واشنطن تمنع لبنان من اصطياد «أبو مالك التلي»! عملية أمنية خلف خطوط «جيش الإسلام» تضرب قيادته

01-08-2016

واشنطن تمنع لبنان من اصطياد «أبو مالك التلي»! عملية أمنية خلف خطوط «جيش الإسلام» تضرب قيادته

العمليات الخاصة السورية الروسية، قد تكون شطبت مجددا قيادة «جيش الإسلام» في سوريا. الأمر يتعلق بمعرفة ما إذا كان أبو همام البويضاني، خليفة زهران علوش الذي قتلته عملية مشابهة في الخامس والعشرين من كانون الأول العام ٢٠١٥، سينجو أم لا، في سرير مشفاه الأردني في عمان، من الجروح البليغة التي أصيب بها ليلة الثاني من تموز الماضي، خلال عملية استخبارية معقدة لقوة خاصة سورية، تعمل خلف خطوط العدو.ابو مالك الشامي (التلي) عن موقع "تويتر"
العمليات الخاصة السورية الروسية، كانت أوفر حظا من عمليات الجيش اللبناني في منطقة جرود عرسال. وخلال اليومَين الماضيين، اكتشفت الأجهزة اللبنانية أن التفاهم الروسي الأميركي لمواجهة «جبهة النصرة»، ليس سوى فقاعة إعلامية، وأن الولايات المتحدة لا تنوي مد مفاعيل هذا التفاهم، المفترض والذي لم تنفذ منه شيئا، إلى ما يتعدى الحدود اللبنانية السورية ولو بواسطة الجيش اللبناني، وأنه بأي حال لا يزال مرتبطا بالمساومة على حل سياسي بشروط أميركية، لن تقبل به لا موسكو ولا دمشق.
وبحسب مصادر عربية مطلعة، استطاعت أجهزة المخابرات اللبنانية، تحديد موقع أبو مالك التلي، أمير جبهة النصرة في القلمون، بدقة في منطقة جرود عرسال، وحصلت على إحداثيات الموقع، وطلبت من قيادة الجيش إرسال إحدى طائرتَي الاستطلاع والإسناد الجوي «سيسنا كارافان ٢٠٨»، التي وهبتها الولايات المتحدة للجيش اللبناني، لإطلاق صاروخ «هيلفاير» على الموقع بعد التأكد من وجود أبو مالك التلي بداخله. وطائرة سلاح الجو اللبناني اليتيمة التي منعها الأميركيون من الإقلاع، حصل عليها الجيش اللبناني في العام ٢٠١٠ من سلاح الجو الأميركي. «السيسنا» نموذج مدني تم تعديله، للقيام بعمليات إسناد جوي للقوات الخاصة، كما تم تجهيزه بمنصتَين لإطلاق صواريخ «هيلفاير»، التي عقد لبنان صفقة خاصة بها للحصول على إلف صاروخ منها بقيمة ١٤٦مليون دولار، وتم الإعلان عنها في ٤ حزيران ٢٠١٥. والولايات المتحدة تملك قرار إطلاقه، لأنها كانت زودت لبنان بكميات ضئيلة منه، آخرها دفعة من ٥٠ صاروخا سلمت إلى الجيش اللبناني في تشرين الأول ٢٠١٥. والصاروخ الذي لم يستطع لبنان استخدامه ضد هدف إرهابي، يتمتع بمدى من ٨ كيلومترات، وكان قادرا بحسب إحداثيات التصويب التي حصلت عليها الأجهزة اللبنانية على إصابة هدفه أبو مالك التلي لو وافق الأميركيون على الطلب اللبناني، خصوصا أن هامش الخطأ لا يتجاوز المتر الواحد، بحسب الميزات الفنية للصاروخ ذات التوجيه البصري. كما حصل لبنان العام ٢٠١٣ على نموذج من «سيسنا كارافان ٢٠٨» المخصص للاستطلاع حصرا، تقول بيانات سلاح الجو الأميركي إنه تم دفع ثمنه ١٤٫٧ مليون دولار.
وبموازاة عملية الرصد التي دامت ساعات، عمدت قيادة الجيش إلى إعلام مكتب الاتصال العسكري الأميركي في وزارة الدفاع في اليرزة، للحصول على موافقته بموجب الاتفاق الموقع مع لبنان في هبة الطائرتَين (مع التفاهم على طائرة ثالثة للإسناد أعلنت عنها وزارة الدفاع الأميركية في ٢٨ أيار ٢٠١٥). وبحسب المعلومات التي حصلت عليها «السفير» من مصادر متقاطعة، رفض مكتب الاتصال الأميركي منح موافقته على استخدام الأسلحة والمعدات الأميركية لتصفية أبو مالك التلي، من دون تقديم أي تبريرات سوى الالتزام بالتعهدات من الجانب اللبناني بالحصول مسبقا على الموافقة الأميركية في كل عملية من هذا النوع، مما أدى إلى إفشال العملية برمتها.
كما اكتشفوا أن وزارة الدفاع الأميركية تنوي الاحتفاظ بأوراق لها في لبنان لاستنزاف المقاومة التي تبقى عنصر توازن عسكري أساسي في سوريا، ومواصلة إشغالها في لبنان. ومن بين هذه الاوراق منع الأجهزة اللبنانية من تصفية أبو مالك التلي. وكانت صحيفة «واشنطن بوست»، قد نشرت قبل ايام مقالا للباحث دانيال سوير أحد مسؤولي حل النزاعات في جامعة جون هوبكنز، تحدث فيه بلغة الصقور داخل الإدارة الأميركية، دعا فيه إلى توجيه ضربات إلى «حزب الله» في لبنان، في سياق رسالة ديبلوماسيين أميركيين في الخارجية الأميركية طلبت توجيه ضربات جوية إلى الجيش السوري.
ويعد التلي أحد محاور المواجهة مع «حزب الله»، لقيادته أحد أهم الجبهات التي تمتد من القلمون الغربي، إلى جرود عرسال، فضلا عن الدور الذي يلعبه جمال زينية، وهو إسمه الحقيقي، في العمليات السرية، خلف خطوط المقاومة والهجوم على بيئتها. وتشمل الحماية الأميركية الرجل الذي تقيم الأجهزة الغربية، ومنها الأميركية، بطريقة غير مباشرة عبر الأجهزة القطرية، التي عقدت معه أكثر من صفقة لإطلاق رهائن، ومبادلتهم بعشرات الملايين من الدولارات، لتمويل عمليات «النصرة» في خاصرة المقاومة، وأشهرها عمليات إطلاق سراح راهبات معلولا. ويستكمل إنقاذ الأميركيين لإبي مالك التلي من صاروخ «هيلفاير» في جرود عرسال، الهجوم العام الذي تشنه الولايات المتحدة عبر القطاع المصرفي اللبناني، لمحاصرة المقاومة ماليا.

محمد بلوط

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...