العلم السوري يرفرف في سماء الكويت والجربا لن يجلس في مقعد سورية

23-03-2014

العلم السوري يرفرف في سماء الكويت والجربا لن يجلس في مقعد سورية

على طول الطريق من المطار إلى مقر إقامتنا في الفندق وسط العاصمة الكويت كان علم الجمهورية العربية السورية الرسمي يرفرف في سماء الكويت إلى جانب أعلام الدول العربية المشاركة في القمة العربية الخامسة والعشرين ليشهد على حضور سورية الغائبة بتمثيلها الرسمي لكنها حاضرة بعلمها وراياتها ومواقفها كدولة مؤسسة للجامعة العربية.

مقعد سورية الشاغر شكلاً والممتلئ بمواقفها العروبية القومية التاريخية كان ومازال شاغل أروقة القمة العربية، في حين تأكد أن هذا المقعد سيبقى خالياً في القمة ولن يجلس فيه رئيس الائتلاف المعارض أحمد الجربا، وأن القمة لن تناقش مسألة تسليم المقعد للائتلاف، في وقت أكدت الكويت أن حل الأزمة السورية لابد أن يكون حلاً سياسياً خالصاً، متهمة العرب بالتقصير، لعدم قيامهم بعمل لإنهاء هذه الأزمة.

وحصلنا على مشروع القرار الوزاري في الشأن السوري الذي سيقره وزراء الخارجية العرب في اجتماعهم وسيرفعوه للقادة العرب.

ويدعو مشروع القرار مجلس الأمن إلى تحمل مسؤولياته إزاء حالة الجمود التي أصابت مسار المفاوضات بين وفدي الحكومة والائتلاف في جنيف، والطلب إلى الأمين العام للجامعة نبيل العربي مواصلة مشاوراته مع الأمين العام للأمم المتحدة والممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومختلف الأطراف المعنية من أجل التوصل إلى إقرار تحرك مشترك يفضي إلى إنجاز الحل السياسي التفاوضي للأزمة السورية وإقرار الاتفاق حول تشكيل هيئة حاكمة انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة وفقاً لما نص عليه بيان مؤتمر جنيف1.

ويدعو مشروع القرار رئيس الائتلاف إلى التحدث أمام قمة الكويت لإطلاع القادة العرب على تطورات الموقف ورؤية الائتلاف للبدائل والخيارات المطروحة لحل الأزمة السورية، وذلك في ضوء المستجدات الخطيرة للأزمة بعد تعطل مسار مفاوضات جنيف2.

وأعلن نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير أحمد بن حلي، أن الائتلاف سيلقي كلمة خلال قمة الكويت الثلاثاء.

وقالت مصادر دبلوماسية حضرت اجتماع مجلس الجامعة على مستوى المندوبين الدائمين: إن الاجتماع شهد مناقشات حادة بين الدول الأعضاء حول الطلب السعودي بشغل الائتلاف لمقعد سورية في الجامعة، على رأسها العراق والجزائر اللتان رفضتا ذلك، بينما أكدت أغلبية الدول على مطالبة الأمانة العامة للجامعة باستكمال المشاورات مع الائتلاف لاستكمال متطلبات تمثيله للدولة السورية وشغله لمقعد سورية في الجامعة بشكل دائم.

وأكدت المصادر أن السعودية أعادت تجديد موقفها في مجلس الجامعة السابق بالقاهرة الداعي إلى شغل الائتلاف لمقعد سورية الخالي بالجامعة وهو ما شهد اعتراضاً من دول أخرى رفضت اختزال الأزمة السورية في قضية شغل المقعد ورفضت العراق والجزائر ومصر طرح هذا الموضوع خلال المناقشات.

وأكد مندوب العراق قيس العزاوي في تصريحات له عقب انتهاء اجتماعات المندوبين موقف بلاده الرافض لجلوس الائتلاف على مقعد سورية في قمة الكويت لأن ذلك مخالف لأحكام الجامعة العربية.

و أكد مندوب الكويت الدائم لدى الجامعة العربية عزيز الديحاني، على أن مناقشة ملف «مقعد سورية» ومنحه للائتلاف المعارض غير مطروح على جدول أعمال وزراء الخارجية العرب، ولا على القادة العرب في افتتاح أعمال القمة التي تقام يومي الثلاثاء والأربعاء القادم.

وأكد الديحاني، أن مسألة منح مقعد سورية للائتلاف الوطني السوري سيناقش بعد انتهاء القمة، خلال اجتماع سيحدد لاحقا مؤكدا أن النقاش حول هذا الملف انتهى.

وأشار إلى أن رئيس الائتلاف سيلقي كلمة في القمة كما قرر له ولن يزيد الأمر عن ذلك.

وفي كلمته خلال اجتماع المندوبين التحضيري لوزراء الخارجية العرب دعا بن حلي إلى «عودة الموقف العربي تجاه المأساة السورية لإنقاذ شعب غارق في أتون الحرب، والمضي قدماً على طريق الحل السياسي والحفاظ على وحده سورية».

وأعلنت الكويت أنه تأكد لديها حتى الآن حضور 13 رئيساً عربياً سيصلون إلى الكويت غداً استعداداً لاجتماع القمة على مستوى القادة يومي الثلاثاء والأربعاء المقبلين.

وأكد الأمين العام للجامعة نبيل العربي خلال افتتاح المركز الإعلامي الخاص بالقمة برفقة النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، أن المقعد السوري سيكون خالياً في القمة العربية، لافتاً إلى أن الأمر حسم بالعام الماضي في الدوحة.

من جانبه، أكد السفير فاضل جواد الأمين العام المساعد للشؤون السياسية أن «الجربا لن يجلس على مقعد سورية».

ونفى جواد توجيه دعوة للائتلاف لتسلم مقعد سورية، موضحاً أن الدعوة وجهت للجربا لإلقاء كلمة بالقمة على حسب ما صدر من قرار الاجتماع الوزاري.

بدوره أكد وزير الإعلام والشباب الكويتي الشيخ سليمان الحمود أن مقعد سورية سيكون خالياً في القمة، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن المآسي التي يتعرض لها الشعب السوري غير مسبوقة وتتطلب موقفاً عربياً موحداً.

وأشار إلى أن حل الأزمة السورية لابد أن يكون حلاً سياسياً خالصًا، موضحاً أن بلاده منذ اندلاع الأزمة السورية رأت أن الحل السياسي هو الأساس واتجهت إليه إضافة إلى الوضع الإنساني فالكويت استضافت قمتين، «قمة المانحين الأولى والثانية»، ولكن برغم ذلك فإننا كعرب مازلنا مقصرين، فلابد من عمل لإنهاء الأزمة السورية، والقمة العربية لن تألو جهداً في دعم الشعب السوري وإيجاد حل للأزمة.

رلى الهباهبة

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...