الشيخ يوسف جربوع:النصرة وداعش مثل الليكود والعمل في إسرائيل ونحن ندعم صمود الدولة السورية

03-11-2014

الشيخ يوسف جربوع:النصرة وداعش مثل الليكود والعمل في إسرائيل ونحن ندعم صمود الدولة السورية

قال شيخ عقل الموحدين الدروز في سوريا يوسف جربوع يوم الإثنين إن "البعض في لبنان تبنى وجهة النظر المعادية لسوريا، ولم يكن يسمع ما نقوله، والآن باتوا يسمعون منا. تواصلنا في لبنان كان مع رئيس الحزب الديمقراطي طلال أرسلان والوزير وئام وهّاب، ولا نتواصل أبداً مع رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، لأنه تبنى رأي التيار المعادي لسوريا بدون العودة إلى حقيقة الأوضاع. قلنا لهم منذ البداية إن الخطر سيصل إلى لبنان عاجلاً أو عاجلاً ولم يسمعوا. على كلّ حال، نتمنى للبنان السلم والأمان والاطمئنان، ونتمنى النظر من أرض الواقع وليس من مكان الخصم".

واشار في حديث الى "الاخبار" الى إن مسار الأحداث في سوريا منذ 15 آذار 2011 يثبت أن ما يحدث يقع "ضمن مخطط لتفتيت سوريا والعراق ولبنان وشمال أفريقيا، وإنشاء دويلات ضعيفة، بالتوازي مع دولة إسرائيل، لتفرض وجودها ضد دويلات متناحرة". ظهور "الخلافة" في رأي الشيخ، "هو تحضير لبناء إقليم في الوسط السوري والعراقي، ومبرّر لشرعية دولة يهودية".

و أشار الشيخ إلى أن "بعض المطالب في بداية الأزمة هي مطالب محقّة، لكن الربيع العربي تلطى بالديموقراطية، ثم وصلنا إلى ليبيا مقسمة وسودان مقسم وعراق مقسم"، لكن "سوريا كانت مفاجئة، صمد الجيش والنظام والدولة، وبقي الرئيس بشار على مواقفه، فاستدعى الفشل مضاعفة الجهود، فأتت "داعش" بعد عصابات "جبهة النصرة" و"الجبهة الإسلامية" و"الحر".

واوضح ان "النصرة وداعش مثل الليكود والعمل في إسرائيل، هدفهم واحد بالنسبة للدول التي تُشَغِّلُهم، وهم يستمدون شريعتهم وممارساتهم من الحركة الوهابية، وليس من إسلام سيدنا محمد، فالإسلام هو دين المحبّة، ولا يقاس المسلم إلّا بمقدار التقرّب من الله، وكل له طريقته، وكل مذهب لديه طريقته، وما يحسب للناس هو إيمانهم وطريقة تعاملهم مع بعضهم البعض وليس طرقهم في العبادة".

بحسب شيخ العقل، هناك خطر حقيقي داهم على كل مكوّنات السوريين واللبنانيين والعراقيين، "ولا أخفيك، في السويداء هناك قلق كبير من التكفيريين، لكن أهالي السويداء يريدون الدفاع عن بيوتهم والبقاء في أرضهم، وسيدافعون عنها إلى جانب الجيش العربي السوري إن شاء الله".

ويعود الشيخ إلى ما قبل الأزمة، مشيراً إلى أن "الشعب السوري كان يعيش بألفة ومحبة ضمن إطار القانون والمواطنة والدولة السورية، لك حقوق وعليك واجبات. الذي حصل أن الأحداث لبست لبوس الدين، وبدأوا ببثّ أفكار التكفير عبر وسائل الإعلام الخليجية. ونحن لا نزال نقتنع بأن المخطط سيسقط، لكن المؤامرة كبرت، والمزاج السوري العام توجّه نحو الهويات الضيقة، وهذا أمر طبيعي بسبب ما نعيشه".

