هجوم مزدوج لـ«داعش»: توغل في الحسكة واختراق لعين العرب وقوات الحماية الكردية ترفض الدفاع عن المدينة

26-06-2015

هجوم مزدوج لـ«داعش»: توغل في الحسكة واختراق لعين العرب وقوات الحماية الكردية ترفض الدفاع عن المدينة

في تطور جديد على ساحة المعارك في سوريا، شن تنظيم «داعش» هجوماً مزدوجاً على جبهتين منفصلتين، محققا اختراقين في خريطة السيطرة، حيث تقدم في مدينة الحسكة شرق سوريا وسيطر على عدة أحياء فيها، ونجح في دخول مدينة عين العرب (كوباني) الحدودية مع تركيا، والتي كانت «وحدات حماية الشعب» الكردية قد استرجعتها في كانون الثاني الماضي، تحت غطاء جوي من قوات التحالف الذي تقوده أميركا.
وفي مدينة الحسكة، التي شهدت الثلاثاء الماضي سلسلة تفجيرات بسيارات وانتحاريين، تمكن مسلحو «داعش» من اختراق مناطق جنوب الحسكة، وذلك إثر تسلل المقاتلين إلى أحياء النشوة.مناطق سيطرة القوات السورية والمجموعات المسلحة، بينها «داعش» و«جبهة النصرة» في سوريا («السفير»)
وقال مصدر ميداني،  إن «مسلحي داعش تسللوا إلى أحياء النشوة الغربية والشريعة والنشوة فيلات جنوب المدينة، بمؤازرة من مجموعات من المسلحين التابعين للتنظيم كانوا داخل المدينة كخلايا نائمة»، وهو ما كان قد حذر منه مصدر ميداني تحدث في وقت سابق تعليقاً على التفجيرات التي طالت المدينة، والتي أكدت التحقيقات المبدئية أن السيارات التي استعملت في التفجيرات جرى تفخيخها وتجهيزها داخل المدينة.
وعن الأوضاع الميدانية في المدينة في الوقت الحالي، أشار المصدر إلى أن «قوات الجيش السوري وقوى الأمن الداخلي والفصائل المؤازرة لهما يخوضون اشتباكات عنيفة على عدة محاور، بعد نجاحهم بتشكيل طوق عسكري في المحيط الجنوبي لحي النشوة فيلات والشمالي الشرقي لحي النشوة الشريعة»، موضحاً أن مسلحي التنظيم فجروا سيارة في حي النشوة فيلات، قرب مقر تابع لـ «الدفاع الوطني»، ما تسبب بأضرار كبيرة.
وتسبب هجوم التنظيم على الأحياء الجنوبية في المدينة بحالة نزوح كبيرة، بالتزامن مع قيام مسلحي «داعش» بتنفيذ عشرات عمليات الإعدام الميدانية داخل هذه الأحياء، في وقت كثف فيه الطيران السوري غاراته على مواقع تمركزهم.
وقال المصدر إن «الأوضاع في الحسكة بدأت تتحسن تدريجياً بعد استيعاب الصدمة، حيث يجري العمل في الوقت الحالي على استعادة المناطق التي اخترقها التنظيم، خصوصا بعد مقتل قائد الهجوم أبو البراء التونسي»، موضحا أن «أشرس المعارك تجري عند دوار الكهرباء وجسر الشريعة جنوب المدينة»، فيما رفضت القوات الكردية المشاركة في هذه المعارك، وفق تأكيد المصدر، الذي تابع ان «القوات الكردية رفضت المشاركة في التصدي لداعش في الحسكة، ويبدو أن الأمر متعلق باتفاقها مع قوات التحالف الذي تقوده أميركا، والتي تؤمن لها غطاء جوياً، علما أن خطر داعش في حال عدم التصدي له سيمتد إلى الأكراد والمناطق التي يسيطرون عليها شمال الحسكة».
وعلى الجبهة الأخرى، غرب سوريا قرب الحدود مع تركيا، تمكن مسلحو «داعش» من اختراق مدينة عين العرب بعد مرور نحو خمسة أشهر على استعادة القوات الكردية السيطرة عليها، بعد معارك طاحنة تسببت بدمار كبير.
وقال مصدر ميداني إن مسلحي «داعش» هاجموا المدينة قادمين من مدينة جرابلس بعدما حشد التنظيم قواته فيها، بالتزامن مع عمليات نفذتها «خلايا نائمة» في عين العرب، موضحاً أن «التنظيم قام خلال الأيام الماضية بتهجير الكثير من العائلات ودفعهم نحو عين العرب، ويبدو أن بعض مقاتلي التنظيم دخلوا المدينة كمهجرين، وانتظروا بدء المعارك». وبدأ هجوم مسلحي التنظيم عبر تفجير ثلاث سيارات بشكل متتال، حيث انفجرت الأولى عند منطقة المعبر الواصل بين عين العرب والجانب التركي قبل أن يقتحم مسلحو التنظيم المدينة من ثلاثة محاور مرتدين زي الوحدات الكردية، الأمر الذي تسبب بإرباك القوات الكردية. ودفع تحول شوارع المدينة إلى ساحات معارك بقوات التحالف الدولي لشن غارات على مواقع تمركز مسلحي التنظيم في شارع الـ48 وعند معبر مرشد بينار وفي مناطق أخرى داخل المدينة. وقال طبيب في المدينة إن 15 شخصا قتلوا وأصيب 70، بينهم كثيرون حالتهم خطيرة. وفقد البعض أطرافهم. ونقل بعض الجرحى إلى تركيا.
واتهمت مصادر ميدانية كردية الحكومة التركية بالتورط في الهجوم على عين العرب عبر تسهيل إدخال مسلحي «داعش» من حدودها إلى الداخل السوري، وهو ما أكده التلفزيون السوري خلال تغطيته لتطورات المعارك في المدينة الحدودية مع تركيا، الأمر الذي سهل على مسلحي «داعش» فتح اشتباكات على ثلاثة محاور، الأول من منطقة جرابلس، والثاني عبر الحدود التركية، فيما شكل المحور الثالث حرب شوارع تولت أمره الخلايا النائمة في المدينة، في وقت ذكر فيه مصدر ميداني أن مجموعة من هذه الخلايا تمت محاصرتها داخل إحدى المدارس في المدينة.
واعتبرت الزعيمة المشتركة لـ «حزب الشعوب الديموقراطي» الكردي فيغن يوكسيكداغ إن «المذبحة» التي وقعت في عين العرب جاءت نتيجة سنوات من دعم الحكومة التركية لمتشددي «داعش». وقالت إن هناك «احتمالا كبيرا» أن يكون المهاجمون دخلوا كوباني من تركيا.
ونفت أنقرة هذه المزاعم. وقال نائب رئيس الوزراء نعمان قورتولموش، عبر حسابه على موقع «تويتر»، إن «المزاعم القائلة بأن ناشطي داعش عبروا الحدود التركية أكاذيب تندرج في خانة الدعاية البحتة». وكان مكتب حاكم محافظة شانلي اورفا قد نفى هذه المعلومات. وذكر، في بيان، أن «المعلومات التي بحوزتنا تثبت ان عناصر هذا التنظيم تسللوا إلى كوباني من جرابلس في سوريا» على الحدود بين البلدين.
وكحال المناطق التي سيطر عليها التنظيم جنوب مدينة الحسكة، شهدت مدينة عين العرب حالات نزوج كبيرة، إلا أن الأهالي في عين العرب لم يجدوا منفذا لهم بعد قيام السلطات التركية بإغلاق حدودها في وجوههم.

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...