نصر الله: متمسكون بالحوار الداخلي وصواريخنا تغطي إسرائيل

23-02-2008

نصر الله: متمسكون بالحوار الداخلي وصواريخنا تغطي إسرائيل

أطل الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله في خطاب سياسي لبناني رسم فيه حدودا لقرار المقاومة الحاسم والذي لا عودة عنه بالرد على جريمة استهداف المقاوم الشهيد عماد مغنية، مؤكدا على استقلالية قرار المقاومة وتمسكها أكثر من أي وقت مضى بالحوار الداخلي من أجل التوصل الى استراتيجية دفاعية تتحمل فيها الدولة اللبنانية مسؤوليتها الأساسية في حماية لبنان من الحرب المفتوحة التي تشنها إسرائيل عليه منذ العام 1948 وحتى الآن، والتي جعلت قرار الحرب والسلم بيدها وحدها وليس بيد اللبنانيين.
وبينما تعهد نصر الله بتنزيه ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري عن بعض قيادات الأكثرية ولغتها وشتائمها وبالتالي سحب مصطلح فريق الرابع عشر من شباط، واستبداله بتعبير «فريق السلطة»، قال ان بعض هذا الفريق يرفع خطاب الامام السيد موسى الصدر للتشكيك بلبنانية فريق لبناني اساسي ولذا نقول لهؤلاء «باسم كل فرد من «حزب الله» و«أمل» اننا نقبل بكل حرف قاله الامام الصدر في أي مسألة من المسائل وإذا كنتم تريدون الاحتجاج فنحن نقبل هذا الاحتجاج ونقبل هذه المرجعية الفكرية والسياسية».
وفيما كان ينتظر أن تحمل المبادرة العربية تسوية سياسية للأزمة الرئاسية والحكومية، فإن مجريات التقييم الأولي الذي جرى، ليل أمس، بين الأمين العام للجامعة عمرو موسى وفريقه المؤلف من السفير هشام يوسف وطلال الأمين، في القاهرة، أظهر أن عناصر التسوية غير متوافرة، وأن الفجوات كبيرة بين المعارضة والموالاة، ولكن القرار العربي يقول بوجوب استمرار المبادرة العربية، ولذلك سيعود عمرو موسى، الى بيروت، صباح غد، وذلك من أجل عقد جولة جديدة للاجتماع الرباعي في مجلس النواب، فإذا كانت امكانات التوصل الى تسوية متعذرة، ربما يذهب النقاش نحو سبل تحصين «فخامة الهدنة» في انتظار ظروف أخرى داخليا وخارجيا.
وعلى الرغم من تجديد رئيس «تكتل التغيير والاصلاح» العماد ميشال عون سؤاله، «على اي أساس سندعى للاجتماع (مع موسى) اذا لم يكن هناك أمر جديد وجدي، خاصة أن الانتقال من الرابية الى بيروت مكلف أمنيا»، فإن رئيس مجلس النواب نبيه بري تلقى اتصالا ليل أمس من عمرو موسى «وجرى التأكيد خلاله من الجانبين على انعقاد اللقاء الرباعي غدا».

