الحارة الشامية وصلت إلى السينما

10-11-2008

الحارة الشامية وصلت إلى السينما

إذا كانت البيئة الدمشقية قد أصبحت العنوان الأبرز في الدراما السورية في السنوات الأخيرة، فإن هذه البيئة تأخَّرت حتى وصلت إلى السينما السورية القليلة الإنتاج أصلاً. أما سياق ظهور أفلام تتناول هذه البيئة، فهو اختيار دمشق عاصمة للثقافة العربية في عام 2008، وسعي المؤسسة العامة للسينما للإسهام بهذه الاحتفالية على طريقتها. ويجيء ذلك أيضاً، في إطار توجه للمؤسسة، يهدف إلى تحويل عدد من الأعمال الروائية السورية إلى أفلام، في محاولة للابتعاد عن أفلام السيرة الذاتية وسينما المؤلف التي سادت طويلاً.سلاف فواخرجي في «حسيبة».
«حسيبة» للمخرج ريمون بطرس عن رواية خيري الذهبي (التي تحمل الاسم نفسه)، و«دمشق يا بسمة الحزن» للمخرج ماهر كدو عن رواية للأديبة الراحلة ألفة الإدلبي بالاسم نفسه... فيلمان جديدان عرضا في مهرجان دمشق السينمائي الذي انطلق في 1 تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي ويستمر حتى 11 منه (راجع الصفحة 19). شارك الأول في المسابقة الرسمية، والثاني في البرنامج الرسمي. ولدى المؤسسة، مشروع فيلم مع المخرج سمير ذكرى، عن رواية غادة السمان «الرواية المستحيلة: فسيفساء دمشقية».
«حسيبة» سبق لها أن تحولت إلى مسلسل تلفزيوني عُرض قبل عامين، أخرجه الأردني عزمي مصطفى وأدت بطولته أمل عرفة. ولـ«دمشق يا بسمة الحزن» نسخة تلفزيونية أخرجها لطفي لطفي وعرضت عام 1993. وقد رأينا في السينما المصرية كيف يسبق تحويل رواية إلى السينما ظهورها على التلفزيون، وأبرز الأمثلة الناجحة ثلاثية نجيب محفوظ «بين القصرين» مع حسن الإمام ثم مع يوسف مرزوق. لكن ثلاثية خيري الذهبي «حسيبة، فياض، هشام»، مع فارق التشبيه، لم تتحول إلى جزء من الوجدان العام، وهي بالكاد مقروءة، رغم أن العملين يتناولان البيئة التقليدية ومجتمع الحارة. وسورياً، تحوّل عمل بيئي كوميدي شهير في الماضي من التلفزيون إلى السينما هو «صح النوم» لدريد لحام ونهاد قلعي. وبالمحصلة، ليست هذه الموضوعات هي الأكثر ملائمة للسينما، وغالباً ما تقع على هامشها.
أما بالنسبة إلى فيلم «حسيبة»، فتؤدي بطولته سلاف فواخرجي مع المخرج الذي ظهرت معه للمرة الأولى في فيلم «الترحال» (ريمون بطرس). وهي هنا تمارس قدراً كبيراً من الاجتهاد، لكن عدم جاذبية النص، ومعالجة السيناريو التي اقتربت من كونها بانوراما سريعة لمقاطع من الرواية ـــــ رغم طول الفيلم ـــــ جعلت هذا الجهد يضيع في شريط، لا تعرف من أين بدأ وكيف انتهى. وإذا كان اسم سلاف قد أعطى زخماً للفيلم، وخصوصاً مع عزوف النجوم السوريين عن العمل في السينما (يشارك في العمل فنان فقد الكثير من بريقه، هو طلحت حمدي، وممثلة تكاد تكون منسيّة هي جيانا عيد، ووجه شاب هو كندة حنا). إلا أن هذا النوع من «باب الحارة» السينمائي، لم يكن لديه الكثير ليقدمه، رغم تأكيد الجانب التاريخي، والعرض لصفحات مقاومة المستعمر الفرنسي، والإشارة إلى قضية فلسطين. فهذا الخطاب الذي أكل الدهر عليه وشرب، لم يعد يجذب المُشاهد، وتبقى فضيلة إبراز دور المرأة، وإن كنا هنا لا نزال ندور في فلك الطروحات والأفكار، لا الدراما السينمائية.
فيلم «دمشق يا بسمة الحزن» لماهر كدو، من بطولة طلحت حمدي وكندة حنا ومي سكاف، مع عدد من الوجوه الشابة. وهو يستند إلى رواية تشبه سيرة ذاتية للكاتبة الراحلة ألفة الإدلبي، ويروي سيرة صبرية الفتاة الدمشقية المتعلمة والطموحة التي تعاني وطأة التقاليد، وتفقد أخاها وحبيبها في خضمّ كفاح الاحتلال الفرنسي، وهي التي تبقى مخلصة لبيت العائلة القديم بما يحمله من رمزية، فيما ينفض أخوتها عن الأب المريض الذي سيموت تاركاً إياها للوحدة والأحلام. الفيلم لا يقول شيئاً على المستوى السينمائي، وهو يخلص للرواية بشدة، ضمن إمكاناته الإنتاجية المتواضعة في صناعة المشاهد واختيار كاست الممثلين.
فيلمان لم يقدما إضافة فنية، ولا يمكن المراهنة على جماهيريتهما، إذا وجدا طريقاً للعروض التجارية، أسوة بالدراما التلفزيونية. وإذا كانت المهمة الاحتفالية منهما قد أنجزت، فإن المكان الطبيعي لهما قد يصبح... الأرشيف!

 

7 دقائق إلى منتصف الليل

فيلم للمخرج وليد حريب، يعرض اليوم ضمن البرنامج الرسمي لمهرجان دمشق السينمائي. مع قصي خولي ونادين سلامة، تدور الأحداث في بيئة عصرية عبر قصة حب بين زوجين، تهزها الخيانة ولا يبقي من رابط بينهما، إلا موعد جرعة الدواء اليومية. 21:30 في «سينما الشام»

منار ديب

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...