"إسرائيل" تهيّئ للحرب والعرب يطاردون التسوية

03-04-2008

"إسرائيل" تهيّئ للحرب والعرب يطاردون التسوية

خطت “إسرائيل” خطوة أخرى باتجاه الاستعداد لحرب محتملة في المنطقة بإعلانها إجراء أكبر تدريبات في تاريخها مرفقة بتوزيع الأقنعة المضادة للغازات، وبإعلان ألفي وحدة استيطانية جديدة في مستعمرات الضفة، بينما كان قادة مصر والأردن والسلطة الفلسطينية يبحثون سبل تحقيق التسوية في قمة ثلاثية في القاهرة، سبقتها تصريحات للرئيس الفلسطيني محمود عباس حملت تراجعاً عن تفاؤل سابق بإنجاز اتفاق سلام خلال ،2008 الذي توقّعه رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل عام حرب.

ففي القاهرة، بحث الرئيس المصري حسني مبارك، أمس، مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني والرئيس عباس سبل إحراز تقدم في عملية التسوية، وفي نتائج قمة دمشق والوضع في العراق ولبنان، بينما نقلت “فرانس برس” عن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط تأكيده، في مؤتمر صحافي، ضرورة “أن يجلس المفاوض “الإسرائيلي” مع نظيره الفلسطيني، وأن يقدم ما هو مطلوب منه دوليا من التزامات”.

وكان عباس قد أكد لدى وصوله القاهرة “جدية” التسوية، لكنه أبدى حذراً حول إمكان التوصل إلى اتفاق خلال ،2008 متراجعاً عن تصريحاته المتفائلة السابقة بهذا الصدد. ولم يستبعد رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” خالد مشعل إمكان نشوب حرب هذا العام، موضحاً في تصريحات (د.ب.أ) أن هناك ارتباكاً أمريكياً و”إسرائيلياً” ناشئاً من الشعور بعدم القدرة على الحسم، ولذلك يريدون أن يخلقوا بيئة جديدة تسمح لهم بالحسم لاحقا.

ويبدو أن النوايا “الإسرائيلية” تعبر عن نفسها أكثر مما يفعل السياسيون والمحلّلون، فقد خصص مجلس الحرب “الاسرائيلي” المصغر اجتماعه، أمس، لبحث مدى قدرة الجبهة الداخلية (المدنية) على مواجهة خطر الصواريخ، وقرر توزيع الكمامات الواقية من المواد الكيماوية على “الإسرائيليين” تحسباً من صواريخ كيماوية تطلقها إيران أو سوريا، فيما صادق مجلس الحرب على إجراء تدريبات هي الأكبر منذ إنشاء “إسرائيل”.

وذكر تقرير استخباراتي “إسرائيلي” أن القدرات العسكرية التي يمتلكها حزب الله تجعل 80% من “الإسرائيليين” عرضة لخطر الصواريخ، فيما قام القائد العام لما يسمى الدفاع المدني “الإسرائيلي” بزيارة تفقدية لمستعمرات الشمال وبخاصة كريات شمونة التي اشتكى رئيس بلديتها بأنه لا يتوقع ان يبقى أحد من سكانها في بيته في حال أطلق صاروخ من جانب حزب الله.

من جانبه هدد نائب رئيس أركان الجيش “الإسرائيلي” اللواء دان هارئيل ب “رد مؤلم” ضد كل من يحاول المس ب “إسرائيل”. وقال هارئيل خلال لقاء صحافي إن “من يحاول المس ب “إسرائيل” يجدر به أن يتذكر أنها الدولة الأقوى في المنطقة والرد سيكون شديدا ومؤلما ونحن في حالة تيقظ وتأهب بصورة دائمة”. ويأتي استخدام هارئيل “الدولة الأقوى في المنطقة” بعد يوم على استخدام وزير الحرب للجملة ذاتها، ما يعكس بنظر مراقبين، حالة من اهتزاز الثقة منذ الهزيمة في لبنان 2006. وأشارت وسائل الإعلام العبرية إلى أن هارئيل كان يعقب على نبأ صحافي حول تجنيد دمشق قوات الاحتياط.

يأتي كل ذلك في وقت أصبحت المخططات الاستيطانية حدثاً يومياً، حيث كشفت صحيفة “يديعوت” العبرية، أمس، أن “إسرائيل” تعتزم بناء نحو ألفي وحدة استيطانية جديدة في المستعمرات الواقعة في الضفة الغربية خلال 2008.

المصدر: الخليج

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...