وقالت مصادر في الأكثرية إن النائب سعد الحريري والرئيس أمين الجميل سيشاركان في الاجتماع لكن تحت سقف قرار سياسي حاسم اتخذته الأكثرية بعدم تقديم أي تنازل جديد للمعارضة مخافة أن يكون مقدمة لتنازلات جديدة.
وكان لافتا للانتباه عشية عودة موسى ما أوردته إخبارية «المستقبل» ليل أمس من ان السعودية «قررت عدم المشاركة بالكامل في القمة العربية المقرر عقدها في دمشق أواخر آذار المقبل، وذلك رداً على الحملات السورية على السعودية».
في هذه الأثناء، أطلق الأمين العام لـ«حزب الله»، أمس، لمناسبة ذكرى اسبوع الشهيد المقاوم عماد مغنية، وأمام جمهور كبير احتشد في معظم الشوارع المحيطة بمجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية، قسماً مكتوباً بخط يده تضمن الآتي: «يا حاج عماد، أقسم بالله (مع هاء مكسورة) أن دمك لن يذهب هدرا»، وهو الأمر الذي أعطته أوساط متابعة معنى «القسم الشرعي المُبرم والمُلزم لصاحبه والذي لا عودة عنه نهائيا».
وخص السيد حسن نصر الله الشهيد مغنية بعرض الكثير من بصماته في محطات بارزة من تاريخ المقاومة وعمليات الأسر وصولا الى حرب تموز وما بعدها، وقال ان كل المعطيات التي توفرت حتى الآن من خلال التحقيق المستمر والمتواصل «زادت قناعتنا بمسؤولية إسرائيل عن هذا الاغتيال»، نافيا ما تردد حول تشكيل لجنة تحقيق سورية ايرانية مؤكدا أن التحقيق بالكامل في عهدة السوريين.
واستغرب نصر الله محاولة البعض حرف مسار المسؤولية عن اسرائيل باتجاه آخر، وقال: «إذا كان المقصود من تحذير الرعايا من قبل بعض الدول العربية هو الحذر منّا، فعدونا وخصمنا وثأرنا عند الإسرائيلي، ونحن لم نوجّه اتهاما لأحد. وإذا كان المقصود هو الخشية أو الحذر مِمَّن قد يدخل على الخط فليعلنوا ذلك وليوضحوا ذلك ولا يتركوا الأمور ملتبسة»، داعيا الجميع للحذر «من دخول أي طرف على الخط لأنّ هناك أطرافا لها مصلحة في توتير الأجواء وإيجاد خضّات أمنية ومخاطر جدية في لبنان».
وطالب السيد نصر الله الدول العربية «بأن تتصرف بشكل مسؤول وطبيعي إلا إذا كان هناك أيضا احتمال آخر لاستغلال هذه المناسبة لدفع الأمور إلى مزيد من التوتر والتشنج مع إسقاط المبادرة العربية للذهاب إلى التدويل وللقول إنّ لبنان على حافة الهاوية والحرب الأهلية والانهيار الشامل فلنذهب إلى مجلس الأمن وليتحمل مسؤولية الوضع في لبنان، آمل أن لا يكون الوضع كذلك».
وقال نصر الله «نحن ننظر إلى اغتيال الحاج عماد أنها عملية استباقية لما تحضره إسرائيل من حرب جديدة ضد لبنان والمنطقة، وهم الآن يتحدثون بصراحة أن هناك عدة رؤوس قيادية وجهادية في المقاومة يجب أن تشطب، هم يتحدثون عن استراتيجية قطع الرؤوس بالاستفادة من العبر والخلاصات التي توصلوا إليها بعد فشلهم في «حرب تموز»، حتى إذا ما شنوا حرباً جديدة على لبنان، يفقد «حزب الله» القدرة على المواجهة وعلى تحقيق النصر». أضاف «يؤسفني أن أقول لكم أيضاً إنه في بعض الأحزاب في فريق السلطة عادت نغمة تطمين الكوادر والقيادات الى أن هناك حرباً قريبة سوف تقضي على «حزب الله» والمعارضة، ويتحدثون عن نيسان وأيار وحزيران، ولذلك نرى أنهم غير مستعجلين وغير مستعدين لأي تسوية سياسية مهما تنازلت المعارضة... هم يحدثون كوادرهم وعناصرهم ويقولون لهم كما قال لهم الأميركي علينا أن نصمد أشهرا قليلة فيتغير الحال. لماذا؟ لأن هناك حرباً ستقوم في المنطقة أو حرباً على «حزب الله» ينتهي معها الحزب والمعارضة ويكون لبنان لهم».
