واشنطن تنشـر درعاً صاروخيـة في 4 دول عربية

01-02-2010

واشنطن تنشـر درعاً صاروخيـة في 4 دول عربية

أقدمت إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما، على خطوة تصعيدية خطرة في تعاملها مع إيران، تنذر بما هو أسوأ من التوتر الحالي الناتج عن الأزمة النووية، من خلال نشر سفن حربية إضافية في مياه الخليج قبالة السواحل الإيرانية، وصواريخ اعتراض في قطر والإمارات والبحرين والكويت، ودعم السعودية في خطة تقضي بزيادة عديد الجنود الذين يحمون منشآتها النفطية والمائية، وذلك بهدف ما وصفته بـ«ردع الإيرانيين»، و«طمأنة» الدول العربية، و«تهدئة مخاوف» الإسرائيليين.
وقال مسؤولون في واشنطن لوكالة «اسوشييتد برس»، إن الخطوات الاميركية التي تأتي في إطار تعديل أوسع للمقاربة الاميركية للدفاع الصاروخي، بما فيها اوروبا وآسيا، دخلت حيز التنفيذ منذ اشهر. وأضافوا ان البيت الابيض سيرسل مراجعة الى الكونغرس اليوم الاثنين، تحدد التغييرات الكبيرة في الإستراتيجية الباليستية الجديدة، التي تستند الى «حماية» منطقة الخليج، والتركيز على نشر شبكات أجهزة الاستشعار والأسلحة، والتعاون مع روسيا.
وذكر مسؤول عسكري ان التعديلات في الخليج يجب ان ينظر إليها على انها «خطوات دفاعية حذرة» تهدف الى ردع إيران عن القيام بتحرك «عدائي» في المنطقة، «اكثر مما تمثله من مؤشر على ان الولايات المتحدة تتوقع ان تقوم إيران برد على أي عقوبات إضافية ضدها بسبب برنامجها النووي»، مشيرا
في الوقت ذاته الى ان الدول الخليجية الأربع التي تنشر على أراضيها صواريخ «باتريوت»، هي الكويت والإمارات والبحرين وقطر.
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» ذكرت أمس الاول، ان الولايات المتحدة تسرّع وتيرة نشر أنظمة مضادة للصواريخ في الخليج «استعدادا لأي هجوم محتمل» قد تشنه ايران في حال تشديد العقوبات عليها. ونقلت عن مسؤولين عسكريين في الادارة الاميركية، قولهم ان واشنطن تنشر سفنا متخصصة قبالة السواحل الايرانية، إضافة الى صواريخ اعتراض في قطر والإمارات والبحرين والكويت، مضيفة ان هذا الإجراء قد يشمل ايضا سلطنة عمان.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مسؤولين في وزارة الدفاع الاميركية، قولهم ان نشر السفن المحملة بأنظمة «اس ام – 3» الاعتراضية، سيوفر المرونة اللازمة «لتحريك القدرات الدفاعية الاميركية كما يجب». والسفن المحملة بنظام «ايجيس» قادرة على تفجير صواريخ باليستية في الجو، وتستطيع تعقب اكثر من 100 هدف.
وتابعت «نيويورك تايمز» ان الدول العربية باتت تتقبل في شكل اكبر موضوع نشر اسلحة دفاعية اميركية على أراضيها خشية القدرات العسكرية لإيران. ونقلت عن مسؤول رفيع المستوى قوله ان «هدفنا الاول هو ردع الايرانيين» عن مهاجمة جيرانهم، مضيفا ان «الهدف الثاني هو طمأنة الدول العربية لئلا تشعر بأنها مجبرة على امتلاك السلاح النووي بنفسها. لكن الامر يتعلق جزئيا بتهدئة الإسرائيليين»، اذ ان واشنطن تحاول ان تظهر لإسرائيل «أنه لا توجد حاجة عاجلة لتوجيه ضربات ضد المنشآت النووية والصاروخية الايرانية».
وذكرت الصحيفة ان مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال جيمس جونز، قام خلال شهر كانون الثاني الماضي «بزيارة لإسرائيل بهدف تخفيف التوتر لدى الحكومة الإسرائيلية ومراجعة البرامج الاقتصادية والسرية التي تستهدف البرنامج النووي الإيراني، بحسب مسؤولين مطلعين على اللقاء».
وبحسب «نيويورك تايمز»، فإن التحركات العسكرية الأميركية «التي تأتي في غضون مرحلة تحول حرجة في أسلوب تعامل الرئيس (باراك) اوباما مع ايران»، تستهدف أيضا تبديد صحة الانطباع بأن «إيران ستصبح سريعا القوة العسكرية الأكثر نفوذا وتأثيرا في الشرق الاوسط». وشدد المسؤولون للصحيفة على ان «الادارة الاميركية تسعى لإضفاء طابع دفاعي على التحركات العسكرية الأميركية الراهنة تفاديا لرد فعل متهور من جانب طهران».
