ثقافة قطع الرؤوس

30-06-2006

ثقافة قطع الرؤوس

الجمل: مايحتاجه العراقيون هو: ايدا ويلز- بارنيت ، المرأة الأمريكية التي ولدت في عام 1862م، وتزعمت قيادة إحدى فرق الموت في أمريكا (تقوم بتنفيذ جرائم القتل عن طريق الشنق حصراً)، إن في وسع العراقيين استخدام أحد ما يتميز بالروح المعنوية والإخلاقية لهذه المرأة، على النحو الذي يؤدي إلى صرف انتباه الرأي العام عن الممارسة الوحشية السائدة حاليا ً : قطع الرؤوس.
القتل العشوائي، وقطع الرؤوس، والأنماط الشنيعة الأخرى من القتل، لها مفعول أكثر من مجرد القتل، لأنها تتضمن تأثيراً كبيراً يتعلق بإستشراء حالة الخوف والفزع وهيمنتها على خلفية شعور المرء باحتمال تعرضه لهذا النوع من الفشل المفزع.
إن هذا النوع من الإرهاب، يفسر لماذا يتم اللجوء لاستخدامه ضد الأبرياء لأهداف وغايات سياسية، والإجابة واضحة : استخدام طاقة الرعب والفزع الهائلة التي تنطلق في الأوساط الشعبية.. لتحقيق الأهداف السياسية، ومن أمثلة ذلك: قيام تنظيم القاعدة بالقبض على اثنين من الجنود الأمريكيين، وإلقاء جثتيهما في الشارع العام بعد قطع رأسيهما.. عبرة للناظرين. إن ثقافة قتل المختطفين لها تاريخ طويل، ففي إيران، وقطر، والسعودية، واليمن لاتزال عملية قطع الرؤوس متبعة في ارتكاب العديد من جرائم القتل، وفي الغرب، نجد أن استخدام المقصلة، في بعض مراحل التاريخ الفرنسي، كان أمراً يشكل واحداً من أكثر الأمثلة شهرة على الإطلاق.. وهذه الأيام أصبح المتطرفين الإسلاميين يمثلون حلقة في سلسلة قاطعي الرؤوس الأكثر شهرة في العالم، ومازالوا يصرون على الاستمرار في ذلك، دون اكتراث للضرر الذي يمكن أن تلحقه، هذه العملية بقضيتهم وبالتأييد الشعبي لهم.
إن بث صور عمليات قطع الرؤوس، عن طريق الانترنت، بواسطة القاعدة وبعض التنظيمات الأخرى المشابهة لها، الهدف الرئيسي منه، هو السعي لمطابقة الواقع بالحقيقة، ولكسب المزيد من التآزر في الأوساط الشعبية..هذا وتجدر الإشارة إلى أن أجهزة الإعلام الأمريكية – برغم جرأتها – أصبحت تمتنع عن بث صور عمليات قطع الرؤوس ، وذلك للتقليل من مفعول الحرب النفسية التي تهدف القاعدة إلى شنها ضد الإدارة الأمريكية بواسطة هذه الصور.
الاشمئزاز التاريخي الطويل إزاء أنواع القسوة والفظاعة هذه لايزال مستمراً، فقد أصبحت المجتمعات الإنسانية، أكثر رفضاً لاستخدام الألغام المضادة للبشر، والغازات الكيميائية القاتلة، وحالياً، أكد استطلاع تم إجراؤه في الأردن، وباكستان، وأندونيسيا، أن تأييد الرأي العام في هذه البلدان للهجمات الانتحارية وقطع الرؤوس قد انخفض.
هناك احتمال لنشوء حالة من الخجل العام في الأوساط الشعبية العراقية، ضد عمليات قطع الرؤوس، التي تزايدت معدلاتها في العام الماضي، على النحو الذي دفع زعيم القاعدة الكبير: أيمن الظواهري، لتوبيخ (أبو مصعب الزرقاوي) آنذاك من مغبة المجاهرة بعملية قطع رؤوس الرهائن. وألمح له بأن ذلك يمكن أن يؤدي إلى تغيير المؤيدين لتنظيم القاعدة.
أصبح واضحاً الآن عدم التأييد الشعبي في العراق لعمليات قطع الرؤوس، برغم تأييدها للصراع المسلح ضد قوات الاحتلال الأمريكية.
كذلك يعمل الأمريكيون في العراق، عن طريق استخدام فظاعة عمليات قطع الرؤوس ووحشيتها، من أجل جعل الرأي العام العراقي أكثر قناعة بأن من يقومون بذلك غير جديرين بالتأييد .. ومن ثم لن يتخلى عنهم فقط .. وإنما عن كل الأطراف العراقية المعارضة للاحتلال.
إن الذي جعلنا نعود إلى الماضي ، ونستحضر ذكرى المرأة ، إيدا ويلز- بارنيت، أنها قد ساعدت بقدر كبير في نشوء حركة مناهضة أحكام الموت والإعدام.. ولاتزال العديد من الكثب والمقالات تقوم باستحضار ذكرى فظائع هذه المرأة التي أشرفت على قتل حوالي 162 شخصاً.. وأصبح مجرد ذكر اسمها يسبب الفزع والهلع.. وبالذات في الولايات الواقعة في جنوب أمريكا.. وبرغم موتها في عام 1931، إلا أن ثقافة الموت التي خلفتها .. ماتزال فاعلة.. ومؤثرة ، وقياساً على ذلك، سوف تظل ثقافة قطع الرؤوس.. عالية الفعالية.. على نحو يشبه فعالية ثقافة (المقصلة) في العصور الوسطى الأوروبية.

 

الجمل—قسم الترجمة.
المصدر:مونتور فيو

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...