وتوعد نصر الله الاسرائيليين بمواجهة قاسية في البر في ظل عجز القدرة الجوية الاسرائيلية على حسم المعركة وقال «اننا في أية حرب جديدة سنقاتلكم في الميدان وفي البر قتالا لم تشهدوه طوال تاريخكم وسيدمر جيشكم في الجنوب ودباباتكم ايضا، بقية هيبتكم وبقية ردعكم ستدمر هناك وتبقى اسرائيل بلا جيش وعندما تصبح اسرائيل بلا جيش فلا تبقى». وقال ان احدا لن يستطيع أن يحمي جبهة اسرائيل الداخلية كلها من صواريخ المقاومة.
وسأل نصر الله عن محكمة دولية ستجلب العدالة، إذا كان المدعي العام فيها يقيم في معراب «والأحسن من ذلك أن القاضي فيها في كليمنصو الذي علق المشانق وأصدر الاحكام وشمت بالأمهات والزوجات والبنات... فهل هذه المحكمة ستجلب العدل»؟.
وقال نصر الله «نحن سندافع عن أنفسنا، بالطريقة التي نختارها، وفي الزمان الذي نختاره وفي المكان الذي نختاره، نختاره معاً بقرارنا الوطني المستقل». وختم بكلمة مكتوبة تضمنت الآتي: «يا حاج عماد، أقسم بالله أن دمك لن يذهب هدرا».
إلى ذلك، أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل دعم بلادها للمبادرة العربية، ودعت سوريا إلى لعب دور بناء «وهو الدور الذي لم يكن حتى الآن قائما بما فيه الكفاية»، على حد تعبيرها. وجاء كلام ميركل قبيل لقائها في برلين رئيس الحكومة فؤاد السنيورة الذي انهى امس لقاءاته في العاصمة الألمانية، وعاد ليلا الى بيروت.
واتهم السنيورة في مقابلة أجرتها معه «العربية» العماد عون بإفشال اللقاء الرباعي الأخير عبر رفضه المباشرة في انتخاب رئيس الجمهورية ووضعه سلة شروط اضافية.
في نيويورك، قال المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة زلماي خليل زاد إن مسألة صدور قرار جديد من مجلس الأمن بهدف حل أزمة الانتخابات الرئاسية في لبنان يبقى أحد البدائل المطروحة للنقاش بين الدول المعنية بالشأن اللبناني «ولكننا لم نصل الى هذه النقطة بعد». كما تنبأ في لقاء جمعه بعدد من الصحافيين في نيويورك بأن يتم إصدار القرارات الاتهامية بحق المشتبه في تورطهم في اغتيال رئيس وزراء لبنان السابق رفيق الحريري «في وقت ما من هذا العام على أن تبدأ المحكمة العام المقبل».
وأضاف أنه يتابع شخصيا التفاصيل المتعلقة بالمحكمة ولذلك اجتمع أمس بالمسؤولين عن متابعة ملف المحكمة في الأمم المتحدة وأبلغوه أن المبنى الذي تم اختياره في هولندا ما زال يحتاج بعض التجهيزات والبناء من قبيل إعداد غرفة لإجراء المحكمة وكذلك مكان لاحتجاز المتهمين. وتوقع «أن تصدر قرارات الاتهام هذا العام وربما تبدأ المحكمة العام المقبل».
وردا على سؤال حول احتمال عدم تعاون سوريا مع المحكمة الدولية، من خلال رفض تسليم متهمين محتملين، قال زلماي إن «هذا من شأنه أن يضع سوريا في مسار للمواجهة مع المحكمة وسيكون المطلوب هو دفع سوريا للتعاون». وقال زلماي إن بلاده تجري حاليا مشاورات مع الفرنسيين والبريطانيين والسعوديين من أجل النظر في كيفية ممارسة الضغط على سوريا وإيران «لكي يلعبا دورا أكثر إيجابية».

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...