القاهرة: الأولوية للتهدئة والمصالحة ... ومؤتمر الإعمار مؤجل

30-01-2009

القاهرة: الأولوية للتهدئة والمصالحة ... ومؤتمر الإعمار مؤجل

طالب قادة الفصائل الفلسطينية في دمشق، امس، الحكومتين المصرية والأردنية والسلطة الفلسطينية، بقطع العلاقات التي تربطها بإسرائيل، مجددين دعوة القاهرة بشكل خاص الى »إعادة النظر« بنظرية »هجوم السلام« وفتح معبر رفح، في وقت هدّدت إسرائيل بعمليات جديدة ضد فلسطينيي القطاع، في موازاة خرقها للتهدئة، حيث نفذت غارة على خان يونس أصيب فيها ١٨ فلسطينياً بينهم ١١ طفلاً.
في هذا الوقت، واصل المبعوث الرئاسي الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل، جولته الإقليمية، حيث التقى في رام الله رئيس السلطة المنتهية ولايته محمود عباس، بعدما اجتمع في القدس المحتلة بالمسؤولين عن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. وكرّر في مؤتمر صحافي أن فتح المعابر أمام البضائع إلى غزة سيساعد في كبح تهريب السلاح، وربط هذا الأمر بمشاركة السلطة الفلسطينية في الإشراف على المعابر.
ونفذت طائرة استطلاع إسرائيلية غارة على شرطي، وسط خان يونس في جنوب قطاع غزة، بينما كان يقود دراجته النارية، ما أسفر عن إصابته وإصابة ١٨ فلسطينياً بجروح، بينهم ١١ طفلاً وامرأة حامل. وأكد الاحتلال أن الشرطي المستهدف »إرهابي« متورط في هجوم بعبوة ناسفة قبل يومين ضد دورية للجيش الإسرائيلي عند تخوم غزة أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي. وحصلت الغارة بعيد سقوط صاروخ أطلق من قطاع غزة باتجاه إسرائيل.
وفيما عقد المجلس الوزاري الاسرائيلي المصغر للشؤون السياسية والامنية اجتماعاً جديداً، امس، حذر نائب وزير الدفاع الاسرائيلي ماتان فيلناي من ان اسرائيل »ستتحرك« رداً على إطلاق الصواريخ، »لكن يجب أن نتحلى بالصبر ولا ننوي ان نكشف نوايانا للعدو«. وأشار إلى قادة حركة حماس قائلاً إن »دور كل واحد سيأتي«، بينما شدد وزير البنية التحتية وعضو الحكومة الامنية بنيامين بن اليعازر على أن »الثمن قد تغير« بالنسبة لإطلاق الصواريخ منذ العدوان.
وفي دمشق، دعا قادة حركة حماس، الجهاد الاسلامي والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ـ القيادة العامة، جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، جبهة التحرير الفلسطينية، والصاعقة، فتح الانتفاضة والحزب الشيوعي الفلسطيني، في »رسالة مفتوحة إلى الرئيس المصري« حسني مبارك، »مصر والأردن والسلطة الفلسطينية إلى فك قيودها من اتفاقيات كامب ديفيد واوسلو ووادي عربة واتفاقية المعابر، والمصالحة مع جماهيرها والجماهير العربية وتبني ثقافة المقاومة«.
وطالب قادة الفصائل »مصر بفتح معبر رفح والى الأبد وضمان انسياب السلع والبضائع والمواد والآليات عبره من قطاع غزة وإليه، وبالإسهام في كسر الحصار وإعادة اعمار قطاع غزة ووقف كل أشكال العدوان عليه، وفي ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة«، مؤكدين »لا نقبل لمصر أن تكون وسيطاً بيننا وبين العدو وناقلة لمطالبه وأداة ضغط على المقاومة«.
واعتبر القادة في دمشق أن »على مصر ان تعيد النظر بما سمي »هجوم السلام«، الذي بدأه الرئيس الراحل أنور السادات بخطابه في الكنيست الصهيوني والاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل، والتي كبلت جميعها الإرادة العربية وعمقت الانقسام بين العرب وحرفت الصراع الى اتجاهات خاطئة ضد الشقيقة ايران«.
وكانت وزارة الخارجية المصرية أعلنت في وقت سابق ان نقاش الورقة المصرية للحوار الفلسطيني سيبدأ في ٢٢ شباط المقبل، وأن مؤتمر الدول المانحة لإعادة اعمار قطاع غزة سيؤجّل إلى أوائل آذار.
وأضافت إن مصر تتحرّك في المرحلة الراهنة على مسارين متوازيين »يهدف الأول إلى حقن الدماء الفلسطينية ومنع أي عدوان إسرائيلي مستقبلاً، وذلك بالعمل على تثبيت وقف إطلاق النار من خلال مشروع للتهدئة يتم احترامه من قبل جميع الأطراف«. وأشار إلى جهود بلاده الحثيثة لتحقيق المصالحة الفلسطينية ورأب الصدع الفلسطيني، »كونها المحور الثاني الذي تسعى مصر لإقراره«.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...