المعركة الدبلوماسية حول منظومة الصواريخ الروسية (S-300)

21-02-2010

المعركة الدبلوماسية حول منظومة الصواريخ الروسية (S-300)

الجمل: سعت إسرائيل والولايات المتحدة الأميركية لجهة استخدام كل وسائل الضغط الإيجابية والسلبية الممكنة لجهة الحصول على موافقة موسكو النهائية بعدم تزويد الجمهورية الإسلامية الإيرانية بمنظومة الدفاع الجوي الروسية طراز (S-300), المتطورة, وتقول المعلومات والتسريبات الأخيرة, بان موسكو قد عقدت قرارها لجهة القيام بتزويد إيران بهذه الs300منظومة: فما حقيقة الأمر, وما تداعيات ذلك على معادلة توازنات القوى في المنطقة:
التعريف بمنظومة الدفاع الجوي الروسية (S-300):
نظام إس-300 (S-300) هو عبارة عن سلسلة من منظومات تشغيل وإطلاق صواريخ أرض-جو الروسية الطويلة والمتوسطة والقصيرة المدى, بشكل تكاملي ومتزامن, وتقوم بإنتاج هذا النظام والصيغ التكنولوجية المشتقة عنه, شركة إن-بي-أو الماز (N.P.O Almaz) الروسية.
نظام إس-300 (S-300) ومنظوماته المشتقة, يتم استخدامه في عمليات الدفاع الجوي, التي تتضمن المهاجمة الصاروخية للطائرات المعادية, إضافة إلى اعتراض الصواريخ المعادية, هذا, وتقول المعلومات, بأن نظام إس-300 (S-300) قد بدأ استخدامه في الاتحاد السوفييتي السابق عمليا في عام 1979م, حيث تم نشر هذا النظام ضمن جهود قوات الدفاع الجوي من أجل حماية المجمعات الصناعية المدنية الكبيرة, والقواعد العسكرية إضافة إلى المنشآت ذات الأهمية الحيوية للدولة.
الأداء التكنولوجي-العسكري لمنظومة إس-300 (S-300) يقوم على العمل بشكل تلقائي, لجهة السيطرة على الأجواء ضد الاختراقات المعادية, وتأسيسا على ذلك, فإن نظام إس-300, مزود بمذهبية عسكرية-قتالية تكنولوجية تمكنه من الاتباع التكنولوجي-التلقائي لقواعد اشتباك صاروخي أرض-جو, تتضمن قدرة النظام الفائقة على التعريف الالكتروني للعدو, وبالتالي يعمل النظام حصرا على اعتراض الطائرات والصواريخ المعادية فقط.
يستطيع نظام إس-300 ومشتقاته, تحديد الأهداف المعادية والتعرف عليها ورصد حركتها من على بعد, وعلى سبيل المثال لا الحصر, تستطيع منظومة نظام إس-300 (S-300), التي تعاقدت على شرائها إيران من روسيا, إصابة الأهداف الجوية المعادية, من على بعد 150 كم (90 ميلا), أما التعرف على هذه الأهداف, فتستطيع المنظومة القيام به من على بعد 250 إلى 300كم.
المعركة الدبلوماسية حول منظومة إس-300 (S-300):
تقول المعلومات والتقارير والتسريبات, بأنه, بوجود العديد من اللاعبين الدوليين والإقليميين الذين انخرطوا في المعركة الدبلوماسية الخاصة بصفقة طهران-موسكو, التي بلغت قيمتها حوالي 2 مليار دولار, والتي تنص على قيام روسيا بتزويد إيران بمنظومة الدفاع الجوي من طراز إس-300 (S-300), وفي هذا الخصوص نشير إلى النقاط الآتية:
• الولايات المتحدة الأميركية: ظلت واشنطن تضع ملف تزويد إيران بمنظومة الدفاع الجوي الروسية من طراز إس-300 (S-300) بمثابة ورقة مساومة دائمة في كل جولات محادثاتها مع موسكو, وعلى سبيل المثال لا الحصر, فقد كان أحد شروط واشنطن في تفاهماتها مع موسكو حول ملفات جورجيا وأوكرانيا, والبحر الأسود, وشبكة الدفاع الصاروخي الأميركية هو امتناع موسكو عن تزويد إيران بنظام الدفاع الجوي الروسي إس-300 (S-300).
