الجامعة العربية تحاول استعادة دورها المفقود في سورية وقطر تعاقب مصر

06-06-2013

الجامعة العربية تحاول استعادة دورها المفقود في سورية وقطر تعاقب مصر

اختتم المندوبون الدائمون في جامعة الدول العربية اجتماعهم التحضيري عصر أمس بعدما قاموا بالإعداد لمشروع القرار الخاص بالأزمة السورية، تمهيداً لعرضه على مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية الذي بدأ أعماله لاحقاً برئاسة وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو وحضور الأمين العام للجامعة نبيل العربي. ويتضمن مشروع القرار تأكيد ضرورة الحوار بين السوريين، وتشكيل هيئة حكم انتقالية لفترة زمنية محددة لتهيئة بيئة محايدة تتحرك في ظلها العملية الانتقالية وأن تمارس هذه الهيئة كامل السلطات التنفيذية على أن تضم أعضاء من الحكومة الحالية والمعارضة ومن المجموعات الأخرى وأن تشكل على أساس الموافقة المتبادلة.

كما يرحب مشروع القرار بالتوافق الدولي والمساعي الجارية بشأن انعقاد مؤتمر دولي بجنيف وحث كل الأطراف السورية للمشاركة فيه من أجل إيجاد حل سلمى وسياسي للأزمة السورية وفق البيان الصادر عن مجموعة العمل من أجل سورية التي انعقدت في جنيف في حزيران 2012 مع الدعم الكامل لجهود المبعوث الأممي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي.
ويدين مشروع القرار استمرار أعمال العنف والتقتيل والجرائم البشعة التي ترتكب بحق الشعب السوري ويطالب جميع الأطراف بالوقف الفوري والشامل لكافة أشكال القتل والعنف وسحب كافة المظاهر العسكرية من المدن السورية حقناً لدماء السوريين وتفادياً لسقوط المزيد من الضحايا.
ويدين مشروع القرار بشدة كل أشكال التدخل الأجنبي الذي جعل من الأراضي السورية ساحة للعنف والاقتتال وتدمير البنية التحتية واستنزاف مقدرات الشعب السوري.. كما يدين بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي الأخير على سورية الذي يعد انتهاكا لسيادة دولة عربية ويدعو المجتمع الدولي لاسيما مجلس الأمن إلى وقف تكرار هذه الاعتداءات التي من شأنها أن تزيد الأمور تفجرا وتعقيدا وتعرض أمن واستقرار المنطقة إلى أفدح المخاطر والتداعيات.
ويحظى هذا المشروع الذي تقدمت به الجزائر بقبول مصر ودول المغرب العربي ولبنان والعراق باعتباره السبيل الوحيد للخروج من الأزمة السورية.
ويأتي التغير الواضح في الموقف المصري لتيقن الحكومة المصرية من أن سورية أصبحت مقصداً للمجموعات الإرهابية الساعية لتدمير الدولة السورية وتفتيت سورية ما يمثل خطراً كبيراً على الأمن القومي المصري.
وعلم أن قطر عاقبت مصر لموقفها هذا بمطالبتها بدفع ثمن أي شحنة غاز قبل استلامها وتحديد سعر الوحدة بـ13 دولاراً بدل 8 دولارات كما كان متفقاً عليه بين الجانبين قبل يومين.
والثلاثاء قال نائب الأمين العام للجامعة أحمد بن حلي أن موقف الجامعة العربية من الأزمة السورية يركز منذ البداية على أن «الحل السياسي هو الطريق الأسلم أما المراهنة على الحل العسكري أو الأمني فانه سيقود سورية إلى الخسارة وليس هناك طرف سوري سواء حكومة أو معارضة سيستفيد، بل العكس سيدفع الشعب السوري الثمن غاليا».
وتابع «إننا مع أن تركز الجهود وتتضافر سواء عربياً أو إقليمياً أو دولياً لاغتنام فرصة جنيف2 لدفع وتشجيع الأطراف السورية للدخول في حوار ينقذ الوطن السوري من الوضعية الحالية الخطيرة جداً، إذ بدأت تداعيات الأزمة السورية تلقي بظلالها على دول الجوار وعلى غيرها».
وأوضح بن حلي أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بسورية توافقت خلال اجتماعها الأخير الأسبوع الماضي في القاهرة على عدة عناصر لحل النزاع من بينها «وقف كل أعمال القتل والعنف لإعطاء مناخ ايجابي لعملية سياسية» تكفل «وحدة سورية واستقرارها وسلمها» وتشكيل «حكومة انتقالية من المفترض أن تأخذ زمام الأمور باتفاق على أساس أن تكون إحدى النتائج المهمة في مؤتمر جنيف 2 لنقل السلطة بشكل سلس لا يخلق زعزعة أو اضطراب في الدولة السورية».
وشدد على أن هذه النقاط «لم يعلن عنها حتى الآن وقد وجهها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي ورئيس اللجنة الوزارية رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم بن جبر إلى كل من الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن وإلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وإلى الدول العربية التي لم تشارك في اجتماعات اللجنة».
وأعلنت الجامعة العربية أن وفداً من «الائتلاف» المعارض سيشارك في الاجتماع الوزاري لمجلس الجامعة بناء على طلب منه و«سيلقي كلمة أمام الوزراء ولكن ليس كممثل لسورية، حيث سيظل مقعد سورية شاغراً».
وقال المتحدث الرسمي باسم الجامعة السفير ناصيف حتى في تصريحات له بمقر الجامعة أن ممثلي المعارضة الذين سيحضرون الاجتماع «لن يشغلوا مقعد سورية لعدم توافر المعايير التي حددتها الجامعة لشغل المقعد» ومن بينها تشكيل حكومة مؤقتة.
وأوضح أن «الائتلاف طلب مشاركة وفد منه برئاسة هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية بالائتلاف لإلقاء كلمة تعبر عن موقف المعارضة من تطورات الأحداث على الأرض السورية، ومؤتمر جنيف 2». وأكد حتى أن هذه المشاركة لا تعني شغل المقعد بالجامعة العربية الذي لا يزال شاغراً.

رلى الهباهبة

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...