وأضافت ان الولايات المتحدة تدعم خطة سعودية لزيادة عديد القوات التي تحمي منشآت النفط والمرافئ ومراكز تنقية المياه لتصل الى 30 ألف رجل.
وفيما ذكرت «نيويورك تايمز» ان هذه التحركات تأتي في اطار «إستراتيجية متناغمة» لتصعيد الضغوط على ايران، ذكّرت بقول قائد القيادة الاميركية الوسطى الجنرال ديفيد بتراوس، في 22 كانون الثاني الماضي، ان «إيران باتت بشكل جلي تهديدا خطيرا لأولئك في الجانب الآخر من الخليج». واعتبر بتراوس ان «التعجيل في المنظومة الصاروخية ـ الذي بدأ في عهد الرئيس السابق جورج بوش ـ يشمل ثماني منظومات صاروخية من نوع باتريوت، اثنتان منها في كل دولة من الدول الأربع، وهي قادرة على إسقاط الصواريخ القصيرة المدى».
من جهتها، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» ان «المسؤولين العسكريين والاستخباراتيين في دول الخليج يخشون هجمات من قبل ايران او منظمات حليفة لها مثل حزب الله، في حال تعرضت منشآت ايران النووية لضربة استباقية من قبل الولايات المتحدة او اسرائيل». وفيما نقلت عن مسؤول في «دولة خليجية حليفة للولايات المتحدة»، قوله ان ايران «تمثل التهديد الاول في المنطقة»، قال مسؤول اميركي «نحن نطور قدرة دفاعية خليجية حقيقية، تشمل أنظمة صاروخية، وأنظمة دفاعية جوية، وتقوية البنية التحتية.. كل هذه الأمور تطورت بشكل لافت خلال العام الماضي».
وتابعت الصحيفة ان الامارات «التي اشترت مؤخرا 80 مقاتلة اف -16، دعيت للمرة الاولى للمشاركة في تدريبات «ريد فلاغ» (العلم الأحمر) الجوية الاميركية في نيفادا».
ويأتي الكشف عن التحركات الاميركية بعد يومين من قول جيمس جونز ان إيران قد تصعد العنف في المنطقة. وأوضح ان «التاريخ يظهر انه عندما تشعر الأنظمة بالضغط، كما هي الحال في إيران داخلياً حالياً وخارجياً في المستقبل القريب، فإنها عادة ما تضرب من خلال أتباعها».
وفي مقابلة مع صحيفة «جيروزاليم بوست» الاسرائيلية نشرت امس، استبعد جونز ان تقوم إسرائيل بعمل عسكري أحادي الجانب ضد إيران، مشير الى ان واشنطن «تجري حواراً جيداً ومتواصلاً مع إسرائيل حول النووي الايراني... نحن نعمل بشكل وثيق جداً معهم، والموقف الاسرائيلي من ايران موقف مسؤول».
في هذا الوقت، وبينما تضغط الولايات المتحدة على الصين للحصول على موافقتها لفرض عقوبات جديدة على طهران، مع انتهاء المهلة التي حددتها ايران لرد الغرب على عرضها تبادل اليورانيوم قبل ان تبدأ تخصيبه بنفسها بنسبة 20 في المئة، قالت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين اشتون، انها تشعر «بخيبة أمل» تجاه رفض إيران الدخول في محادثات نووية، وأن «الخطوة المقبلة يجب ان تكون إحالتها الى مجلس الامن» الدولي.
يأتي ذلك بعد يوم من إعلان وزير الخارجية الايرانية منوشهر متكي ان «أفكارا جديدة» حول تبادل الوقود النووي اصبحت مطروحة بعد محادثات أجراها في دافوس مع مسوؤلين برازيلي وفرنسي. وأوضح «كانت هناك نقاط ملتبسة حول الطريقة (تبادل الوقود) ومع إزالة هذا الالتباس من جانب طهران يتابع الملف مجراه الطبيعي»، بينما قال رئيس المنظمة الايرانية للطاقة الذرية علي اكبر صالح، إن ايران وافقت على مبدأ تبادل الوقود، وإنها تواصل المباحثات «على مستويات مختلفة» مع الغرب بشأن تفاصيل عملية التبادل.

المصدر: وكالات

إقرأ أيضاً:

الترتيبات العسكرية الأميركية الجديدة في الخليج العربي
المنظومات الدفاعية الجديدة ستشمل السعودية والكويت والإمارات والبحرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...