الأسـد: دور فرنـسي مكمّـل للتركـي

افتتح مبعوث الرئاسة الفرنسية إلى سوريا عضو مجلس الشيوخ فيليب ماريني في دمشق أمس، سلسلة زيارات لمسؤولين أوروبيين إلى دمشق خلال شباط الحالي، أبرزها ما قام ماريني بالإعداد له وهو زيارة رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فييون التي من المرتقب أن تضع حجر أساس عملياً للتعاون المنشود بين بلدين جدّدا شراكتهما السياسية والاقتصادية منذ عام ونصف العام تقريباً.
وشدّد الرئيس السوري بشار الأسد على أهمية الدور التركي في عملية السلام و«أهمية وجود دور فرنسي مكمّل للدور التركي»، فيما اعتبر ماريني أن «عودة لبنان إلى حياته الطبيعية ستكون مسألة وقت».
وقالت مصادر سورية مطلعة إن زيارة ماريني تسبق سلسلة زيارات لمسؤولين اوروبيين إلى دمشق، أبرزها زيارة وزير الخارجية الاسباني ميغيل أنخيل موراتينوس اليوم، ليلحق به عدد من وزراء الخارجية الأوروبيين يمثلون تشيكيا والنمسا ورومانيا وجورجيا والسويد، إضافة لزيارة فييون في 20 شباط الحالي.
وقالت مصادر رسمية سورية عن لقاء الأسد مع ماريني، الذي سلّمه رسالة من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، إن الرسالة «تتعلق بالعلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين وآفاق تطويرها، إضافة إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك».
وبحث الأسد وماريني «المراحل المتقدمة التي قطعتها العلاقات بين سوريا وفرنسا، ولا سيما في المجالات السياسية والاقتصادية والرغبة المشتركة في تطويرها بما يعكس الإرادة السياسية لدى قيادتي البلدين والاتفاقيات التي يجري التحضير لتوقيعها خلال زيارة رئيس الوزراء الفرنسـي إلى سوريا».
كما تناول اللقاء «تطوّرات الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصاً على الساحة الفلسطينية وأهمية تحقيق المصالحة الفلسطينية إضافة إلى خطورة ما تتعرّض له الأراضي الفلسطينية المحتلة ولا سيما القدس من عمليات تهويد وطرد للفلسطينيين». ونقلت وكالة (سانا) عن ماريني قوله إن «الحصار المفروض على قطاع غزة يؤدي إلى نتائج عكسية، وأنه يجب ألا يستمر لأنه بالإضافة إلى نتائجه الكارثية فهو يضعف عملية السلام».
وأشارت «سانا» إلى انه تم خلال اللقاء، الذي حضره وزير الخارجية وليد المعلم والمستشارة السياسية والإعلامية في الرئاسة السورية بثينة شعبان، بحث «عملية السلام المتوقفة في المنطقة في ظل المواقف الإسرائيلية، حيث قدّم الأسد رؤية منهجية لعملية السلام وأهمية الدور التركي في هذه العملية وأهمية وجود دور فرنسي مكمّل للدور التركي».
وأوضح ماريني أن الرسالة التي نقلها من ساركوزي إلى الأسد «تتعلق بمجمل العلاقات بين البلدين، وتؤكد أهمية هذه العلاقات وأهمية المصالح والفوائد المشتركة». وأضاف «الرسالة تقنية للغاية لأنها تندرج ضمن الإعداد لزيارة فييون نهاية الشهر الحالي إلى سوريا»، مستدركاًَ «لكنها تندرج أيضاً في إطار علاقات حميمة للغاية بين الأسد وساركوزي».
وحول ملف طائرات «الايرباص» التي تسعى شركة الطيران السورية إلى امتلاكها، قال ماريني «لم نتطرّق إلى هذا الملف خلال اللقاء، لأن الرئيس ساركوزي وكما قال أكثر من مرة، بذل كل الجهود والإجراءات الممكنة لمواجهة وحلّ المشكلة التي تواجهها شركة الطيران السورية، وبذل الجهود لضمان أمن وسلامة الطيران السوري في سياق احترام استقلالية سوريا».
وحول المصالحة الفلسطينية وما نُسب إليه من أنه يمكن لباريس أن تقوم بدور في هذا الموضوع إلى جانب القاهرة، قال ماريني «تطرّقت والأسد إلى هذه النقطة وأخبرته بالنقاط الرئيسية التي تقدّمت بها إلى ساركوزي بشأن هذا الملف». وأضاف «ما لفت انتباهي، أولاً أن هناك مسألة إلحاح لجهة الوقت لأن كل يوم يمر من دون فعل شيء هو يوم يأتي بالإخطار، و الأمر الآخر هو خيبة الأمل»، موضحاً أن «الرئيس الأميركي باراك أوباما ورغم نياته الطيبة فإنه لم يستطع أن يفعل شيئاً بهذا الخصوص». وأضاف «رغم بعض الاختلافات في وجهات النظر أرى أنه يمكن للأسد وساركوزي أن يقوما معاً بشيء في هذا الأمر».
وحول لبنان، قال ماريني إن «الوضع في لبنان عاد إلى طبيعته، وأن سوريا وفرنسا بذلتا جهودا مشتركة إضافة إلى الجهود التي بذلتها الأطراف اللبنانية لتحقيق استقرار لبنان». وأضاف «عودة لبنان إلى حالته الطبيعية ستكون مسألة وقت».
وحول مباحثات ساركوزي مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون وإذا ما تم وضع الأسد بصورتها، قال ماريني «لاحظنا خلال هذا اللقاء رغبة إيجابية وقوية من قبل الإدارة الأميركية لتطوير العلاقات مع سوريا»، مشيراً إلى «صعوبة موقف الحكومة الأميركية الآن بسبب قوانين وقرارات اتخذت سابقاً».

زياد حيدر

المصدر: السفير