• إسرائيل: بذلت دبلوماسية تل أبيب جهود وقائية متزايدة خلال فترة العامين الماضيين, لجهة حث موسكو على ضرورة الامتناع عن تزويد إيران بمنظومة الدفاع إس-300 (S-300), وتقول المعلومات والتسريبات, بأن الإسرائيليين هددوا موسكو بأنهم سوف يقومون بتزويد بولندا وجمهورية التشيك, إضافة إلى أوكرانيا, وجورجيا, وأذربيجان, ومولدافيا, وليتوانيا بالمزيد من القدرات العسكرية الأميركية المتطورة, إن سعت موسكو إلى تزويد إيران بمنظومة الدفاع الجوي إس-300 (S-300).
هذا, وأضافت المعلومات, بان المعركة الدبلوماسية حول منظومة الدفاع الجوي, الروسي إس-300 (S-300), قد تضمنت العديد من الذرائع, والتي تمثل أبرزها في الآتي:
• حملة الذرائع الأميركية: ركزت على مطالبة موسكو بالتعاون مع واشنطن في شئون ضبط التسلح التقليدي وغير التقليدي في العالم, وشددت واشنطن على أن تزويد إيران بمثل هذه المنظومة, سوف يقلل من فعالية الردع الأميركي ضد ما أسمته واشنطن بالخطر الإيراني, الذي يهدد المصالح الأميركية وحلفاء واشنطن الخليجيين والشرق أوسطيين والأوروبيين.
• حملة الذرائع الإسرائيلية: ركزت على مطالبة موسكو بالالتزام بعدم الإخلال بميزان القوى العسكري السائد في منطقة الشرق الأوسط, وذلك على أساس اعتبارات أن تزويد موسكو لخصوم إسرائيل بالأسلحة الروسية المتطورة, سوف يتيح لهؤلاء الخصوم قدرة استهداف إسرائيل, وبالتالي, فإن التفوق العسكري الإسرائيلي هو الضمانة الوحيدة لحماية أمن واستمرار وجود إسرائيل.
ركزت حملة الذرائع الأميركيS-300ة والإسرائيلية, على ضرورة عدم قيام موسكو بتزويد سوريا وإيران بالأسلحة الروسية المتطورة, وبالمقابل, فقد ظلت موسكو تبرر تعاونها مع حلفائها الشرق أوسطيين وتحديدا سوريا وإيران, على أساس اعتبارات أنه يتم ضمن سياق نوعي عسكري دفاعي, وليس هجومي, وبالتالي, فإن تزويد موسكو لحلفائها الشرق أوسطيين, يركز حصرا على تعزيز قدراتهم الدفاعية فقط, وبالتالي لا خوف على أمن إسرائيل طالما أن الأسلحة الهجومية الروسية المتطورة تكنولوجيا لا تندرج ضمن تدفقات الأسلحة الروسية إلى الشرق الأوسط.
ماذا تقول المعلومات الجديدة؟
أعلنت موسكو رسميا عن عدم استعدادها للتخلي عن صفقة تزويد إيران بنظام الدفاع الجوي الروسي المتطور إس-300 (S-300), وذلك لعدة أسباب من أبرزها:
• توقيع موسكو لعقد الصفقة, وبالتالي, فإن التخلي عن تنفيذ هذا العقد غير وارد, خاصة وأن الأمر يتعلق بمصداقية روسيا كقوة كبرى عالمية وما يعرضه ذلك على موسكو من تحمل مسئولية تنفيذ التزاماتها.
• نظام الدفاع الجوي الروسي إس-300 (S-300), سوف يتيح لإيران تعزيز قدراتها الدفاعية, وبالتالي, فإن استخدامه في الأغراض الهجومية هو أمر غير ممكن..
هذا, وأضافت المعلومات, بأن الجهود الإسرائيلية, قد نجحت في الضغط على واشنطن, لجهة استخدام المزيد من الأساليب التي تساعد في تأخير تنفيذ الصفقة الروسية-الإيرانية, وفي هذا الخصوص, تقول المعلومات بأن واشنطن قد أوعزت لبعض حلفائها في المنطقة, لجهة الدخول كمشتري لنظام الدفاع الجوي الروسي إس-300 (S-300) وفي هذا الخصوص نشير إلى الآتي:
• طلبت السعودية شراء منظومة الدفاع الجوي الروسي المتطورة, وتحديدا المنظومة إس-400 (S-400), والتي تمثل الجيل الجديد المتطور من منظومة إس-300 (S-300), وتقول المعلومات بأن الرياض قد وقعت عقدا بقيمة 2 مليار دولار, تحصل بموجبه على هذه المنظومة, وأضافت المعلومات, بأن واشنطن, قد سعت إلى حث الرياض على عقد هذه الصفقة, لأنها يمكن أن تكون سببا مباشرا في تأخير قيام موسكو بتزويد طهران بهذه المنظومة.
