضوء على القضايا بما يتيح فهما بريطانيا أكثر عمقا, ومن هنا تتمثل أهمية مجموعة بحوث أكسفورد, والجهات البريطانية الأخرى المماثلة لها, والمعنية بقضايا النزاعات والصراعات, وعلى وجه الخصوص تلك المتعلقة بمنطقة الشرق الأوسط.
سعت الخبيرة البريطانية ريفكند, إلى توضيح وجهة نظرها التي تشكلت على خلفية حوارها مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم, وقد بدأت خطوط وملامح وجهة نظر ريفكند خلال مقالها في صحيفة الغارديان البريطانية, ويمكن الإشارة إلى هذه الخطوط والملامح على النحور الآتي:
• يوجد قدر كبير من عدم الثقة بين سوريا وإسرائيل.
• يوجد قدر كبير من مخاطر سوء الفهم بين سوريا وإسرائيل.
• يعتقد الإسرائيليون بان استخدام التصريحات الجافة-القاسية يمكن أن يجلب خصومهم إلى طاولة المفاوضات.
• يسود الاعتقاد, في الأوساط الشرق أوسطية-وتحديدا لدى الإسرائيليين-بأن التشدد والتعنت هو السبيل الوحيد لتحقيق المكاسب.
وأضافت الخبيرة البريطانية ريفكند قائلة, بأن الوزير وليد المعلم, قد أخبرها بأن دمشق, لن تتفاوض حول علاقاتها مع حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية, إلا إذا استعادت دمشق كامل الجولان المحتلة, وعلقت الخبيرة ريفكند, قائلة ما يشبه موافقتها على وجهة نظر الوزير وليد المعلم, وذلك على أساس اعتبارات أن الإسرائيليين وإن كانوا يطالبون بضرورة التفاوض مع دمشق حول علاقاتها مع حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية, فإن انسحاب إسرائيل من الجولان سوف يتيح لإسرائيل فرصة أن تلعب دمشق دور Gabrielle_Rifkindالوسيط في حل الصراع بين إسرائيل وحزب الله اللبناني, ودور الوسيط في حل الصراع بين إسرائيل وحركة حماس الفلسطينية.
ظلت مراكز الدراسات الاستراتيجية والسياسية, الأوروبية والغربية, تعتمد لفترة طويلة من الزمن وجهة نظر تتطابق مع وجهات النظر الإسرائيلية, وكان المشهد الماضي يتضمن منظرا يبدو فيه العقل السياسي العربي منغلقا. والعقل السياسي الإسرائيلي منفتحا, ولكن, وبفعل الحوارات والنقاشات الجادة, التي أصبحت تجري بين رموز السياسة الخارجية العربية وكبار الدبلوماسيين العرب-ومن بينهم الوزير السوري وليد المعلم-فقد أصبح الإدراك الأوروبي, أكثر قابلية للانقلاب, والتخلي عن وضعه المعكوس السابق, باتجاه وضع يتميز بالواقعية, ووصف الأوضاع كما هي عليه في الواقع, وعلى هذه الخلفية, من المؤكد أن تتزايد الحوارات والتنافسات مع خبراء مراكز الدراسات الأوروبية والأميركية, حول ملفات الشرق الأوسط, خاصة وأن ثمة إدراكا جديدا قد بدأ يتشكل في أوساط خبراء مراكز الدراسات الأميركية والبريطانية, الأمر الذي سوف يتيح تحقيق اختراق فكري حقيقي, ينفذ إلى عمق الثقافة السياسية الغربية والأميركية, وهو ما تخالفه إسرائيل, طالما أنه يفضح ثقافة تل أبيب السياسية القائمة على أساس فرضية معطيات ثقافة ثنائية الضحية "الإسرائيلية" والجلاد"العربي" وهي الثقافة السياسية التي ظلت تتيح لإسرائيل مزايا ابتزاز التعاطف والدعم الغربي-الأميركي!!

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...