المحافظون الجدد: دعوة لإعادة احتلال العراق دفعة واحدة

29-08-2007

المحافظون الجدد: دعوة لإعادة احتلال العراق دفعة واحدة

الجمل:     وصل الاحتلال الأمريكي للعراق نقطة تحول ومنعطف دراماتيكي، وذلك بسبب تزايد الخسائر البشرية والمادية والمعنوية بين أقلية ترغب وتطالب بمواصلة الاحتلال، وأغلبية ترغب وتطالب بالانسحاب من العراق.
يقول المحلل الأمريكي جيفري ستاسي في التحليل الذي نشرته دورية ناشونال انتريست الأمريكية التابعة لجماعة المحافظين الجدد، والذي حمل عنوان (إعادة احتلال العراق) بأنه طالما لا توجد خطة أخرى بديلة أمام إدارة بوش إزاء الأزمة العراقية، فإن الإدارة الأمريكية التي وضعت كل البيض في سلة واحدة، من الممكن أن تقوم بإحداث تغيير جوهري في الموقف العراقي الحالي، والقضاء على معطيات الأزمة العراقية في داخل العراق، وفي داخل الولايات المتحدة، وذلك عن طريق القيام بعملية عسكرية أمريكية كبيرة هذه المرة، لا تقوم بدعم العمليات العسكرية الجارية حالياً، وإنما بإعادة احتلال العراق مرة أخرى، ودفعة واحدة.
القيام بعملية احتلال العراق مرة أخرى ودفعة واحدة تتضمن الآتي:
- إرسال 220 ألف جندي أمريكي بحيث يكون عدد الجنود الأمريكيين في العراق حوالي 400 ألف جندي.
- إرسال المزيد من العتاد العسكري.
- إلغاء الهياكل السياسية والإدارة العراقية الموجودة حالياً مثل حل البرلمان، حل الحكومة، حظر الأحزاب.
- إلغاء المظاهر العراقية السيادية مثل السفارات العراقية، وغير ذلك.
- قيام الإدارة الأمريكية بالإعلان رسمياً بأن العراق دولة تحت الاحتلال الأمريكي المباشر.
- قيام أمريكا والمسؤولين الأمريكيين بتولي المسؤولية عن العراق في الأمم المتحدة، والجامعة العربية، وغيرها من المنظمات الدولية.
- تعيين المسؤولين الأمريكيين في المناصب الرسمية القيادية العراقية، بنفس الطريقة التي كان يتولى به الإداريون الاستعماريون المسؤولية في المستعمرات خلال فترة النصف الأول من القرن الماضي.
- تعيين إدارة استعمارية تقوم بدور الحكومة العراقية.
ويرى الكاتب بأن على أمريكا أن تعمل في البداية على فرض هذا النظام، وبعد أن يتمرن ويتدرب العراقيون على أسلوب تسيير النظام البرلماني الديمقراطي على النمط الأمريكي الغربي، فمن الممكن أن تتفاوض (الإدارة الاستعمارية الأمريكية) مع العراقيين حول المرحلة الانتقالية الممكنة، والتي يمكن أن تقوم أمريكا بعدها بمنح العراق استقلاله.
بقول المحلل الأمريكي جيفري ستاسي بأن المراحل السابقة التي أعقبت عملية غزو واحتلال العراق، قد تضمنت قيام الإدارة الأمريكية بإنفاق عشرات المليارات من الدولارات، وحتى الآن لم تنجح أو تفلح جهود الإدارة الأمريكية في إعادة إعمار العراق. ويضيف قائلاً بأن حكومة نوري المالكي قد فشلت في تنفيذ الواجبات والمهام المحددة لها بواسطة إدارة بوش، ويرى أيضاً بأن الحكومة العراقية التي سوف تأتي بعد حكومة المالكي سوف لن تكون بأفضل منها.
ويرى جيفري ستاسي أيضاً بأن أمر قوات الأمن العراقية مايزال غامضاً وغير واضح، وذلك بسبب:
- عدم قدرة العناصر العراقية على استيعاب البرامج التدريبية الأمريكية والاستفادة منها.
- تفشي روح الولاء الطائفي والعرقي بين العناصر العراقية.
- عدم كفاءة العناصر العراقية في العمليات القتالية التي ثبتت من خلال العلميات المشتركة التي سبق أن قامت بتنفيذها القوات الأمريكية مع عناصر القوات العراقية.
- عدم قدرة قوات الأمن العراقية القيام بأعمال مكافحة التمرد، وذلك لعدم معرفتها بالأساليب الحديثة المتعلقة بتخطيط وإدارة العمليات العسكرية الميدانية في حروب مكافحة التمرد.
- تغلغل القوى الحزبية والتيارات الطائفية داخل القوات العراقية، وذلك على النحو الذي جعل القوات العراقية الحالية مخترقة بالكامل بواسطة القوى السياسية والطائفية، الأمر الذي أفقد عناصر القوات العراقية مشاعر الانتماء الوطني، واحترام مبدأ وحدة مذهبية الجيش العراقي.
وعموماً، بالإضافة إلى تحليل جيفري ستاسي، فقد كتب دينيس روس مبعوث السلام السابق في الشرق الأوسط، وخبير شؤون الشرق الأوسط في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، التابع للوبي الإسرائيلي، مقالاً في صحيفة نيوريبابليك الأمريكية التابعة لجماعة المحافظين الجدد قال فيه:
وبالنتيجة يجب أن نتحدث مع جيران العراق حول كيفية احتواء الصراع، فإيران، والسعودية، والأردن، والكويت، وسورية، وتركيا، ليس لهم الرغبة في رؤية العراق مفككاً مقسماً، أو في حالة من الصراع المتصاعد الذي يمكن أن تنتقل عدواه إليهم.
وأضاف دينيس روس قائلاً: بالنسبة للعراقيين فسوف يعانون من القسوة والفظائع بقدر أكبر، وسوف يلجؤون للنزوح والهجرة بقدر أكبر، وسوف يعانون من الشكوك والمخاوف إزاء بعضهم البعض.
وطالب دينس روس باستمرار إدارة بوش في عملية (تحرير العراق) عن طريق استمرار وتصعيد الوجود العسكري الأمريكي الحالي في العراق، وذلك حتى يتم إكمال (بناء العراق الحر)، والذي سوف يلعب دوراً هاماً في السلام والمعركة ضد الإرهاب.

 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...