و حول مطالبات البعض في السويداء بطرد البدو من المحافظة، يردّ جربوع: "أوّلاً، التعميم في أي شيء هو خطأ جسيم، بعض البدو يتعاملون مع جبهة النصرة، وكذلك بعض الأشخاص من السويداء يتعاملون مع المسلحين لقاء مبالغ مالية، هل يكون كل أهل السويداء يتعاملون مع المسلحين؟ نحن ضد ما يمارسه البعض تجاه البدو، لأن كل البدو ليسوا مع المسلحين، أنا شخصياً منعت الاعتداء على البدو في منطقة المقوس، وقلت لهم لن تمروا إلّا فوق جثتي، بعدما حاول البعض من رجال الدين وغيرهم الاعتداء على بدو آمنين مسالمين إثر أحداث داما. لا نقبل أن يعتدى على أي مواطن مسالم بهدف الانتقام، وإلّا فماذا يميّزنا عن "داعش"؟".

و أضاف الشيخ: "في السويداء أكثر من 150 ألف وافد من كل المحافظات السورية، ولا نسأل أحداً ما هو دينك. وفي موضوع البدو، هناك من يشجع الفكر الطائفي، والتكفير موجود في كل المذاهب، فامتداد هذه الظاهرة وتوسعها يخيف الجميع".

ورفض الشيخ يوسف الحديث عن "ضمانات الأقليات"، و قال إنه : "لدينا تأكيد مطلق أن الضمانة الوحيدة هي الدولة السورية، لأنها دولة مدنية، وتعامل السوريين بالتساوي، وبقاء الدولة هو حماية للوطن والأقليات وللسوريين. الدروز أو العلويون أو السنّة، ما هو أفقهم خارج الدولة السورية؟ الضمانة لكل الجماعات هي الدولة، والدولة تحمي شعبها وتدافع عنه. الإعلام يروّج بأن أوروبا تحمي المسيحيين، ونحن نعلم أن أوروبا تخلت عن المسيحيين في سوريا وفي العراق، وتم تهجير الأيزيديين في سوريا، ضمانتنا الجيش والدولة السورية".

وفيما يتعلق بالدعوات التي تطلق أخيراً لتوقّف الدروز السوريين عن الالتحاق بالجيش؟ يردّ الشيخ: "هذه دعوات مشبوهة، والهدف منها هو إضعاف الجيش لصالح الميليشيات المذهبية في مقدمة للتقسيم".

وعن الحديث عن الخلافات بين مشيخة العقل والدولة السورية؟ يردّ الشيخ:"هناك تواصل كامل وتفاهم بيننا وبين الدولة عند كل مشكلة نواجهها، أحياناً هناك خلاف في وجهات النظر، فالطريقة التي تعالج فيها الدولة الأمور تختلف أحياناً عن رأينا، فالدولة أحياناً توقف أحد الأشخاص ربما بسبب سلاح صيد، وبرأي الدولة لا تريد أن يحمل أحد سلاحاً خارج إطارها، وهذا أمر منطقي حتى لا تتفلّت مسألة التسليح. لكننا نطالب بأن يكون هناك مرونة في التعاون لأن الناس خائفة وتسعى إلى التسلح، وبعض الأهالي أحياناً إذا أرادوا التوجه إلى حقولهم يحملون الأسلحة، لكن هذه الأمور توضّحت وعولجت والأمور أصبحت جيدة الآن".

و رداً على سؤال حول صحة وجود حالة تشيّع في السويداء وجبل الشيخ، بحسب صفحات المعارضة ومواقعها الإلكترونية؟ "هذا الأمر غير صحيح، وهو في إطار التشويش والدعاية وهدفه التشويش على دور حزب الله والمقاومة في الجنوب السوري. ونحن نثمّن هذا الدور لأن هدفه ليس تشييع الناس بل الدفاع عن المنطقة ضد المشروع الصهيوني".

و قال الشيخ جربوع معلقاً على العلاقات مع درعا "حتى الآن هناك الكثير من أهالي درعا لا يزالون على تواصل معنا، وهؤلاء خاضعون لحكم التكفير ومظلومون، ودرعا وحوران كل عمرها منطقة لكل الناس وهي مدينة إسلامية، أهالي درعا ليسوا تكفيريين، لكن البعض أعماه المال والحقد المذهبي، إن شاء الله تعود درعا وقرار درعا إلى أهلها الحقيقيين".
 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...