الأسد يبادر تجاه الملك عبد الله

24-09-2009

الأسد يبادر تجاه الملك عبد الله

حتى الثامنة من صباح أمس، لم يكن موضوع مشاركة الرئيس بشار الأسد، في افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، في جدة، قد صار حقيقة في أكثر من عاصمة كانت تتابع بعناية هذه القضية، ولكن بعد الثامنة الأسد وعبد الله في افتتاح الجامعة يحيط بهما أمير الكويت والرئيس اليمني والوزير السعودي علي النعيمي، والرئيس السنيورة.بدقائق قليلة، كانت هذه العواصم تتبلغ، على التوالي، أن الرئيس الأسد قد عدّل موقفه وقرر المشاركة في الافتتاح.
وقرابة السابعة بتوقيت بيروت، حصلت «المفاجأة المنتظرة»، عندما كان الرئيس الأسد شخصيا، أول الواصلين إلى الصرح العلمي الذي يضعه الملك عبد الله في خانة «الإنجاز التاريخي الكبير».
وقد عمّت الدهشة الآلاف من المشاركين في الافتتاح، ثم ضجت القاعة بالتصفيق للأسد، وهو أمر تكرر بشكل متفاوت، مع باقي الضيوف العرب والمسلمين وأبرزهم ملك الأردن عبد الله الثاني والرئيس التركي عبد الله غول وملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة وأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، فيما كان لافتا للانتباه غياب الرئيس المصري حسني مبارك، بالإضافة إلى الرئيس اللبناني ميشال سليمان.
وظل السؤال الأساس، هو معرفة الأسباب التي جعلت الرئيس الأسد يعدّل موقفه، بعدما كان الأتراك، قد باتوا مساء يوم الثلاثاء الماضي شبه متيقنين، أن الأسد لن يشارك في الافتتاح.
وفيما ألمحت مصادر دبلوماسية في أنقرة إلى دور أساسي لعبته القيادة التركية، بالتنسيق مع الملك الأردني عبد الله الثاني، فإن أحد المتابعين لهذا الملف، رجح أن يكون الرئيس الأسد، قد قرر في اللحظة الأخيرة «الأخذ بالرغبة التركية بعد الوساطة الأردنية، وبالتالي، قرر ركوب الطائرة الى جدة، مدركا أن هذه الخطوة سيقدرها العاهل السعودي كثيرا، خاصة أنه يعتبر الجامعة «إنجازا شخصيا»، وهكذا كان، حتى أن بعض المسؤولين السوريين كانوا في ساعات النهار، يرددون أرجحية عدم مشاركة الرئيس الأسد.
ماذا بعد هذه المبادرة السورية المفاجئة؟
حتما، سيحاول أهل السياسة في لبنان، وعلى جاري عادتهم، البحث عن لبنان أولا، في هذه الزيارة، وربما يسقطونها على الاستشارات النيابية الملزمة، حتى أن أحد كبار المسؤولين اللبنانيين ردد في مجلسه الخاص ليل أمس، أن هذه الزيارة تختصر في طياتها كل الاستشارات التي سيقوم بها رئيس الحكومة المكلف.
غير أن المتابعين للخطوة السورية، أخرجوها من بعدها اللبناني، ووضعوها في خانة «الخطوة الاستراتيجية الذكية، ذلك أن حسابات ما بعد هذه الزيارة مختلفة عما قبلها، خاصة في ضوء فشل اللقاء الثلاثي في نيويورك وما تشهده المنطقة من تطورات، خاصة على طول الخط الممتد من اسطنبول إلى صعدة في اليمن».
وفيما تمثل لبنان في الافتتاح بكل من رئيس حكومة تصريف الأعمال فؤاد السنيورة ووزيرة التربية بهية الحريري، فإن رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، لم يظهر في «الكادر الاعلامي»... ولدى تدقيق بعض المشاركين في الافتتاح، بمشاركته كان جواب أحد المسؤولين السعوديين أن الحريري لم يكن مدعوا في الأصل للمشاركة في الافتتاح، وتبين بعد ذلك أن الحريري قد ركب طائرته الخاصة بعيد التاسعة ليلاً، ليصل مطار بيروت الدولي في حدود منتصف الليل.
وقالت مصادر، أنه بعد الافتتاح، وقبيل توجه المشاركين الى مائدة عشاء أقامها الملك عبد الله على شرف كبار الضيوف، حصلت خلوة بينه وبين القادة المشاركين في الافتتاح، وخاصة بشار الأسد وعبد الله غول وعبد الله الثاني، كما جرت على هامش الافتتاح مصافحات عدة أبرزها مصافحة بين الرئيس الأسد والرئيس السنيورة.
وتردد أنه عقد لقاء بين الملك عبد الله والرئيس الأسد، قبيل منتصف الليل بتوقيت بيروت.
                                                                                                                                            المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...