• طلبت ليبيا شراء منظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة, وتحديدا المنظومة إس-300 (S-300), وتقول المعلومات بأن طرابلس قد وقعت عقد الصفقة البالغ قيمته حوالي 2 مليار دولار, وأضافت المعلومات بأن العقد الليبي يلزم موسكو بإكمال الصفقة بحلول عام 2010م الحالي.
وإضافة للرياض وطرابلس, فهناك العديد من العواصم الأخرى, التي تسعى واشنطن إلى حثها لجهة توقيع مع موسكو على صفقات شراء منظومة الدفاع الجوي الروسي المتطور إس-300 (S-300), وأكدت التقارير بان نيودلهي تسعى حثيثا من أجل شراء الصيغة المتطورة الجديدة من منظومة الدفاع الجوي الروسي, وذلك لاستبدال المنظومة القديمة والتي ظلت قدرات الدفاع الجوي الهندي تعتمد عليها منذ عام 1995م.
لا يوجد حتى الآن أي معلومات أو تقارير أو حتى أي تسريبات تفيد لجهة أن موسكو قد قررت أن تماطل طهران في تنفيذ هذه الصفقة, ولكن على الجانب الإيراني, تظهر المزيد من علامات ودلائل عدم الرضا, وفي هذا الخصوص صرحت بعض المصادر الإيرانية إلى أن خبراء الدفاع الجوي الإيراني, قد أصبحوا على وشك إكمال تركيب وتشغيل منظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة, وعلى الجانب الإسرائيلي والأميركي, تقول التسريبات والمعلومات, بان حصول طهران على منظومة الدفاع الجوي الروسية المتطورة إس-300 (S-300), معناه, أن أي هجوم عسكري جوي بالطائرات سوف لن ينجح إلا إذا تم استخدام طائرات إف-35 الأميركية, وهي الطائرات الحربية, التي لم تكتمل عملية إنتاجها بعد, وتقول المعلومات والتسريبات, بان إسرائيل ظلت تضغط على واشنطن لجهة تزويدها بطائرات إف-35 المراوغة للرادار, وبالمقابل ظلت واشنطن, غير قادرة على تلبية الطلب الإسرائيلي, وذلك بسبب الآتي:
* مخاوف واشنطن من احتمالات أن تقوم تل أبيب باستخدام هذه الطائرات في ضرب ايران وتقول المعلومات والتسريبات, بان إسرائيل ظلت تضغط على واشنطن لجهة تزويدها بطائرات إف-35 المراوغة للرادار, وبالمقابل ظلت واشنطن, غير قادرة على تلبية الطلب الإسرائيلي, وذلك بسبب الآتي:
• مخاوف واشنطن من احتمالات أن تقوم تل أبيب باستخدام هذه الطائرات في ضرب إيران, دون موافقة أميركا, الأمر الذي سوف يؤدي إلى توريط أميركا في حرب جديدة ثالثة في المنطقة, أكثر عنفا وشمولا من حرب العراق وأفغانستان.
• مخاوف واشنطن من احتمالات قيام الإسرائيليين, بتطوير هذا النوع من الطائرات, بما يتيح لتل أبيب فرصة تحقيق التفوق الجوي على أميركا نفسها.
• عدم وجود العدد الكافي من هذه الطائرات, وحاليا حتى الجيش الأميركي نفسه ما زال عاجزا عن سد احتياجات قواته الجوية من طائرات إف-35, إضافة إلى عدم وجود العدد الكافي من الطيارين الأميركيين القادرين على استخدام هذا النوع من الطائرات بالكفاءة والمواصفات المطلوبة.
وعموما, يتخوف الإسرائيليون كثيرا من احتمالات حصول سوريا أو إيران على منظومة الرادار الروسي المتطورة إس-300 (S-300) أو صيغها المتطورة الحديثة الأخرى, لأن ذلك معناه الاستراتيجي العسكري بالنسبة لإسرائيل هو: أن كل ترسانة السلاح الجوي الإسرائيلي سوف لن تصلح لتحقيق الغلبة, وذلك طالما أن هذه الطائرات سوف يتم اصطيادها بالصواريخ الاعتراضية بعد بضعة دقائق من لحظة إقلاعها من المطارات الإسرائيلية.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...