الحرب الأمريكية – الإيرانية عبر الواجهات الكردية

25-09-2007

الحرب الأمريكية – الإيرانية عبر الواجهات الكردية

الجمل:   نشر بيتر سايمون تحليلا على موقع ويرليد سوشيباليست ويب سايت الالكتروني حمل عنوان (حرب بالوكالة عن واشنطن في كردستان الإيرانية).
نشرت أجهزة الإعلام الأمريكية العديد من التقارير حول عمليات القصف الإيراني عبر المناطق الحدودية والتي استهدفت المناطق الكردية الواقعة شمال العراق وقد تقاطر بعض الصحفيين الأمريكيين على مناطق جبال قنديل الواقعة شمال العراق وقاموا بإجراء العديد من المقابلات والتحقيقات حول حزب الحياة الحرة الكردي الإيراني وحزب العمل الكردستاني التركي.
الاهتمام الإعلامي الأمريكي والغربي المتزايد حول القصف الإيراني على المناطق الكردية العراقية لم يكن اهتماما يسعى إلى تقديم المساعدة للأكراد وإنما كان يركز على استخدام هذا القصف كذريعة جديدة ضد إيران تضاف إلى الذرائع الأخرى المتمثلة في: البرنامج النووي الإيراني، التدخل الإيراني في العراق، التدخل الإيراني في أفغانستان وغير ذلك... وجميع هذه الذرائع تهدف إلى تمهيد السبيل وإتاحة المجال أمام واشنطن وإسرائيل من أجل تحويل منطقة شمال العراق إلى مسرح حربي شرق أوسطي جديد يضاف إلى المسارح الحربية الشرق  أوسطية الأخرى.
يقول المحلل الأمريكي بيتر سايمون: لقد كان إنشاء حكومة كردستان الإقليمية بمثابة المقابل الذي دفعته أمريكا للنخب الكردية لقاء ثمن خدماتها ودعمها للغزو والاحتلال والعمليات الإجرامية التي جرت ومازالت تجري وتحدث يوميا في العراق... منذ مطلع عام 2003.
إن تشجيع وانعاش المشاعر الانفصالية الكردية الذي قامت به إسرائيل وأمريكا قد خلق التوترات ليس بالنسبة لإيران وإنما ايضا بالنسبة لسورية وتركيا (حليفة أمريكا) بشكل دفع تركيا إلى السعي من أجل اقتحام شمال العراق عسكريا بهدف تدمير قواعد حزب العمال الكردستاني إذا لم تقم بذلك القوات الأمريكية والعراقية وما هو جدير بالملاحظة أن القوات التركية خلال الأشهر الماضية قامت بتنفيذ الكثير من عمليات القصف ضد المناطق الكردية في شهري حزيران وتموز ولكنها لم تجد الاهتمام الإعلامي الأمريكي بالمستوى الذي يحدث الآن إزاء الضعف الإيراني.
سعت الإدارة الأمريكية ومن ورائها إسرائيل إلى استغلال ملف كردستان وتوظيفه من أجل توتير العلاقة داخل تركيا بين المؤسسة العسكرية التركية والحكومة التركية وبرغم فشل الخطة الأمريكية – الإسرائيلية وفوز حزب العدالة والتنمية بأغلبية تفوق الأغلبية التي كانت له في الماضي فإن الإدارة الأمريكية ومن ورائها إسرائيل تعمل حاليا باتجاه تنفيذ مخطط جديد أكثر خطورة يهدف إلى استخدام الفصائل الكردية بشكل كورالي منسجم يهدف إلى الآتي:
• حزب الحياة الحرة الكردي الإيراني: يتم استخدامه بالانطلاق من الشمال في العمليات العسكرية والعمليات الاستخبارية السرية بهدف زعزعة استقرار إيران واستنزاف القدرات الإيرانية في حرب عصابات في المناطق الكردية الجبلية الواقعة شمال غرب إيران.
• حزب العمال الكردستاني: تقوم أمريكا باجهار العداء له في العلن وتقديم الدعم والحماية له في السر وذلك لاستخدامه في إضعاف حكومة حزب العدالة والتنمية وتعمل حاليا الإدارة الأمريكية وإسرائيل بنشاط في تعزيز قدرات هذا الحزب العسكرية على النحو الذي يمكنه من شن حرب عصابات مدمرة ضد الجيش التركي على النحو الذي يضعف شعبية حزب العدالة والتنمية ويدفع الجيش التركي إلى التحرك ضد حكومة غول اردوغان.
• حكومة كردستان الإقليمية: تقوم أمريكا ببناء تحالف عسكري –نفطي- استخباري كبير حاليا مع حكومة كردستان الإقليمية وذلك على النحو الذي يجعلها تلعب دور القاعدة الأمريكية المركزي في منطقة الشرقين الأوسط والأدنى وتسعى الإدارة الأمريكية بالتنسيق مع سلطات الاحتلال الأمريكي والمتعاونين العراقيين الموجودين في بغداد حاليا بالعمل من أجل تزويد اقليم كردستان بالصلاحيات الاستثنائية والاستقلالية الكبيرة لكي يلعب هذا الدور الجديد سواء انفصل الإقليم أو بقي ضمن دائرة السيادة العراقية ومن أبرز الشروط التي تسعى أمريكا إلى تضمينها في الدستور العراقي الحالي هو أن تمنع إقليم كردستان بالحق المستقل في إقامة الاتفاقيات الدولية وبالتالي يتسنى للإدارة الأمريكية الدخول في اتفاقيات استراتيجية منفصلة مع إقليم كردستان العراق.
يشير كاتب التحليل إلى أن حزب الحياة الحرة الكردي الإيراني لا يتمتع بتأييد ودعم أكراد إيران وحزب العمال الكردستاني التركي لا يتمتع بتأييد أكراد تركيا وما هو خطير جدا يتمثل في أن هذين الحزبين يمثلان شيئا واحدا على مستوى القواعد وميليشيات البشمركة الناشطة حاليا في شمال العراق وبكلمات أخرى هناك ميليشيا كردية واحدة تقوم برعايتها أمريكا وإسرائيل وتنطلق من قواعدها الموجودة في شمال العراق لتنفيذ العمليات العسكرية داخل تركيا وداخل إيران، أما الحديث عن حزب الحياة الحرة وحزب العمال الكردستاني فهو مجرد حديث عن واجهات سياسية.


الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...